ارتقاء عشرات الشهداء بمن فيهم الأطفال.. و»القسّام» تضرب عسقلان وأسدود.. ومسيرات تعمّ المدن الفلسطينيّة من النهر إلى البحر
رام الله تطالب الجنائيّة الدوليّة التحقيق في جرائم الاحتلال المتواصلة
طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية المحكمة الجنائية الدولية بالإسراع في تحقيقاتها في جرائم العدو الصهيوني المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني.
ودانت وزارة الخارجية الفلسطينية بأشد العبارات «جرائم الاحتلال المتواصلة ضد أهلنا في قطاع غزة والتي خلفت حتى الآن عشرات الشهداء من المدنيين العزل بمن فيهم الأطفال، هذا بالإضافة إلى تدمير المنازل والممتلكات جراء العدوان المتواصل على شعبنا في قطاع غزة».
وحملت الوزارة «الحكومة الصهيونية وأذرعها المختلفة المسؤولية الكاملة والمباشرة عن عدوانها الوحشي المتواصل ضد اهلنا في القدس ومقدساتهم ومنازلهم وضد أهلنا في حي الشيخ جراح وأهلنا في قطاع غزة، وتحمل الوزارة المجتمع الدولي المسؤولية عن صمته وتخاذله وتقاعسه عن الضغط على دولة الاحتلال لوقف هذا العدوان والجرائم المرافقة له».
وأكدت الوزارة «أن إقدام دولة الاحتلال على ارتكاب المزيد من المجازر ضد أهلنا في قطاع غزة يعتبر استخفافاً بالمحكمة الجنائية الدولية وتحقيقاتها»، مطالبة «المحكمة الإسراع في تحقيقاتها في جرائم الاحتلال المتواصلة ضد شعبنا الأعزل».
وفي سياق متصل، أثنى الناطق باسم حركة حماس فوزي برهوم على صمود وثبات أبناء الشعب الفلسطيني في كل الساحات والمواقع وخطوط التماس المشتبكة مع الاحتلال الإسرائيلي.
وخصّ في تصريح له بالذكر المقاومة الفلسطينية الباسلة وفي مقدمتها كتائب القسام التي أخذت على عاتقها مسؤوليّة حماية الشعب الفلسطيني، والرد القوي والمباشر على انتهاكات الاحتلال وجرائمه بحق أهالي القدس والمصلّين في المسجد الأقصى المبارك واستهدافه المدنيين والأطفال ومواقع المقاومة في غزة، مؤكداً أن «لا تراجع عن معادلة القصف بالقصف التي تفرضها المقاومة بكل قوة على العدو الإسرائيلي».
وقال إن تعمُّد استهداف الاحتلال للبيوت الآمنة ولأطفال غزة ونسائها وقتلهم، يكشف حجم جرائمه ووحشيته، الذي أخذ على عاتقه نقل معركته مع أطفال غزة وبيوتها بعد ما فشل في كسر إرادة وعزيمة المقاومة التي تتعامل بكل مسؤولية وواجب وطني في الدفاع عن شعبنا وحماية مصالحه.
وأكّد أن المقاومة ستبقى الدرع الحامية للشعب الفلسطيني، وستستمر في صدّ العدوان بكل قوة مهما بلغت التضحيات، وعلى العدو الإسرائيلي أن يُعيدَ حساباته ويفهم المعادلة جيداً.
وكان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية قال الاثنين الماضي إن «القدس رسخّت ميزان قوة جديداً داخلياً وخارجياً».
هنية أكد أن معادلة ربط غزة بالقدس ثابتة ولن تتغير، فعندما نادت القدس لبت غزة النداء».
وأطلقت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية اسم «سيف القدس» على معركة نصرة المدينة المقدسة.
وبالتزامن مع المواقف والتحركات السياسية للسلطة الفلسطينية والمقاومة، وجّهت «كتائب القسّام» الضربة الصاروخية الأكبر حتى الآن لمدينتي أسدود وعسقلان المحتلتين، ما أدى إلى شلل المستوطنات وإخلائها.
وأفاد مصدر بأن «كتائب القسّام» استهدفت أسدود وعسقلان بأكثر من 20 صاروخاً.
وأكدت «القسّام» في بيان، أمس، أن الضربة هي «رد على الاعتداءات على الآمنين ورجال المقاومة والقادم أعظم بإذن الله».
وأعلنت وسائل إعلام صهيونية عن إصابة مباشرة لمبنى في عسقلان وآخر في أسدود، وإصابة شخصين، كما ولفتت إلى سقوط صاروخ بالقرب من مستشفى برزيلاي في عسقلان.
وسائل الإعلام نفسها تحدثت عن إصابتين خطيرتين نتيجة اصابة مبنى بشكلٍ مباشر في عسقلان.
وكالة «سبوتنيك» الروسية نقلت عن مصدر معلومات تتحدّث عن إصابة جنود صهاينة عند غلاف غزة من جراء قنبلة أسقطتها مسيرة للمقاومة الفلسطينية.
في الأثناء نفسها، تحدثت وسائل إعلام العدو عن سقوط قتيل في هجوم بالصواريخ على عسقلان.
وأشارت «القناة 12» إلى أن صواريخ المقاومة استهدفت أسدود خلال وجود وزير الأمن فيها، والذي هرب إلى مكان محصّن، مضيفةً أن سكان عسقلان «لم يستطيعوا الخروج من الغرف المحصّنة بسبب صواريخ المقاومة».
من جهته، أعلن الناطق باسم «سرايا القدس» استمرار المعركة، مؤكداً على «استمرار أعراس الشهادة فداءً ووفاءً للقدس والأقصى، ولن نتوقف ما دام العدوان قائماً في القدس وغزة والضفة والداخل المحتل».
وكانت «سرايا القدس» ذكرت، بشكلٍ رسمي عبر منصاتها، أنها أطلقت صاروخ «بدر 3» على عسقلان، بالإضافة إلى إطلاقها عشرات الصواريخ الأخرى على مستوطنات غلاف غزة في الساعات الأخيرة.
ويتواصل استهداف فصائل المقاومة في غزة للمستوطنات الصهيونيّة في غلاف القطاع، لليوم التالي على التوالي، رداً على الاعتداءات الصهيونية في القدس.
إلى ذلك، وفي سياق المواجهات بين قوات الاحتلال وشعبنا الفلسطيني، جابت مسيرة جماهيرية شوارع الخليل شارك فيها المئات من الفلسطينيين نصرة للقدس وللمقاومة، ورفع المشاركون في المسيرة الأعلام الفلسطينية ورايات المقاومة هاتفين للمقاومة والقدس والمسجد الأقصى ومطالبين بالوحدة الوطنية والاتحاد خلف المقاومة.
وبعد المسيرة، اعتدى جنود الاحتلال على المنتفضين الفلسطينيين بإلقاء القنابل الغازية والصوتية عليهم، فدافع الشبان الفلسطينيون عن أنفسهم برشق قوات الاحتلال بالحجارة والزجاجات الفارغة.
كما خرجت مظاهرات حاشدة دعمًا للقدس المحتلة في الناصرة، وشفاعمرو، ويافا، وأم الفحم، وعين ماهل، وطمرة، وباقة الغربية، ومجد الكروم، وعرّابة، وشقيب السلام والبعنة والزرازير، واللد، والرملة، وكفر كنّا، وجلجولية، وكفر مندا، وجديدة – المكر، وكفر قرع وفي بلدات أخرى.
واعتقلت الشرطة الإسرائيليّة خلالها، العشرات، كما أصيب متظاهرون آخرون، إثر استنشاق الغاز المسيل للدموع، وبالرصاص المغلّف بالمطاط.
وجاء ذلك فيما استشهد الشاب موسى مالك حسونة (25 عاماً) وأصيب آخر بجروح وصفت بأنها متوسطة، بنيران مستوطن في مدينة اللد، وذلك خلال قمع الشرطة للاحتجاجات.
وأُغلقت بسبب المظاهرات شوارع في البلدات، وشهدت بلدات مواجهات مع الشرطة الصهيونية التي عمدت إلى تفريق المتظاهرين، مستخدمةً قنابل الصوت، وقنابل الغاز المسيل للدموع في بعض البلدات.
هذا وشهدت مناطق متعددة في الداخل الفلسطيني المحتل تظاهرات عدة من الجليل إلى الرملة واللد وكفر كنا وبئر السبع ومدن الضفة دعماً للقدس، بالتزامن أيضاً مع اعتداءات المستوطنين وشرطة الاحتلال بحقهم.
وأنزل متظاهرون فلسطينيون في مدينة اللد الواقعة على 38 كم شمال غربي القدس العلم الصهيوني، ورفعوا العلم الفلسطيني مكانه.
وأفادت مصادر في فلسطين المحتلة باستهداف مستوطن صهيوني لشبان فلسطينيين في اللد ما أدى لسقوط شهيد هو «محمد نصير». كما تحدثت وسائل إعلام صهيونية عن إصابة 3 شبان بإطلاق نار في اللد أحدهم إصابته بالغة والآخر حرجة.
وخرجت تظاهرات حاشدة في مختلف المدن العربية، ونقلت مراسلة الميادين عن مواجهات في العروب جنوب الضفة الغربية.