وزير الخارجية فوجئ بـ «تفسيرات وتأويلات غير صحيحة» لكلامه
رئاسة الجمهورية: ما صدر عن وهبة يعبّر عن رأيه الشخصي وردود الفعل هدفت للإساءة إلى العلاقات اللبنانية الخليجية
رأى مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية أن ردود الفعل التي أثارها حديث وزير الخارجية والمغتربين شربل وهبة إلى محطة تلفزيونية مساء أول من أمس «هدفت إلى الإساءة إلى العلاقات الأخوية القائمة بين لبنان ودول الخليج»، فيما أعلن وهبة أنه فوجئ بتفسيرات وتأويلات غير صحيحة لكلامه، مؤكداً أن ما قاله لم يتناول «الأشقاء في دول الخليج ولم أتطرق إلى تسمية أي دولة».
وتعليقاً على كلام وهبة والحملة عليه، قال مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية، في بيان «أثار بعض ما جاء في حديث وزير الخارجية والمغتربين شربل وهبة إلى محطة «الحرّة» مساء (أول من) أمس، ردود فعل هدفت إلى الإساءة إلى العلاقات الأخوية القائمة بين لبنان ودول الخليج الشقيقة، وبدا ذلك واضحاً من خلال ما صدر من مواقف سياسية إضافة إلى الحملة الإعلامية المبرمجة التي رافقتها على رغم التوضيح الذي صدر عن الوزير المعني بأنه لم يُسمّ دول الخليج في معرض كلامه».
وإذ أكدت رئاسة الجمهورية «عمق العلاقات الأخوية بين لبنان ودول الخليج الشقيقة وفي مقدمها المملكة العربية السعودية الشقيقة وحرصها على استمرار هذه العلاقات وتعزيزها في المجالات كافة»، اعتبرت أن ما صدر عن وهبة ليل أول من أمس «يعبّر عن رأيه الشخصي، ولا يعكس في أي حال من الأحوال موقف الدولة اللبنانية ورئيسها العماد ميشال عون الحريص على رفض ما يسيء إلى الدول الشقيقة والصديقة عموماً، والمملكة العربية السعودية ودول الخليج خصوصاً».
وأكدت الرئاسة «عمق العلاقات الأخوية بين لبنان ودول الخليج الشقيقة وحرصها على استمرار هذه العلاقات وتعزيزها في المجالات كافة، وحرص رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على رفض ما يسيء إلى الدول الشقيقة والصديقة عموماً، والمملكة العربية السعودية ودول الخليج خصوصاً».
بدوره أعلن المكتب الإعلامي في رئاسة مجلس الوزراء، في بيان، أن رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب أجرى اتصالاً هاتفياً بوهبة «لاستيضاحه حيثيات المواقف التي أدلى بها، وأكد الرئيس دياب حرصه على أفضل العلاقات مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج ومع كل الدول الشقيقة والصديقة، وعدم الإساءة إليها، خصوصاً أن هذه الدول لطالما وقفت إلى جانب لبنان، مؤكداً ثقته بأنها لن تتخلى عنه اليوم. ودعا الرئيس دياب إلى تجاوز ما حصل والعودة إلى أفضل العلاقات مع الأشقاء والأصدقاء».
بدوره، أعلن وهبة في بيان أنه فوجئ «بتفسيرات وتأويلات غير صحيحة» لكلامه، موضحاً أن ما قاله «لم يتناول الأشقاء» في دول الخليج «ولم أتطرق إلى تسمية أي دولة. لكني فوجئت أكثر ببعض البيانات التي صدرت في لبنان والتي تحوّر كلامي وتدفع لتوتير العلاقات مع الأشقاء في المملكة ودول الخليج، تحقيقاً لمصالح شخصية على حساب مصلحة لبنان».
وجدّد تأكيده «الحرص على أفضل العلاقات مع كل الدول الشقيقة والصديقة للبنان»، داعياً «المصطادين في المياه الراكدة إلى التوقف عن الاستثمار في الفتنة بين لبنان وأشقائه وأصدقائه».
وفي بيان آخر جدّد وهبي التأكيد «أن بعض العبارات غير المناسبة التي صدرت عنّي في معرض الإنفعال رفضاً للإساءات غير المقبولة الموجهة إلى فخامة رئيس الجمهورية، هي من النوع الذي لا أتردّد في الاعتذار عنه. كما أن القصد لم يكن، لا أمس ولاقبله ولا بعده، الإساءة إلى أي من الدول أو الشعوب العربية الشقيقة التي لم تتوقف جهودي لتحسين وتطوير العلاقات معها لما فيه الخير والمصلحة المشتركين ودوماً على قاعدة الاحترام المتبادل. وجلّ من لا يخطىء في هذه الغابة من الأغصان المتشابكة».
من جهتها، رأت وزارة الخارجية السعودية في بيان، أن تصريحات وهبة «مسيئة»، معتبرة أنه «تطاول فيها على المملكة وشعبها». وإذ أعربت «عن تنديدها واستنكارها الشديدين لما تضمنته تلك التصريحات من إساءات مشينة تجاه المملكة وشعبها ودول مجلس التعاون الخليجي الشقيقة»، أشارت إلى أنه «نظراً لما قد يترتب على تلك التصريحات المشينة من تبعات على العلاقات بين البلدين الشقيقين»، فقد استدعت الوزارة السفير اللبناني لدى المملكة «للإعراب عن رفض المملكة واستنكارها للإساءات الصادرة من وزير الخارجية اللبناني، وتم تسليمه مذكرة احتجاج رسمية بهذا الخصوص».