«الجهاد الإسلاميّ» يدعو إلى تصعيد الانتفاضة.. ودعوات مقدسيّة للنفير خوفًا من أي محاولة اقتحام صهيونيّ للأقصى
اشتية: ما يجري دليل الإجرام لدى الاحتلال وهنيّة يقول إن المقاومة ستقول الكلمة الفصل
قال رئيس الحكومة في رام الله محمد اشتية، إن ما يجري في القدس المحتلة «يعبر عن روح الإجرام لدى إسرائيل»، حسب وصفه.
وأضاف اشتية، في كلمة في مستهل اجتماع الحكومة، إن «مجلس الوزراء في حالة انعقاد دائمة من أجل المتابعة اليومية لأهلنا في مدينة القدس ودعم صمودهم».
وأردف قائلاً: القدسَ تعيدُ اليوم وهجَ القضية أمامَ من يحاولون عبثاً طمسَ هويتِها، وتغييرَ معالمِها، وتزويرَ تاريخِها العربيِّ والإسلاميّ والمسيحي، نحييّ أهل القدس ونشد على يد المرابطين عند أسوارِها الذين يحرسونها.
وأكد أن ما يجري في القدس من دعوة للقتل يعبر عن روح الإجرام والكراهية التي تمارس في التربية الحزبية والتربية المدرسية ومناهج التعليم في «إسرائيل».
إلى ذلك، أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية أمس، أن المقاومة مستعدة ومتحفزة ولن تقف مكتوفة الأيدي أمام ما يجري في القدس والأقصى، وستكون كلمتها هي الكلمة الفصل في المعركة إن لم يتراجع الاحتلال ويضع حدًا لمخططاته الشيطانية.
وقال هنية في تصريح صحافي: «أمام الهمجية المتواصلة ضد الأقصى والمرابطين فيه، ومع الصمود الأسطوري لشعبنا وللمدافعين الآن عن ساحات الأقصى أمام محاولات الاقتحام، فإنني أكدت لكل الأطراف التي تواصلت معها بمن فيهم الأشقاء العرب أن الاحتلال لا يحترم تعهدات ولا يلتزم بشيء، وعليه أن يرفع يده الآثمة عن القدس والأقصى والشيخ جراح، وهو يتحمل المسؤولية عن كل التداعيات بكل أبعادها.
وجدّد هنية الالتزام والتأكيد أمام شعبنا وأمتنا بأننا لن نقبل ولن يقبل شعبنا تمرير مخططات الاحتلال في القدس، وسيستمر العمل الميداني المقاوم، وسيتصاعد لمنع الاحتلال ومستوطنيه من تحقيق أهدافهم.
وأضاف «سنواصل حشد الدعم والنصرة للقدس وأهلها على المستويات السياسية والدبلوماسية والإعلامية والإنسانية، وتوفير مقومات الصمود والاستمرار».
وحيا هنية الأبطال الشجعان في القدس والأقصى الذين يصنعون ملحمة رمضانية تعيد أمجاد بدر وحطين، «فاستمروا ولا تتوقفوا، وكل الشعب والأمة وأحرار العالم معكم ولكم».
من جهتها، قالت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، إن الاعتداء الإرهابي الصهيوني على المقدسيين لن يمر دون ردّ رادع.
وذكرت الحركة، في بيان صحافي، أن «على الاحتلال انتظار رد الشعب الفلسطيني المقاوم والصامد في كل مكان وفي كل وقت».
ودعت الأهالي في القدس المحتلة والمرابطين في المسجد الأقصى إلى مزيد من الصمود أمام العدوان، ومواصلة الرباط والتواجد في المسجد المبارك، لإفشال مخططات الاحتلال، وعدم ترك الأقصى لقمة سائغة للمستوطنين.
واستنكرت استمرار التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وقوات الاحتلال، مشيرة إلى أنه «ترك جرحًا غائراً في خاصرة المسجد الأقصى والمدافعين عنه».
وقالت الحركة إن الاحتلال لم يكن ليتمادى في إرهابه وعدوانه لولا صمت أنظمة التطبيع.
ودعت إلى تصعيد الانتفاضة، وتوسيع الغضب الشعبي في كل أنحاء فلسطين، تلبية لصيحات ونداءات المستضعفين في المسجد الأقصى.
وطالبت أبناء شعبنا في أنحاء فلسطين المحتلة كافة وفي الشتات إلى مؤازرة إخوانهم المقدسيين، والاشتباك مع الاحتلال في كل نقاط التماس والمواجهة.
وندّدت بالصمت «المريب» للمنظمات الدوليّة، مضيفًا أن «العجز والضعف أصاباها، وباتت وظيفتها فقط ملاحقة الضعفاء وتبرير جرائم الإرهاب المنظم الذي تمارسه قوى الطغيان والاستكبار وعلى رأسها الكيان».
وأشادت بالمقدسيين المرابطين في المسجد الأقصى، ولكل من وقف مسانداً لهم وخرج مدافعاً عن الأقصى.
وأصيب مئات المرابطين في المسجد الأقصى صباح أمس باقتحام عنيف لقوات الاحتلال، وُصفت جراح 5 منهم بالحرجة.
وفي السياق، دعت جمعيات وهيئات شبابية مقدسية، للنفير العام وشد الرحال للمسجد الأقصى، والتصدي لأية محاولة اقتحام من المستوطنين.
وكان الشبان الفلسطينيون الذين رابطوا منذ أول أمس وحتى ساعات الصباح الباكر، تصدّوا بصدورهم العارية لقوات الاحتلال التي حاولت تفريغ الأقصى وتأمين الحماية للمستوطنين الذين ينوون اقتحامه في ذكرى احتلال الشطر الشرقي من القدس.
واستمرت المواجهات لعدّة ساعات، ما بين عمليات كر وفر بين الشبّان، الذين احتموا بالمساجد المسقوفة، القبلي، وقبة الصخرة، وباب الرحمة، والمرواني، والتي أغرقتها شرطة الاحتلال بالقنابل الصوتية والغازية والرّصاص، ما أدى لتسجيل مئات الإصابات.
استطاع الشبان إخضاع الاحتلال وتراجع قوات الشرطة أمام إرادتهم وثباتهم، وإفشال مخطط اقتحام 28 رمضان، الذي دعت له “جماعات المعبد” وحشدت مناصريها لأكبر اقتحام منذ سنوات طويلة.
إلّا أن دعوات مقدسية للنفير وشد الرحال للمسجد الأقصى بدأت تنتشر بشكل واسع خوفًا من غدر الاحتلال، وأن يتم الاقتحام في أي وقت مقبل.