استنكرت منع ألمانيا وتركيا تنظيم اقتراع للسوريّين الموجودين هناك.. القبائل العربيّة تقطع أهم طرق القوافل الأميركيّة من العراق وإليه
دمشق تدعو المغتربين السوريين للمشاركة في الانتخابات الرئاسيّة اليوم «لتأكيد الانتماء للوطن»
دعت الخارجية السورية المواطنين السوريين في المغتربات إلى التصويت في الانتخابات الرئاسية اليوم الخميس «لتأكيد الانتماء للوطن الغالي والمشاركة في بناء سورية المتجدّدة».
وخاطبت الخارجية السوريين في الخارج بالقول: «وليكن شعاركم: من أجل سورية سأشارك في الانتخابات الرئاسية».
وأضافت أن «ممارسة ذلك الواجب الوطني يشكل التأكيد الأبلغ على التمسّك باستقلاليّة القرار الوطني، وإفشال كافة المحاولات الرامية لفرض الوصاية على السوريين، ورهن إرادتهم لمشيئة الأخرين».
وأضافت الخارجية أن السفارات السورية والعاملين فيها «يفتحون قلوبهم قبل أبوابهم لاستقبالكم لممارسة هذا الواجب الوطني، والمشاركة مع السوريين داخل حدود الوطن في هذا الاستحقاق الوطني الهام».
وقالت الخارجيّة السوريّة إن «الأوطان الحرة يبنيها الأحرار، والسوريون على مر التاريخ كانوا عنواناً للكرامة، ورمزاً الحرية، ونبراساً في التمسك بإرادتهم الحرة، ورفض أي شكل من أشكال التدخل الخارجي في شؤونهم».
وكان معاون وزير الخارجية السوري، أيمن سوسان، قال أمس في تصريح لقناة السورية إن الوثيقة القانونية للاقتراع هي جواز السفر السوري ساري المفعول والممهور بخاتم الخروج من سورية، وأكد أن السفارات أكملت كل الاستعدادات للاقتراع.
وكان رئيس مجلس الشعب، حمودة صباغ، أعلن يوم 20 من الشهر الحالي موعداً للاقتراع في الانتخابات الرئاسية للسوريين في الخارج، بينما تُجرى في الداخل يوم 26 منه.
إلى ذلك، أكد معاون وزير الخارجية السوري، أيمن سوسان، أمس، أن المواقف العدائيّة لبعض الدول تحول دون تنظيم مراكز اقتراع للسوريين لتأمين مشاركتهم في الانتخابات الرئاسيّة والمرتقب التصويت فيها غداً.
وأكد سوسان لوكالة «سبوتنيك» أن اقتراع السوريين في الخارج للانتخابات الرئاسية سيجري في كل سفارات سورية «باستثناء سفارتنا في ألمانيا وقنصليتنا العامة في اسطنبول نتيجة قرار السلطات في هذين البلدين بعدم إجراء الانتخابات فيهما».
وعلّل سوسان موقف السلطات في ألمانيا وتركيا، بالخلفية السياسية، موضحاً: «القرار يأتي في سياق المواقف العدائية لهاتين الدولتين إزاء سورية من تحالف مع الإرهاب وسفك دماء السوريين وتدمير منجزاتهم وحرمانهم من الغذاء والدواء بفعل الإجراءات القسريّة أحادية الجانب غير المشروعة».
وأضاف: «ليس غريباً أن هذه الدول تتخذ مثل هذا القرار بحرمان السوريين من حقهم الدستوري وهو تعبير عن حالة اليأس والأحقاد نتيجة هزيمة مشروعهم في سورية».
وتابع المسؤول السوري: «هذا الاستحقاق يكتسب أهمية كبرى بفعل الظروف والتحديات التي تواجه سورية»، لافتاً إلى أن «المشاركة في الانتخابات هو تأكيد على تمسك السوريين باستقلال قرارهم الوطنيّ ورفضهم أي شكل من أشكال التدخل في شؤونهم الداخلية، وأن الشرعيّة في سورية يمنحها الشعب السوري وحدَه ولا أحد غيره».
وتجري الانتخابات الرئاسية السورية خارج البلاد، اليوم الخميس؛ في حين تفتح صناديق الاقتراع داخل البلاد في 26 أيار/مايو الحالي.
وفي سياق متصل، أكد رئيس اللجنة القضائية العليا للانتخابات في سورية، سامر زمريق، أن الأطراف المنظمة لسير العملية الانتخابية اتخذت، بالتعاون مع وزارة الصحة، الإجراءات الكافية لتأمين التباعد بين المقترعين، في ظل استمرار جائحة كورونا.
وأفاد زمريق، في مقابلة مع «سبوتنيك»، بأن عملية الاقتراع على منصب رئيس الجمهورية، ستنطلق في 26 أيار/مايو الحالي، من السابعة صباحاً، وحتى السابعة مساء بالتوقيت المحلي، مع إمكانية تمديدها لمدة 5 ساعات إضافية.
وقال: «تبدأ العملية الانتخابية من الساعة السابعة من صباح 26 مايو/ أيار الحالي، وحتى السابعة من مسائه، ومن الممكن التمديد لخمس ساعات إضافية في حال طلبت أي محافظة ذلك. أما يوم الصمت الانتخابي فيكون الثلاثاء 25 مايو؛ حيث تتوقف الحملة الانتخابية ووسائل الدعاية الانتخابية للمرشحين الثلاثة».
وأضاف: «يوم الانتخاب ستكون اللجان موجودة داخل مراكز الاقتراع، منذ السادسة والنصف صباحاً؛ وتبدأ العملية بفتح الصناديق أمام المرشحين أو وكلائهم ووسائل الإعلام، للتأكد من خلوها».
وتجري الانتخابات الرئاسية في سورية يومي 20 أيار/مايو للمواطنين في خارج البلاد، و26 أيار/مايو داخل البلاد، والتي يتنافس عليها ثلاثة مرشحين، بينهم الرئيس بشار الأسد، وتُعَدّ الثانية منذ اندلاع الأزمة في البلاد، في 2011.
ويتم فرز الأصوات، بحسب اللجنة القضائية، تباعاً من المراكز، وموافاة المحكمة الدستورية بإحصاء النتائج؛ ويتم إعلان الفائز برئاسة الجمهورية من قبل رئيس مجلس الشعب.
وقال زمريق في هذا الصدد: «الفائز واحد والمرشحون الآخرون يحق لهم الطعن بالنتائج، خلال 3 أيام، أمام المحكمة الدستورية، التي تبتّ خلال 7 أيام بطلبات الطعن، في حال تم تقديمها».
ميدانيًا، استمرّ سكان محافظة الحسكة شمال شرق سورية، بالتظاهر والاحتجاجات لليوم الثاني على التوالي، وسط تطور درامي تجسد بقطع أهم الطرق الدولية التي تسلكها قوات الاحتلال الأميركي، لتمرير القوافل اللوجستية من العراق دخولاً، وتهريب قوافل النفط المسروق خروجاً، مع ارتفاع عدد الضحايا من المدنيين المحتجين.
وأفادت مصادر في محافظة الحسكة أن المتظاهرين من أبناء القبائل العربية، واصلوا قطع طريق عام (الحسكة – دير الزور) من بلدة مركدة في أقصى جنوب المحافظة وحتى قريتي قانا والكرامة شمالاً مروراً بمدينة الشدادي النفطية وبلدة 47 وبلدة العريشة، اليوم الأربعاء 19 أيار/مايو، مع محاولات أميركية حثيثة للتواصل مع المحتجين الذين يطالبون بطردهم مع مسلحيهم الموالين لهم من تنظيم «قسد» من مناطقهم بشكل كامل.
ونقل عن مصادر محلية بريف الحسكة الجنوبي بأن «وفداً أميركياً يرافقه مترجم من الجنسية العراقية حاول التواصل والوصول إلى المتظاهرين في قرية عجاجة جنوبي الحسكة والقرى الأخرى، حيث أكد المتظاهرون رفضهم عبور أي سيارة عسكرية تابعة لأميركا أو تنظيم «قسد» عبر الطريق الدولي (الحسكة – دير الزور) للوصول إلى قاعدتهم غير الشرعية في مدينة الشدادي التي أصبحت معزولة ومحاصرة من القرى والبلدات المنتفضة».
ويُعدّ طريق عام (الحسكة – دير الزور) الدولي، من أهم الطرق التي تسلكها قوافل نقل المعدات العسكرية للاحتلال الأميركي، وقوافل سرقة ونقل النفط الخام المسروق من حقول نفط الجبسة بالشدادي جنوبي الحسكة ومن حقل العمر النفطي ومعمل غاز كونيكو في ريف دير الزور باتجاه الحدود (العراقية – السورية).
وأكدت بعض المصادر لوكالة «سبوتنيك» أن عناصر تنظيم «قسد» أخلوا جميع مقارهم تقريباً في مدينة الشدادي و بلدة الــ 47 و قرية عجاجة وغيرها نتيجة الضغوط الشعبية العشائرية المستمرة والغاضبة نتيجة إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين من قبل مسلحي التنظيم الذي قام بقطع شبكة الإنترنت الفضائي المأجور الذي يتحكم به من مقرّهم العسكري بالقرب من معمل غاز الجبسة بريف الشدادي، لمنع تواصل المتظاهرين مع المحيط والعالم.
وعمّت المظاهرات والاعتصامات والإضرابات العامة جميع مناطق ومدن وقرى محافظة الحسكة السورية شمال شرقي سورية لأول مرة، وبمشاركة جميع مكوّنات المجتمع في الجزيرة السورية من سوريين، عرب وأكراد، وذلك ضد ممارسات وقرارات تنظيم «قسد» الموالي للاحتلال الأميركي والتي تتركز على سرقة خيرات وثروات المنطقة وتجويع شعبها ومنعهم من التعليم وإجبارهم على التجنيد الإجباريّ في صفوفه والاستيلاء على الممتلكات العامة والخاصة.
ويذكر أن ضحايا الاحتجاجات والمظاهرات ارتفع إلى 6 شهداء من المدنيين وعدد كبير من الجرحى، وذلك بعد استشهاد الشاب دحام حمادي العاني من سكان قرية عبدان البورحمة برصاص تنظيم «قسد» أثناء مشاركته بالمظاهرة الشعبية ضد ممارسات التنظيم في بلدة الــ 47 على طريق (الحسكة – دير الزور)، صباح أمس، حيث أقدم المتظاهرون على حرق مقر تابع لما يُسمّى «الإدارة الذاتية» ومقر لتنظيم «قسد» وصهريجين لنقل النفط الخام في البلدة.