جبل العرب يشيّع الرفيق الأمير يحيى حسن الأطرش
بعد صراع طويل مع المرض، فارق الرفيق يحيى حسن الأطرش الحياة في الثاني من تشرين الثاني 1984، فشُيّع جثمانه في موكب مهيب اشترك فيه أبناء الجبل والجوار والغوطة ووفود عن الهيئات الرسمية والمنظمات.
الحزب السوري القومي الاجتماعي شارك بوفد رسميّ حمل إكليل الزهر بِاسم رئيس الحزب الأمين عصام المحايري. وقد ضمّ الوفد عميد الإذاعة والإعلام في الحزب الأمين حافظ الصايغ والأمين جميل العريان.
أمام الحشود التي حضرت المأتم، ألقى عميد الإذاعة كلمة أشاد فيها بتاريخ الفقيد وعائلته النضالي، كما أكّد على وحدة المصير القومي المتمثّل بالصمود السوري وبالمقاومة الوطنية اللبنانية التي تخوض حرب الشعب القومية بوجه العدو، وأشار إلى تقدير القوى الوطنية على الساحة اللبنانية لأبناء شعبنا في سورية، وللقيادة الحكيمة التي تدعم صمود لبنان ونهوضه.
الفقيد في سطور
في جو يخنقه دخان البارود ويعكّر صفوه أزيز الرصاص، وعلى أرض أحرقتها قنابل الطائرات والمدافع، وفي نزوح مستمر وتنقّل متواصل هرباً من قصف الطائرات وضرب المدافع وفي الثورة السورية الكبرى التي قادها سلطان باشا الأطرش (القائد العام للثورة السورية) والتي كان والد الفقيد الأمير حسن الأطرش أول المنضمّين إليها والمنخرطين في صفوفها مع أبناء الجيل الأشاوس، أبصر الفقيد النور في عام 1926 واستنشق عبير النضال والجهاد مع أول دفعة هواء تدخل رئتيه.
ورافق أهله وذويه التشرّد والنزوح في الجبل والأزرق داخل حدود الكيان الأردني إلى أن عاد مع العائدين إلى ديارهم في العام 1927.
بدأ تعليمه الابتدائي في مدارس الجبل، ثم انتقل إلى مدارس دمشق ولبنان حيث أتمّ تحصيله الإعدادي، فانقطع عن الدراسة وعاد إلى قريته عرى يشارك والده الأعمال الزراعية ليس في الإشراف فقط، بل كان يعمل بنفسه يقود الآلات الزراعية ويعمل على صيانتها والمشاركة في إصلاحها، حيث كان له إلمام في الأعمال الميكانيكية.
نشأة الفقيد في أحضان الثورة التي دفعت به لأن يكون ثائراً، فبحث عن تنظيم يحقق له طموحاته فوجد ضالته في الحزب السوري القومي الاجتماعي وانتمى إليه في أوائل الخمسينات، ومارس عمله الحزبي بنشاط. وفي شهر أيار من عام 1955 اعتقلته الشرطة العسكرية بعد أن ضبطت عنده بعض المنشورات والمطبوعات الحزبية وساقوه إلى سجن المزة العسكري، حيث بقي فيه حتى أواخر العام نفسه حيث أُخلي سبيله بكفالة.
ثم نزح إلى لبنان مع والده لأسباب سياسية، ومن هناك هاجر إلى ليبيريا ثم انتقل منها إلى فنزويلا وعاد بعدها إلى الجبل لممارسة أعماله الزراعية إلى أن توفي والده الأمير حسن الأطرش في أوائل أيلول 1977 وولّاه أبناء الجبل ثقتهم في يوم مشهود.
كان الفقيد الكبير يتمتع بكثير من الصفات الطيبة، ويتحلى بالكثير من المزايا الحميدة التي جعلته قريباً من الجميع وحبيبا إلى قلوب الجميع، ولذلك لخسارة به فادحة والخطب جسيم.