صباحات
} 20-5-2021
صباح القدس للعناق في الاستحقاق بين سورية وفلسطين ولبنان والأردن والعراق وقد عادت لسوريانا التي قسّموها روحٌ واحدة، وكما رقصت على إيقاع صاروخ ديمونا انتفاضة القدس الرائدة خرجت الشعوب في بغداد وعمان وبيروت والشام تقول للقدس إن الروح عائدة، وها هو اليوم استحقاق يلاقي استحقاقاً، فيخرج السوريون في المغتربات يحملون الروح أوراقاً، فينتخبون ويتّحدون ويثبتون في الميدان حقائق ضاعت من زمان، وعندما يقولون نعم للأسد فهم يقولون نعم لفلسطين ونعم للمقاومة ويقولون أيضاً نعم للبلد. فتلك هي المعادلة التي أرادوا تغييبها بتزوير الحقائق، وتقديم سرد منافق، فصوّروا للناس أن التخلي عن فلسطين هو الطريق الى الازدهار فإذ هو وصفة سريعة للخراب والدمار، وقد خبر السوريون ذلك خلال عشر سنوات، وبعدما كانت سورية تزدهر وهي قلعة الممانعة، صارت في ظل حروب التخلّي عن فلسطين مهدّدة بالمجاعة، وبعدما كانت مضرب المثل بالاستقرار ومستوى الخدمات، صارت مشاريع حروب مفتوحة بين دويلات، واكتشف السوريون أن العودة لدولتهم مهما جاروا عليها وجارت عليهم، هي الطريق ليحفظوا ما تبقى لديهم ويعيدوا البناء. فالدولة وحدها طريق الرجاء، ليستردوا كل نازح، ففي النزوح لا بقاء، ولا تنفع النصائح، الوطن وحده يحمي والوطن وحده يستحق، فاليوم سيخرج السوريون بصوتهم، يتحدون مَن أفتى بموتهم، ويقولون جهاراً إن أسد البلاد هو الضمانة وهو مَن صان الأمانة، وإنهم ينتخبون حاضر الكرامة ومستقبل العيش الكريم، وإنهم ينتخبون الأمين، وينتخبون لفلسطين، وسيفقأون في عيون الحساد حصرمة، ويضربون بالحديد على اليد المجرمة، فقد دقت ساعة القيامة، ومتى قامت سورية تحققت للأمة السلامة، والساعة تدقّ في فلسطين، فيجيب جميع السوريين، لبيك يا قدس لبيك يا أقصى، قد عاد صلاح الدين، وكما في باريس وعمان وكل أنحاء العالم ستعيد بيروت الكرة تغيّر المعالم وتغيظ كل عدو وظالم، فليكيدوا كيدهم فالأمر محسوم، وليخرجوا المكتوم، وليجعجعوا ويبعبعوا. فالقافلة تسير، وما استطاعوا فليجمعوا، فهو النزع الأخير، والأيام حبلى بالمفاجآت، ولينتظروا القادمات، فلا مكان في هذا الشرق للمستعربين، وقد رأيناهم في فلسطين، جواسيس للاحتلال ومثلهم أمثال، لكن ريحهم تفرّقت ودفهم مخزوق، فتوزّعوا، وبعضهم يطلب العلى ولو على خازوق، وبعضهم يطلب الودّ ويقول تراجعوا، ولأن سوريانا لا تعرف الانتقام ستفتح الباب للتائبين وتترك المقاعد للغائبين، لكن الحساب العسير لمن باع الضمير ويواصل العناد والتآمر على البلاد، آتٍ من حيث يحتسبون ومن حيث لا يحتسبون، حيث لا شفيع ولا مَن يحزنون، انتظرونا وتعلموا معنى أننا يا قدس قادمون، فهو إعلان العقاب في ساعة الحساب لكل نصّاب وكذّاب وعرّاب وسبّاب.
} 19-5-2021
صباح القدس يمحو ليل الأمة ومنذ عقود تحكمنا الغمّة، فلسطين تضيع ويسود التطبيع والتضييع والتتبيع على مستوى القمة، وبدا أن القضية ماتت وأن الأمة نامت، وفلسطين صارت “إسرائيل”، وأهلها عرب “اسرائيل” بعد التقييم والتحليل، والتسوّل لحقوق مدنية وانتخابات وبرلمانات وبلديات صار هو القضية، والعرب صاروا أعراباً يتحدثون عن التمدّن بصفته تخلياً عن القيم، وقد صار لها اسم جديد فهي عند “المسقفين” اسمها اللغة الخشبية، وصارت الواقعية في التطبيع، حتى الثورات المزيفة اخترعوا لها اسماً جديداً فصار اسمها الربيع، ولوهلة بدا ان كل شيء يسير وفقاً للمرسوم، وأن الشعوب تخلد في النوم، وان الفلسطينيين تاهوا في لعبة السلطات والانقسامات، وفجأة تسقط كل النغمة الملعونة، عندما وصل صاروخ سوريّ إلى ديمونة، وتلاه المؤذن ينادي القدس لن تستباح، وتهتف الحناجر بالمسجد الأقصى للشيخ جراح، وتندلع الشرارة من الأقصى الى الأقصى وفي القلب يقع المسجد الأقصى، وتشهر المقاومة السلاح، وتقع الحرب المقدّسة، وتتهاوى مهابة المؤسسة، وتتصدّع القبة الحديدية وتطال الصواريخ كل الحدود التاريخية، وينفجر الشارع في كل العواصم والبلدان ويدخل العالم في الغليان، والكيان في عزلة وضياع، فما عادت الحرب هي القضية بعدما صارت ورطة الكيان في كيفية ادارة الصراع، فقبول وقف الحرب بشروط وقف التهويد مصيبة، ومواصلة الحرب في مواجهة تنامي الانتفاضة كارثة مركبة، وما عادت القضية بانتظار عجيبة ولا بالحلول المعلبة، فكل الخيارات بالنسبة للكيان هزيمة لا تنقذه منها مجازره اللئيمة، ولا تغطي عليها العنتريات، فالأمر أولاً وأخيراً بالخيارات، ولا خيار أمام الكيان الا الانتحار، الانتحار بالنار او بالسم، فقد فات أوان الرهان على الدم، ودخلنا في حروب الأرواح، وطوفان الشعوب، وتلك أعقد من حرب السلاح، وأصعب الحروب، حرب كزيتونة أصلها في الأرض وفرعها في السماء، وتراكم جذورها وشروطها عمره عقود، لا يمكن الفوز بها بالتذاكي ولعبة الذكاء، ولا بإنكار أنها حرب وجود، فقد حشدوا وما وجدوا الا الحديد والدمار وتوحّش المستوطنين وبضع حكام مهزومين، وحشدنا فوجدنا الملايين والمقاومين وحطين والأوفياء والشرفاء والمخلصين، والتين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الأمين، والسيد والأسد والإمام، ولكم من القدس سلام، فما كتب قد كتب باسم المقاومة بالقسام والسرايا والكتائب، والحق غالب، وقد نادى المؤذن قم يا صلاح الدين.
} 18-5-2021
صباح القدس للبطولة العنيدة بالمواقف تقاس وصباح القدس للطفولة الشهيدة تخطف الأنفاس، وعاشر الأيام في حرب بدأت بقصف تل أبيب وإسقاط الأبراج، كأنما الحرب بدأت من النهاية، فما سقط هو أمن الكيان وادعاء التفوق والأمان وبانت كذبة الحكاية، فأين الدولة المدنية وحقوق الإنسان والديمقراطية، وأين القبة الحديديّة، وأين المعركة في ساحات الخصوم، وأين الاقتصاد الذي لا توقفه الحروب، وأين التطبيع، كأن حصرمة فقئت في عيون الجميع، فأصابهم الصمت وداهمهم الموت، وبقياس الحروب السابقة هذه أول حرب تتوازن فيها الأرقام بيننا وبينهم، بين حقنا وغيهم، ويبدو بعضنا أكثر من كلهم، ويربك الغرب أمام مشهد الشارع، كأنما خرجت الناس في كل مكان بسحر ساحر، وبقي الكيان وحيداً يصارع، والعالم شامت أو ناقم أو ساخر، فالدولة الهجينة تعجز، كأنما هي عجينة تُخبز، وكل الرهانات على موت القضية وتفتيت شعبها أصيبت بالسقوط الرهيب، فالضفة بشبابها تشتعل وحيفا ويافا وعكا تحتفل والنار في تل أبيب،
وكلما حققت المقاومة توازن النار والدم والدمار تحول الكيان الى المجزرة، وتغمس بدم الأطفال، وصارت نشرة الأخبار بكل لسان جملة معبرة، إجرام كيان الاحتلال، ولم يبقَ في الكيان الذي تباهى طويلاً بالحنكة والدبلوماسية إلا قطعان المتطرفين يقودهم وحش مستوطن، وبانت بيئة المقاومة تتقن لغة القانون والحقوق وقد قال فيها مراراً إنها توحش البداوة وانه المتمدن، ففي ساحة ليس إلا السقوط بلا حياء، وفي ساحة حتى الشهادة صعود وارتقاء، وفي ساحة تخاض حرب وجود، وفي ساحة ليس الا الصمود، وهذا هو الفارق بين حرب اللصوص مع أهل الحق، فإن لم تحكم النصوص ولا ما استحق، فلتحكم الصواريخ وليحكم التاريخ، ولتكن المنازلة الكبرى، والحرب المفتوحة، فليست فلسطين وحيدة مذبوحة، وهي درّة العقد الفريدة، فهي قدس العزة والكرامة، وعنوان محور المقاومة، وكما ترونها في كل مجال إعلان انقلاب الصورة، فسترونها حرباً ليست في جبهة محصورة، وان لم تنته للحق بالتسليم، فسترونها تشعل الإقليم.
} 15-5-2021
صباح القدس لمن حوّلوا يوم استقلال ووحدة كيان الاحتلال، إلى يوم استقلال ووحدة فلسطين ولغير فلسطين لا يليق استقلال. فالكيان ممزق الخرائط بينما توحدت خريطة فلسطين، والكيان يفقد ما ظنه للقوة من وسائط بينما تعلو يد المقاومين، ويتداعى وعد بلفور من عسقلان الى الغور، ويتحوّل عرس المستوطنين الى مأتم في القدس وكل فلسطين، عين بعين وسن بسن وصاروخ بصاروخ والمعتدي أظلم، وماذا بقي من سايكس بيكو ومنجزات التقسيم وماذا تعني حدود الترسيم، محمد طحان رسم بدمه بين لبنان وفلسطين جسراً للعبور، وشباب الأردن وشيبها على ضفاف الغور، وفي الشآم أسود تأهّبوا، وفي مصر فتحت المعابر، فما نفع المطبّعين إن استعربوا، فالعرب أصلهم يمانيّ أيها الشاطر، وفي اليمن صواريخ جاهزة لنيل الجائزة، والطائرات المسيّرة ترد على كل مجزرة، وهي الحرب، حرب استقلال فلسطين، لا تعترف بالحدود ولا تعترف بالوعود، فوعد الله هو الباقي، ونصر الله هو الملاقي، وإلا باسم القرارات الدولية أرض الـ 48 بقعة منسيّة، وسكانها عرب “اسرائيل”، فماذا نقول للجليل، وبمنطق الادارة الأميركية القدس للكيان عاصمة موحدة ابدية، فليعرف الجمع بلا استثناء أن لا مكان بعد الآن للغة القديمة، وأن يتعلّموا ألفباء اللغة الجديدة وينسوا العبارات السقيمة، ولمن راهنوا على تسوية أو أخطأوا في التسمية، فالأرض الواحدة تستعيد وحدتها، وتفرض على العالم لغتها، فأصل القضية هو الهوية، من الجليل الى اللد والرملة والخليل، وأصل البحث في القانون أن يقول اللاجئون إنّا الى ارضنا عائدون، وبعد حق العودة تقرير المصير، وقبلهما لا تتعبوا بتوصيف الحلول، ولا تتعذبوا بوقف النار إن لم يَحمِ القدس من التهويد، والنار بالنار والحديد بالحديد، ومن يستطيع القبول او المساومة وقد باتت الكلمة للمقاومة، والشعب صاحب السيادة والجيل الجديد صاحب القيادة، واسم الحرب اليوم سيف القدس البتار، يحتفل بالخامس عشر من أيار، ومن لم يفهموا معنى تغيير المعادلات فليتعلّموا معنى والعاديات صبحا والموريات قدحا، فقد ولّى زمن الهزائم، وضياع الحقوق، والعبث بالجغرافيا والتاريخ، فلا مكان لنائم أو عقوق، والكلمة الفصل للصواريخ.
} 13-5-2021
صباح القدس للقدس في العيد وقد منحت العيد الكئيب طعم الفرح من جديد، فاستعاد الياسمين في الشام بهاء لونه، وهو يشهد الكورنيت يسدّد الى حيث يجب، ويرى من القدس كونه، سدد عن العرب والمسلمين فواتير الصيام في رجب، لمن لم يعجبهم العجب، فعادت سورية التي قدمت التضحيات فرحة بأن تضحياتها تصرف حيث تصنع الانتصارات، وكل تصحيح للخطأ يجب، فينسخ ما قبله من خطايا وأخطاء وهفوات، فالمهم أن السلاح استعاد وجهته، وأنه ينصر قضيته، وان ما بذلته سورية لفلسطين لم يكن هباء ولا هدرا، وفي فلسطين يصلي العدو نارا وجمرا، وتصدح التحيات لسورية وللمقاومين جهرا، ومع القدس في العيد عاد البهاء للتاريخ، ليس لأنه زمن عصف الصواريخ، بل لأن الشعب الأصيل عاد يكتب السيرة، في حيفا ويافا واللد والبيرة، فكم تم العبث بتاريخنا وكم تم التلاعب بالجغرافيا، حتى سلخت منا فلسطين وأخرجت من آسيا، وكم قصت على مقاس أحذية المحتلين الخرائط، وسلمت بلادنا لجمع مستوطنين من منافق ودجال ونصاب وساقط، وطبقت علينا نظريات إعادة تشكيل العجين، كأننا فئران مختبرات الغزاة والمحتلين، فضاعت فلسطين، وصار اسمها “اسرائيل” وقالوا حدودها الى النيل ومداها الى الفرات، ومنحونا أسماء جديدة فقد تلازم وعد بلفور وما رسمه سايكس بيكو ومؤتمر باريس، وقالوا إن شعوبنا تحتاج إعادة خلق وانتاج وتأسيس، فالعيد اليوم، أن الأمة تصحو من النوم، وأن صحوة الشعوب بربيع يتفتح بالبراعم، تنسف كل أكاذيب ربيعهم بحرب تطبق النموذج الناعم، والعيد من القدس وفلسطين من أقصاها الى أقصاها وفي أقصاها، يسأل أين هي زعامة النفط والكاز، وأين هم تكفيريو القتل والإرهاب والابتزاز، فها هو الإسلام يعود ناصعاً نقياً كصلاة العيد في الأقصى، وقد صحا من كبوة الشعوذة الوهابيّة كما أمسى، وها هي المسيحية تخلع ثوب غورو والحروب الصليبية وها قد عدنا يا صلاح الدين، لتردّ الحياة للقيامة والهوية وتطهير الهيكل من اللصوص عنواناً للدين، وها هي العواصم التي نامت دهراً ونطق كثيرون بلسانها كفراً تستعيد الأصالة والنقاء، وتعلن أن القدس نقطة اتصال الأرض بالسماء، وهذا هو معنى الإسراء والمعراج، وهذا هو التفسير لأن رأيتهم يدخلونها أفواجا تخلف أفواج، وباركنا حوله ويرابطون فيها، فها هي القدس تعود البوصلة، وترتسم الخرائط من حولها كطرق موصلة، والطريق التي لا تصل الى القدس تيه في الصحراء يا موسى، وضياع عميم للذين يزورون الدين ويستحضرون إبراهيم، في زمن العيد في فلسطين صارت الدماء حنة العرائس، وصار نداء التحرير آذان المساجد ورنين أجراس الكنائس، وفي زمن العيد في فلسطين وحدة وقوة، وشهامة ونخوة، وحب للبلد وثقة بالأسد، وقد جاء وعد الله وخرج نصرالله، وتستعدّ الطيور الأبابيل لتصنع الزمن الجميل، وفي العيد القدس لنا والبيت لنا وعيوننا اليها ترحل كل يوم وبأيدينا سنعيد بهاء القدس، كلمات تستعيد المعاني، وتتحقق بها الأماني، وتصدح بها حناجر الأمهات بالأغاني – عيد مبارك وفطر سعيد بعد الصيام، فتفطر الأمة على نار ترفع مقامها، بعدما صام بها عن الحق حكامُها.
} 12-5-2021
صباح القدس للنموذج المصغر للحرب القادمة وقد قطع الشك باليقين، فمدينة من مدن المقاومة اسمها غزة تكفي لحرب على مساحة فلسطين، صاغ الكيان نظرية الأيام القتالية وهرب منها فأخذتها المقاومة في غزة وها هي تطبق نسخة منها، وقدمت فيها المثال، تحدثت عقول الكيان عن معركة بين حربين فقالت المقاومة احذروا زحف الشمال، فتراجع عنها الاحتلال، فقالت المقاومة بين حربين نريد معركة تريكم معادلات القتال، فقالوا معركة بين حربين أفضل من حرب شاملة، وبأقدام ترتجف جاؤوا الأيام المقاتلة، تحصنوا بالملاجئ وهم يواجهون مليون لاجئ، وشنوا غاراتهم، ليقتلوا الاطفال، فاحترقت حاراتهم، وهربوا من القتال، وقال المقاومون تعالوا بدباباتكم ومشاتكم، ونحن جاهزون، ثم قالوا انتظرونا عند المغيب، فاحترقت تل أبيب، وقالوا انظروا خلفكم ونحن نعد، من حيفا ويافا واللد، سترون الشوارع خالية ومن يسيطر على الأبنية العالية، وقد عاد أهل الأرض يسيطرون على الموقف، والمستوطنون قلوب ترتجف، والنيران تشتعل بسياراتهم، والفلسطينيون يتفقدون بياراتهم، واليوم مطار أقفل وغداً الكيان مقفل للتصليح، كلاب تعوي بلا ديك يصيح، فانتظروا بعض البأس من عزيمتنا، وعليكم باليأس من هزيمتنا، وهذه ليست الا عينة صغيرة، فأنتم تواجهون بعضنا المحاصر منذ سنين، وهو بعض البعض القليل من حجم فلسطين، وبعض التاريخ، وبعض الصواريخ، وبعض الشباب يتمرن للأيام القادمة، فلا تتقاذفوا اإقاء اللائمة، العيب فيكم كلكم، في قيام كيانكم، وعليكم أن تخشوا الأيام المقبلة من حيث لا تحتسبون، أن تخشوا استشهادياً في ملجأ حيث تختبئون، وأن تخشوا في اللد والرملة وحيفا ويافا وطبريا أن تختفي دورياتكم، وأن تظهر في الشوارع سواعد الفلسطينيين مسلحين بالسكاكين، ويشتغل الطعن والدهس بلا هوادة، فيتفرّق شمل المستوطنين، وفي الإعادة إفادة، فكروا بأن يقدم بعض مجانينا على احتجاز مستوطنة، في غلاف غزة او في الضفة، وأن تنقلب الدفة، او في الجليل، فليس هناك مستحيل، فماذا عساكم تفعلون، وماذا عن مناوراتكم لجبهات متعددة، ولماذا تلغونها وقد جاءتكم مناورة حية متعمدة، فان كنتم لها لا تهربوا، تعالوا وتقربوا، صحيح أن طائراتكم تدمر وتقتل، لكنكم تجهلون ان لحمنا عبء على ارواحنا فاحرقوه، واعمارنا طويلة كشعور نسائنا فلا بأس بتقصيرها، وأعلى الأبراج اسقطوه، لكن المعادلة الصعبة عليكم بتفسيرها، ماذا عنكم، وقد سقط أمنكم، وتفككت قبتكم الحامية، وانتم في قلب النار الحامية، وفلسطين والقدس صارتا فوق النقاش، كما قالها النقاش، فكروا وتدبروا، أن توقفوا حربكم اليوم خير من الغد، أو أن تردوا وتنظروا الرد على الرد، وإن توسعت الحرب في الزمان والمكان فكيدوا كيدكم، واركبوا أعلى خيلكم، وقد بانت حدود قوتكم، وسقوف قدرتكم، لكنكم لم تعرفوا إلا بعض ما أعددنا لكم، فتخيلوا عشرة آلاف صاروخ كل يوم، وتوقعوا زحفا الى الجولان والجليل، وتأكدوا ان ليس هناك مستحيل، ان لم يسقط التهويد، ليس بيننا الآن الا النار والحديد، فانتظروا وغزة وحدها تكفي لرسم المعادلة، وربما يغرينا ضعفكم بالانتقال الى الحرب الشاملة.
} 11-5-2021
صباح القدس للعيون المصابة والابتسامة الجذابة والقلوب العامرة والصواريخ العابرة، صباح القدس للقدس تقود المسيرة وصباح القدس للمقاومة صاحبة الكلمة الأخيرة. فالجولة هذه المرة تأسيسية وفاصلة، ستكتبها النتائج الحاصلة، تحمى القدس بالمقاومة لا بالمساومة، والشباب الفلسطيني يكتب البديل وقد اشتدّ عود هذا الجيل، فهو يدير الدفة، في القدس وغزة وارض الـ 48 والضفة، يقود القادة والفصائل، بشباب يعرفون توجيه الرسائل، ويتقنون الجمع بدل القسمة، مبدعون بفرض التحدّي ورسمه، لا يدخلون في لعبة المواقف المسبقة وإصدار الأحكام، يتقنون قوانين الصراع، ويفتحون الباب على ألف مصراع، ويتركون للقوى بانواعها، ان تدرك انها ان لم تتحرك ستفقد إجماعها، يفرضون إيقاعهم فيجبرون العدو على الرد والمقاومة على الصد، وتصير القدس قضية عالمية، ويعجز الجميع عن التراجع، وترتبك المراجع، وليس لهم بين القيادات ثقة الا بسيد المقاومة وسورية التي انتصرت برئيسها، وعيونهم على إيران قلعة إسناد لا تتردد، لكنهم لا يحاكمون فتح ولا حماس بل يقولون تعالوا لانتفاضة نعيد تأسيسها، ومقاومة تعرف كيف تنمو وتتمدد، فليس في فلسطين ضفة وقطاع، ولا أرض تباع، فالقدس هي الإجماع، فتلاقوا من حولها وانسوا الانتخابات، منتفض في الضفة ومقاوم من غزة، كل في صفه، يدافع عن الكرامة والعزة، وخارج القدس ليس لديكم قضية، بل صراعات سلطوية، ولمحور المقاومة الذي بنى قدرات الردع قالوا، ها هو العدوان هنا فتعالوا، خذوا وقتكم، وتمهلوا بتقدير التوقيت، ففي القدس نعرف صوتكم، وننتظر صواريخكم للتصويت، فلنا ثقة بالسيد يدير دفة القرار، ويعرف متى يحين وقت توجيه الإنذار، ها هي القدس تجمع الأرض والسماء، وتخرج اليها قوافل الشهداء، وتنتفض بأمواتها والأحياء، فللقدس سحر وسر لن يفهمهما هذا الكيان، وها هي الغضبة تعم كل البلدان، واول الغيث قطرة، ففي القدس رمزية الله كما تقول الفطرة، ورمزية القضية الانسانية ومعنى الفكرة، ولا مكان لاحرار لا ينتصرون لها، او يعتصمون بها، والمعادلة بسيطة حرمة الأقصى ووقف التهويد، أو لا يفل الحديد الا الحديد، فان كانت صواريخ غزة كافية تنتهي الجولة بقوانينها، وان أرادوا مزيداً من الجنون فالقدس واثقة بأن لها من كل حدب وصوب عشاقها ومجانينها، فالجولة مستمرة حتى ترسو سفينة القدس على أرض مستقرة، فلن ينتهك الأقصى بعد اليوم ولن يهجر المقدسيون بثياب النوم، ففي زمن المقاومة ستحفظ القدس وإن أرادوها حرباً مفتوحة قال السيد يوماً، فلتكن حربا مفتوحة.
} 10-5-2021
صباح القدس لصابرين نفتقد اليوم صوتها وحضورها كما تفتقدها ساحات الأقصى، نفتقدها تحمل علم سورية في حي الشيخ جراح وتتزيّن بصور المقاومين من القادة الشهداء وصورة الرئيس بشار الأسد، ولأن الاحتلال يعلم ما تمثل صابرين والمعنى الذي تضيفه بحضورها فرض عليها الحجر المنزلي في بلدتها طمرة قرب يافا، ولأننا نعلم أن استعدادها مع رفاقها لإحياء ذكرى الراحلين اللواء بهجت سليمان والأستاذ أنيس النقاش كان السبب المباشر لحجزها، علامة حضور لوحدة الاشتباك ووحدة الساحات نقول لصابرين عذراً، كما نقول لها نفتقدك وتفتقدك الساحات، ونعلم حجم حرقتها لتكون هناك، تحمل حجراً، وتلقي خطبة، وتنظم اعتصاماً، كما اعتادت كل مرّة أن تكون في الصف الأمامي وأن تواجه بصوتها وعنفوانها تعسّف المحتل وتوحّشه، وتعرف طريقها الى الاعتقال لتعود الى ساحات النضال، وفي تزامن وتسارع الأحداث من فلسطين الى سورية وموعد الاستحقاق الرئاسي فيها، صوت صابرين في كليهما قيمة مضافة، لكن الشباب والصبايا والكهول والعجائز لم يقصروا فقد قالوا بالوقائع ما كانت صابرين تتوق لتراه، وها هو حي الشيخ جراح الذي نصبت صابرين على خيم المهجرين قسراً من بيوتهم أعلام سورية وصور رئيسها ونبض المقاومة وصور سيّدها، يلقن المحتل دروساً في المواجهة، وها هي أرض الـ 48 التي تنتمي اليها صابرين تزحف بشيبها وشبابها وتفرض توازن ردع الطرق المفتوحة على المحتل، وتقول تغلقون علينا طريق الذهاب فنغلق بوجوهكم طرق الإياب، وها هي غزة تسدد الصواريخ وتصيب، فالمعادلة لا تحتمل أن تغيب، وها هي الشام تتزين بزهر الأقحوان والياسمين استعداداً لعرسها كما كانت تحلم صابرين، والمحتل يتراجع ويراجع، ويسأل هل يمكن الفوز بهذه المعركة وقد صارت معادلة الردع عند أبواب مساكن الشيخ جراح، وهل يحتمل قسوة الجراح، فيحضر الحجر ومن خلف الحصار يحضر السلاح، ومحور المقاومة حاضر للحرب إن قرر المحتل إشعالها، والمناورات لن تخدع المقاومة ولن تنجح بإشغالها، فقد قالها السيد نحن جاهزون، والشعار باق يا قدس قادمون، لأجلك يا فلسطين، والرفاق يقولون عودي حرة يا صابرين، فنداء الشباب قد طال الغياب، لأجل فلسطين الحرية لصابرين.