مقتل 10 مسلحين بهجوم على قوات الجيش السوريّ في إدلب… وجيش الاحتلال الأميركيّ يشنّ حملة اعتقالات بالتعاون مع «قسد» ضد القبائل العربيّة
دمشق: «غرفة التجارة» تناشد التجار والصناعيّين عدم شراء الدولار حتى نهاية أيار الحالي
ناشدت غرفة تجارة دمشق التجار والصناعيين دعم الليرة السورية، وطلبت منهم وقف شراء الدولار حتى نهاية الشهر الحالي من جميع المنافذ وشركات الصرافة.
وقالت الغرفة في تعميم أصدرته أمس، إن “التداول (بغير الليرة) من المخالفات التي تضرّ بالوطن والاستقرار الاقتصادي”، تحت طائلة العقوبات بموجب المرسوم رقم 3 الصادر عام 2020 لمن يتعامل بغير الليرة السورية.
يأتي ذلك بينما بدأ سعر الصرف في السوق السوداء يشهد ارتفاعاً إذ تجاوز سعر الدولار 3000 ليرة، حسب المنصات الرئيسيّة التي ترصد الأسعار في السوق، وسجلت بعض تلك المنصات سعراً يعادل 3120 ليرة.
وتسعى الحكومة لضبط الأسعار بعدما وصلت مستويات غير مسبوقة، في وقت تتهيأ فيه البلاد لخوض انتخابات رئاسيّة تبدو نتائجها حسب جميع التوقعات محسومة للرئيس الحالي بشار الأسد.
وكان المصرف المركزي السوري اتخذ مجموعة من الخطوات التي أدت إلى استقرار نسبي في سعر الصرف، إذ وحد السعر بما يقارب سعره الحقيقي في السوق، بعدما كان السعر الحقيقي يزيد عن مثيله الرسمي بأكثر من الضعف، كما وضع المركزي أسعاراً للحوالات الواردة من الخارج مقاربة أيضا للسعر الرسمي (2500 ليرة للدولار).
يذكر أن عدداً من شركات الصرافة، وفي سياق حزمة الإجراءات الحكومية للجم ارتفاع أسعار الصرف، بدأت تسلم التجار والصناعيين الحوالات بالدولار، حسبما أعلنت منذ أيام، رغم أن ذلك ممنوع بموجب المرسوم رقم 3.
وكانت تلك الشركات بدأت تبيع الدولار بسعر يزيد عن 3000 ليرة، متجاوزة السعر الرسمي الذي كان محدداً سابقاً عند 1256 ليرة.
ميدانياً، أعلن الأميرال ألكسندر كاربوف، نائب رئيس مركز المصالحة الروسي في سورية، أن مجموعة من المسلحين هاجمت مواقع للجيش السوري في محافظة إدلب، وتمّ القضاء على 10 من المهاجمين.
وأضاف أن الهجوم وقع في “منطقة مستوطنة الملاذجة في محافظة إدلب”، مشيراً إلى أن المهاجمين هم “من المقاتلين من أصول أجنبية من تنظيم هيئة تحرير الشام الإرهابي وعددهم نحو 20 شخصاً واستهدفوا مواقع القوات الحكومية السورية”.
وأكد كاربوف أن وحدات الجيش السوري صدت الهجوم، و”تم القضاء على ما لا يقلّ عن 10 مسلحين، حيث تراجع الباقون في اتجاه قرية فطيرة”.
على صعيد الممارسات الميليشياوية، شنّ جيش الاحتلال الأميركي، مدعوماً بالطيران الحربي والمروحي ومسلحين موالين له، حملة دهم واعتقالات بحق أبناء القبائل العربيّة في بلدات ريف دير الزور فجر السبت، توازياً مع تعزيز قواته في أغنى حقول النفط والغاز شرقي سورية.
وأكدت مصادر أهليّة في دير الزور، أن الساعات القليلة الماضية شهدت استنفاراً كبيراً من قبل قوات الاحتلال الأميركي ومسلّحي تنظيم “قسد” الموالية له، وتمّ تسيير دوريات عسكرية في المنطقة عقب الانتهاء من عمليات المداهمة مع فرض حظر على الدراجات النارية، وحرق دراجات المدنيين التي تمّت مصادرتها في بلدة الشحيل شرق دير الزور.
وتابع المصدر أن حالة من الهلع انتشرت بين الأهالي في عموم الريف الشرقي للمحافظة، عقب فتح جدار الصوت من قبل الطيران الحربي لقوات الاحتلال الاميركي إضافة إلى إطلاق بالونات حرارية في سماء المنطقة الممتدة من بلدة “الصبحة” إلى بلدة “ذيبان” شرق ديرالزور، رافقه تحرك للأرتال العسكرية على الأرض أسفر عن اعتقال عدد من أبناء العشائر العربية في بلدة “الزر”.
وتمّ اقتياد المعتقلين من أبناء القبائل العربيّة إلى قاعدة حقل العمر النفطيّ التي يتمركز فيها الجيش الأميركي، من دون معرفة التهم الموجّهة إليهم ولم يُعرَف مصيرهم حتى ساعة إعداد التقرير.
وعلى التوازي، تابع الطيران المروحي والحربي التابع لقوات الاحتلال الاميركي، عمليات المداهمة والتمشيط لسرير نهر الفرات، منعاً لعبور الأهالي بين ضفتي النهر لتبقى المعابر النهريّة الواصلة بين مناطق سيطرة “قسد” والدولة السورية مغلقة من دون معرفة الأسباب، مع بقاء معبر “الصالحيّة” البري الذي يُشرف عليه مركز المصالحة الروسيّة في دير الزور هو المعبر الوحيد الذي يسمح منه لعبور الحالات الإنسانية فقط.
من جهة أخرى، ما زالت قوات الاحتلال الأميركي تعمل على تعزيز تمركزها في المنطقة حيث أفادت مصادر “سبوتنيك” بوصول عدد كبير من الشاحنات المحمّلة بمعدات الدعم اللوجستيّ الى قاعدتي “حقل العمر” وحقل “الكونيكو” اللذين يُعَدّان أكبر حقول النفط والغاز في سورية، وتتخذهما قوات الاحتلال الأميركي كقواعد عسكريّة لها.
وكانت وكالة “سانا” قد ذكرت أن مجموعات من قوات سورية الديمقراطية (قسد) داهمت منازل في ريف دير الزور الشرقيّ مدعومة بطيران مروحيّ أميركيّ واختطفت عدداً من الأشخاص.
ونقلت الوكالة عن مصادر أهلية أن “قسد” استبقت عمليّتها تلك في قرية الزر بنشر عدد من مجموعاتها المسلّحة عند مشارف القرية.
وأضافت الوكالة أن “قسد” اقتادت المخطوفين إلى جهة مجهولة من دون أن تحدّد الدوافع أو تفاصيل أخرى، إلا أنها ذكرت أن “قسد” صعّدت عمليّات المداهمة في مناطق انتشارها في الجزيرة السورية و”اختطفت العشرات من الأهالي والمئات من الشبان في أرياف دير الزور والرقة والحسكة واقتادتهم إلى معسكرات تابعة لها تمهيداً للقتال في صفوفها”.
بينما نشرت صفحات إخباريّة محليّة صوراً غير محدّدة الملامح لأربعة أشخاص قالت إن “قسد” اعتقلتهم من دون أن تحدد هوياتهم، ونقلت “فرات بوست” عن “قسد” أنها اعتقلت الأشخاص الأربعة “خلال عمليّة أمنيّة نفّذتها مدعومة بقوات التحالف الدولي والطيران المروحي” فجر اليوم.