عمليات اقتراع السوريين في الانتخابات الرئاسيّة حول العالم قالت كلمتها في وجه دول التآمر والنفاق لتبرير تدخلاتهم في الشأن السوريّ
دمشق تُكمل انتصارها الميداني بعرسها الانتخابيّ.. منطق «الديمقراطيّة» يجهض الرهان على تفكيك سورية
أربكت دمشق خصومها وأعداءها من خلال دفع الانتخابات الرئاسية إلى الواجهة وهي تدرك مقدار ردود الأفعال حيال هذه المفاجأة التي تتزامن ومفاجأة الانتصارات «الميدانية»، ولذلك ستتسم ردود الأفعال الإقليمية والدولية بالارتباك والتخبط خلال هذه الايام حتى استحقاق عملية الاقتراع في الداخل السوري. وبهذا المعنى يكون الرئيس بشار الأسد قد نجح بتسجيل أهداف في شباك معارضيه وداعميهم من دول التآمر. فالانتخابات الرئاسية أعطت إشارة واضحة على ثقة «النظام» بكون الانتخابات لا تشكل مشكلة لديه إطلاقاً. وفي الوقت نفسه، وضع الآخرين على المحك بعدما دعاهم للاحتكام إلى منطق “الديمقراطية” الذي لطالما تغنّوا بشعاراتها وتلاعبوا بها بمنتهى الانتهازية والنفاق لتبرير تدخلاتهم في الشأن السوري.
العلامة الفارقة في الاستحقاق الراهن، كان هذا التفاعل الشعبي الذي عمّ أغلب دول العالم التي حصلت فيها عمليات الاقتراع. كما سيعطي هذا الاستحقاق الدستوري انتصاراً سياسياً جديداً، ودروساً لبعض الدول لطالما كانت تفتقر لأدنى أشكال الديمقراطية في بلدانهم، وليدحض كل الشائعات التي روّجت لها هذه الدول بأن سورية عاجزة عن القيام بالانتخابات الرئاسية في موعدها المحدّد، أو أن هذه الانتخابات غير دستورية.
وتأكيداً على انتمائهم لوطنهم توافد السوريون المقيمون في الخارج إلى السفارات والبعثات والقنصليات السورية لدى الدول التي يقيمون فيها للإداء بأصواتهم في انتخابات رئاسة الجمهورية، وذلك في رومانيا وفنزويلا وارجنتين وكوبا والإمارات وسلطنة عمان والكويت وأستراليا واليابان والصين وماليزيا وإندونيسيا وباكستان والهند وإيران وأرمينيا والأردن ولبنان.
وكان قد توافد عشرات آلاف السوريين المقيمين في لبنان، إلى مقر سفارة الجمهورية العربية السورية، للإدلاء بأصواتهم في انتخابات الرئاسة السورية.
إلى ذلك، غصّت الشوارع المؤدية إلى السفارة السورية في بيروت بعشرات آلاف الناخبين السوريين القادمين من مختلف المناطق اللبنانية لممارسة حقهم بالإقتراع، حاملين الأعلام السورية وصور الرئيس السوري بشار الأسد، وسط إجراءات أمنيّة مشددة للجيش اللبناني والقوى الأمنية.
بهذا الإطار قال السفير السوري في بيروت، علي عبد الكريم علي: «نرجو أن تستوعب السفارة حجم الحشود التي ستأتي، وأظن أن الحضور سيكون كثيفاً، قدموا من الشمال والجنوب، البقاع، جبل لبنان، من كل الأمكنة».
وأضاف: «صفحة جديدة تفتح، لأن صمود سورية لأكثر من 10 سنوات، وبقاء مؤسساتها تعمل وليس فقط بقي جيشها موحداً وقوياً. طبعاً للحلفاء والأصدقاء دور مقدر لأن هذا الإرهاب خطر على البشرية جمعاء، لذلك سورية فتحت صفحة عندما أجهضت الرهان على إسقاط سورية وتفكيكها عندما بقي جيشها متماسكاً وقوياً وبقيت مؤسسات الدولة بكاملها تعمل، عندما بقي مواطنوها رغم الحصار والتجويع والإفقار التي لم تعرفه في تاريخها، سورية ليست الأغنى في دول المنطقة لكنها الأكثر اكتفاء».
وأشار السفير السوري إلى أن «الصفحة الجديدة هي الصمود وهذا الاستحقاق الدستوري الانتخابي من علامات هذه الصفحة ولذلك السوريون مبتهجون اليوم لأنهم يرون في هذه الانتخابات مقدمة لعودة تسهلها الدولة اللبنانية، وطبعاً سورية قدمت كل التسهيلات ولكن نحن نريد للقوى التي تشوش أن توقف تشويشها، للأمم المتحدة أن تسهم مع السوريين في عودتهم إلى وطنهم، المساعدات على تواضعها إذا أرادوا تقديمها للسوري الذي يعود يصبح أكثراً تشجعاً على العودة لأن السوريين في كل الأماكن لم يجدوا الأمان الذي افتقدوه في سورية».
بدورها قالت إحدى الناخبات «أتينا لنمارس هذا الحق كشعب سوري للتعبير عن رأينا، ولاختيار الشخص المناسب في المكان المناسب، ونحن شعب واحد ويد واحدة مع قائدنا سيادة الرئيس بشار الأسد».