منفذيّة النبطيّة في «القوميّ» أقامت حفل إفطار في أنصار العميد واجب قانصو: رفعَ الدعمِ كما يتداولون به مشروعُ حربٍ جديدةٍ على لبنانَ نحذّرُ منه وندعو لترشيدِ الدعم بقواعدَ جدّيّة وآليّاتٍ واضحة ومسؤوليّة وطنيّة
أقامت منفذيّة النبطية في الحزب السوري القومي الاجتماعي حفل إفطار في مطعم ورد ـ أنصار، حضره، وفد مركزيّ ضمّ عميد الداخلية رامي قمر،عميد الإعلام معن حمية، عميد العمل والشؤون الاجتماعية بطرس سعاده، العميد د. واجب قانصو، وناموس المجلس الأعلى عاطف بزي، إلى جانب منفذ عام النبطية محمد إبراهيم وأعضاء هيئة المنفذيّة، منفذ عام مرجعيون سامر نقفور وعدد من الأمناء وأعضاء المجلس القومي ومسؤولي الوحدات الحزبية.
كما حضر ممثل النائب هاني قبيسي مدير مكتبه الدكتور محمد قانصو، نائب رئيس الاتحاد العمالي العام حسن فقيه، أعضاء قيادة إقليم الجنوب في حركة أمل، حسان صفا وعلي فياض وملحم قانصو، مسؤول العلاقات العامة للمنطقة الاولى في حزب الله حسان بكري ومسؤول وحدة النقابات في الجنوب ربيع نور الدين، المسؤول السياسي لحزب البعث العربي الاشتراكي في الجنوب فضل الله قانصو، رئيس التجمع اللبناني العربي عصام طنانة، رئيسة الدائرة الاقليمية لوزارة الشؤون الاجتماعية في النبطية نوال شعبان، نائب رئيس مكتب النبطية الاقليمي للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي حسين سويدان، مختار عين بوسوار محمد كركي، مختار الدوير صالح قانصو، والإعلاميون: سامر وهبي، علي دواد، علي شبيب، علي زيباوي، علي الشقور، جهاد الخياط ومصطفى الحمود. وفاعليات وعدد من القوميين والمواطنين.
ترحيب
بداية رحّب ناظر الإذاعة علي الخياط بالحضور وقال: في أرضنا عيون، وفي سمائنا ربيع، وفي عصبنا عزم، وفي بحورنا مدى، وفي حقوقنا خصب، وفي أشرعتنا عز، وفي أقلامنا ضياء، وفي نفوسنا كرم، وفي سجلنا نهضة، وفي عقولنا علم. ومع المعلم سعاده انطلق نور النهضة فاعلاً بقيم الحق والخير والجمال. وأشار إلى أنه يصادف اليوم، عيد إنليل السوري، وهو الإله حدد، ومار جرجس المسيحيّ والخضر المحمديّ. وختم مؤكداً إننا أمة ترفض أن يكون القبر مكاناً لها تحت الشمس؟
كلمة العميد واجب قانصو
ثم القى العميد واجب قانصو كلمة المركز وجاء فيها:
في هذا الشهر، وفي كلِّ وقتٍ، أطيبُ الكلام، يكون عن المحبةِ والإخاءِ والوحدة. عن قيمِ الحقِّ والحريّة، وعن قيمة الصبر، وهل هناك أعظم من هذا الصبر على ما نحن عليه اليوم، ونحن نعيش بحراً هائجاً من المصاعب والآلام والأزمات تحوّلت إلى ظلام قادنا إلى التشاؤم، وبات التفاؤل أحياناً سخرية بل كاد يتحوّل إلى وقاحة بدرجة أننا صرنا نجدُ في القبح جمالاً وكأنه هروب إلى الوراء. لذلك، لن نسأل كيف عاد هذا الشهر هذا العام، لأنه ليس هناك من جديد يضارع ما نحن عليه أو يفوقه لنسأل عنه…
لسانُ حالنا جميعاً، يدعو لخروجِ لبنانَ من أزماتِه ونزاعاته السياسيّة الضيقة التي تعيق قيام دولة المؤسسات ودولة المواطنة.
ولأننا أبناءُ نهضةٍ عظيمةٍ تعملُ من أجلِ الحياة، نحرَصُ بألّا نحيدَ عن صراطِ الوحدة. فالوحدةُ عاملُ قوّةٍ لنا وبها نحصّن مجتمعَنا في مواجهة التحدّياتِ كلِّ التحديات.
مستنتجاً، لذلك نحن لا نرى خلاصاً للبنانَ إلا بالتخلّصِ من النظام الطائفيّ، فهذا نظامٌ عفنٌ لا يولّد إلا الأزمات، وصار عائقاً أمام أيّة قيامة لأنه بحكم الميت. فالطائفية ومشروع الدولة نقيضان لا يلتقيان.
وقال: لبنانُ هذه الأيام يواجِهُ تحدّياً مصيرياً، فإما أن يتلمّس حبلَ النّجاة وإما أنْ يهلِك. ونحن نرى أنَّ النجاةَ ممكنةٌ بالذهابِ سريعاً الى تشكيلِ حكومةِ قرار في السياسةِ والاقتصادِ، تشرّعُ في الإصلاحِ الشامل لإخراج لبنان من الدوامة السلبية مالياً والتي باتت على حد السكين أو على حافة الهاوية، ولوقف الانهيار الحاصل اقتصادياً والأزمة المعيشيّة الخانقة الأصعب في تاريخ لبنان والتي تضع البلد على شفير انفجار اجتماعيّ ستكون نتائجه كارثيّة على مختلف المستويات لا سيما على المستوى الأمني، وللإسراع في معالجة الملفات ذات الصلة بهموم الناس وأهمها: وقف انهيار قيمة العملة الوطنيّة أمام الدولار الأميركيّ وما نتج عن ذلك من تعميق لمعاناة اللبنانيين وارتفاع معدلات البطالة والفقر على نحو كارثيّ، وإعادة أموال المودعين المحجوزة في المصارف، والانتقال من الاقتصاد الريعيّ إلى الاقتصاد المنتج لأن لا شيءَ يحقّق النمو الفعليّ ويؤمن فرص العمل إلا اقتصاد الإنتاج، وهذا ما نادى به سعاده منذ تأسيس الحزب في العام 1932، والإسراع في استثمار الثروة البتروليّة البحريّة، وإقرار موازنة شفافة وعادلة تخلو من فرض أية ضريبة على ذوي الدخل المحدود، وتأمين الكهرباء والمياه،… وتبدأ جلجلةَ محاربةِ الفساد، وتبادرُ الى تعزيزِ العلاقاتِ مع المحيطِ القوميّ كلّه، وتضعُ حداً لسياساتِ التخريبِ والفوضى التي تقودُها جهاتٌ تتربّصُ بلبنانَ شرّاً.
وأضاف: الناسُ لم تعُد تحتملُ هذا الوضع المعيشيَّ الاقتصاديَّ الصعب، لا بلْ لا طاقةَ لها على تحمّلِ هذا الوضع، فكيفَ مع إجراءاتِ رفعِ الدعم، إجراءاتٍ يجري الحديثُ عنها سياسياً وإعلامياً بخفّة، لا سيما البطاقة التمويليّة، من دون إدراكِ أنّها ستؤدّي إلى انفجار اجتماعيّ لا يمكن ضبطُه أو إيقافُه. لأن الأسئلة التي تُطرح في هذا الإطار: من أين ستموَّل هذه البطاقة؟ هل من احتياطات مصرف لبنان التي باتت قريبة جداً من الاحتياط الإلزاميّ أي من ودائع الناس؟ وهل يكفي قرض البنك الدولي الذي حصل عليه لبنان لتأمين تمويلها؟ وهل ستخلو البطاقة من الزبائنيّة والاستنسابيّة والفساد؟ إنّها فعلاً محاولة للهروب من المسؤولية.
مؤكداً أنّ رفعَ الدعمِ بالشكلِ الذي يُروَّجُ له، هو مشروعُ حربٍ جديدةٍ على لبنانَ، لذلك نحذّرُ من مغبّةِ السيرِ به، وندعو في المقابل إلى اتباعِ سياسةِ ترشيدِ الدعمِ وفقَ قواعدَ وآلياتٍ واضحة، فالترشيدُ الدقيقُ ومتابعتُه بمسؤوليّةٍ وطنيّةٍ هو الخيارُ الأسلمُ إذا ارتبط بإرادةٍ مُصمّمةٍ على إنقاذِ البلد.
وانتقل للأزمة الراهنة في لبنان، وقال: إن الوضعَ المتردّي في لبنانَ كما في كلِّ الأمة، هو نتيجةٌ للحصارِ والعقوباتِ المفروضةِ على هذا البلد، وعلى الشام، وليس خافياً أن لبنانَ يدفَعُ فاتورةَ رفضِهِ الإملاءاتِ الأميركيّةَ التي تعبّر عن خططِ العدوِّ الصهيونيِّ واحتلالِه ومصالحِه.
ولذلك علينا أنْ نعتصِمَ بالحقّ وأن نرفعَ الصوتَ عالياً ودائماً وأبداً، بأنّنا لن نتنازل عن حقّنا وسندافعُ عن أرضِنا، وأن المقاومةَ هي خيارُنا الأوحدُ وخيارُنا الأولُ والأخير.
وتابع: وللذينَ عملوا ويعملونَ لتشويهِ صورةِ المقاومة، نؤكدُ بأن المقاومةَ هي نهجُنا وخيارُنا وقدرُنا، ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، لأن المقاومة تبقى هي المشروع الأنقى والأجدى، وأرباح هذا المشروع فيض كرامة ووقفات عز، ومنسوب لا ينضب من الحرية والسيادة، وهو معادلة قوة وعامل تحصين لوحدتنا وأداة ترفع كل حيف عن أمتنا، هي الشرفُ القوميّ، وهي باقيةٌ ما بقيَ الشرفُ ناموساً لحياتِنا.
لافتاً إلى أننا نرى في رمضان هذا العامَ نكهةٌ مميّزةٌ للسحورِ تخالطُها أنفاسُ المقاومينَ المنتفضينَ ذوداً عن القدسِ عاصمةِ فلسطينِنا وحفاظاً على هويتِها التاريخيّةِ الوطنيّةِ القوميّة. فهذا العام امتزاجٌ من نوع جديدٍ بين فرحةِ الصائمِ بإفطارِه وفرحتِه بقيامِهِ بواجبهِ القوميّ في التصدّي للمغتصبين.
وذكر بشهدائنا في مجزرة حلبا الإجراميّة: في رمضان هذه السنة تحلُّ الذكرى الثالثةَ عشرةَ لأحد عشرَ كوكباً أضاءتْ دماؤُهم نفوسَنا ومَهَرتْها بالقاعدةِ الجليلةِ عندَنا أن أزكى الشهاداتِ هي شهادةُ الدم، وستبقى دماؤُهم المباركةُ تضيءُ سماءَ حلبا العكاريّة، أحدَ عشرَ نجماً يُقتدى بهم في البطولةِ والفداءِ والصمودِ حتى لحظة لفظِ النفسِ الأخيرِ وصولاً إلى نيلِ الشهادة.
ألفُ ألفُ تحية لشهداء مجزرة حلبا، إذ نجدّد عهدنا بأننا سنتابع القضيّة مع القضاء.
ووصل كلمته بأنها الشهادةُ القوميةُ التي أسقطتْ تلك الواوَ الكافرةَ بين لبنانَ والشامِ عندما ارتقى في الوقت عينِهِ شهداءُ من ساحة البرجِ في بيروتَ وساحةِ المرجةِ في الشام. وها نحن، نجدد التأكيد على تحالفنا الاستراتيجي مع الشام ووقوفنا جنباً إلى جنب في التصدي للإرهاب الذي يستهدفها، لأننا نؤمن بأن ما بين لبنان والشام وحدة جغرافيا، ووحدة مصالح ووحدة مصير، وسورية ستنتصر على الإرهاب بفضل شجاعة قائدها الرئيس بشار الأسد وبفضل بطولات جيشها جيش تشرين، وبفضل موقف حلفائها الداعم لنهجها وقيادتها ودولتها ووحدتها، وإن هؤلاء الحلفاء ونحن منهم رأوا في الدفاع عن الشام دفاعاُ عن الأمة كلها، دفاعاً عن فلسطين أولاً، ودفاعاً عن العراق ودفاعاً عن لبنان، ولو سقطت الشام لا سمح الله لسقطت الأمة من أقصاها إلى أقصاها.
وخلص إلى القول: إننا ننتظر الاستحقاق الدستوري في الشام كعنوان رئيس لمرحلة هامّة تكمل انتصار الدولة والمجتمع على مفاعيل الحرب وتشرّع للسوريين دروب البناء والنهوض وتزيل كلّ المعطلات أمام الحياة السورية الاجتماعية والاقتصادية الناهضة والموحّدة. وإنّنا نرى في الرئيس بشار الأسد الخيار المحقّق والمجسّد لهذه التطلعات.
وختم: إذ أشكرُ إصغاءَكم، أتمنّى أن يعيدَ اللهُ علينا هذا الشهرَ المباركَ العامَ المقبل، ويكون ميلادُنا في أفياءِ كنيسةِ القيامةِ وأن يكونَ فِطرُنا تحت قبّة المسجد الأقصى، أما نحنُ فكلُّ ذرّةٍ من ترابِ أمتِنا مقدَّسةٌ عندَنا بقداسةِ القيامةِ والأقصى.