بيانات روسيّة وأوروبيّة ترحّب بقرار وقف إطلاق النار في فلسطين.. ومفتي القدس يؤكد أن شعبنا سيبقى حارس الأقصى
المالكي: وقف إطلاق النار في غزة لا يكفي
رحّبت رئاسة السلطة الفلسطينية بإيقاف العدوان الصهيوني على قطاع غزة، مشيدة بالجهود التي بذلتها مصر وقطر والأردن، والإدارة الأميركية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة لتحقيق ذلك.
وفي هذا السياق، حذّر وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي من أن إعلان وقف لإطلاق النار في قطاع غزة لا يكفي لتخفيف التوترات القائمة بين الفلسطينيين والصهاينة.
وصرّح المالكي للصحافيين، على هامش اجتماع خاص للجمعية العامة للأمم المتحدة بخصوص آخر تطورات الصراع في الشرق الأوسط بأن إعلان هدنة حول قطاع غزة خطوة إيجابية ستتيح لمليوني فلسطيني النوم بهدوء، لكنه «لا يكفي إطلاقا» ويجب على العالم حالياً التعامل مع المسائل المعقدة المتعلقة في مستقبل مدينة القدس وقيام دولة فلسطينية مستقلة.
وأوضح وزير الخارجية الفلسطيني أن الهدنة بين الكيان الصهيوني وحركة «حماس» المسيطرة على قطاع غزة لا تعالج «المشكلة الأساسية» التي أسفرت عن اندلاع جولة التصعيد الجديدة، وهي قضية القدس.
واتهم المالكي الجنود والمستوطنين الصهاينة بـ»تدنيس» المسجد الأقصى، مندداً أيضاً بإجراءات الإخلاء القسري الصهيونية بحق عدد من العوائل الفلسطينية في مختلف أنحاء المدينة منها حي الشيخ جراح.
وحمل الوزير الاحتلال المسؤولية عن السعي إلى محو الهوية متعددة الثقافات والأديان لمدينة القدس، قائلاً: «نعارض ذلك ونرفض ذلك وسنواصل العمل على الحيلولة دون حدوث ذلك».
ولفت المالكي إلى أن تطبيع العلاقات بين الكيان الصهيوني وعدد من الدول العربية لم يؤد إلى رفع مسائل مستقبل القدس وإقامة دولة فلسطينية، مضيفاً: «على العكس، نرى اليوم أن القضية الفلسطينية وقضية القدس تمثّلان أهم قضيّتين بالنسبة للمسلمين والعرب في العالم.. نريد أن نرى الشعب الفلسطينية حراً ويعيش في دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقيّة».
وفي السياق، صرّحت المتحدّثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن موسكو ترحّب بوقف إطلاق النار بين «إسرائيل» وفلسطين الذي دخل حيز التنفيذ، وتدعم الحوار المباشر بين الطرفين لمنع جولات جديدة من المواجهة العسكرية.
وقالت زاخاروفا في مؤتمرٍ صحافي أمس: «تتابع موسكو بارتياحٍ عميق أنه في تمام الساعة 2:00 صباحاً من يوم 21 أيار/مايو، دخل نظام وقف إطلاق النار في منطقة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي حيز التنفيذ».
وأضافت: «لقد اتخذت خطوة هامة، ولكنها لا تزال غير كافية لتجنب جولة أخرى من العنف. ولمنع العودة إلى المواجهة العنيفة، يجب أن تركز الجهود الدولية والإقليمية على تهيئة الظروف لإعادة إطلاق المفاوضات السياسية المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين».
وبمبادرة من الجانب الفلسطيني، أجرى الممثل الخاص للرئيس الروسي للشرق الأوسط وأفريقيا، نائب وزير خارجية روسيا ميخائيل بوغدانوف، مساء الخميس مكالمة هاتفية مع كل من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية، إسماعيل هنية، ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، موسى أبو مرزوق.
وحسب الخارجية الروسية فقد نوقشت سبل الخروج من المواجهات العنيفة الحالية التي تصاحبها زيادة في عدد الضحايا المدنيين وتدمير البنية التحتية وتدهور الحالة الإنسانية. وأبلغ قادة حماس بجهود الوساطة التي تبذلها مصر وقطر والمنسق الخاص للأمم المتحدة فينيسلاند، بهدف وقف إطلاق النار.
كما رحّب الاتحاد الأوروبي بدوره أمس الجمعة بوقف إطلاق النار بين «إسرائيل» والمقاومة الفلسطينية وتعهّد بتعزيز الجهود من أجل «حل سياسي» طويل الأمد لحل الأزمة.
وقال وزير خارجية الاتحاد جوزيب بوريل في بيان إن التكتل «يرحب بوقف إطلاق النار المعلن الذي ينهي العنف في غزة وما حولها»، معبّراً عن «إشادته بمصر وقطر والأمم المتحدة والولايات المتحدة وغيرها ممن لعبوا دوراً في تسهيل ذلك».
وأضاف «نحن مصدومون ونشعر بالأسف للخسائر في الأرواح خلال الأيام الـ11 الماضية، كما يؤكد الاتحاد الأوروبي باستمرار الوضع في قطاع غزة غير قابل للاستمرار منذ فترة طويلة».
وشدّد البيان على أن «الحل السياسي وحده هو الذي سيحقق السلام الدائم وينهي النزاع الفلسطيني الصهيوني برمّته».
وقال بوريل إن «إعادة توجيه الأفق السياسي نحو حلّ الدولتين تبقى الآن ذات أهمية قصوى، والاتحاد الأوروبي على استعداد لتقديم الدعم الكامل للسلطات الصهيونية والفلسطينية في هذه الجهود».
وأكد أن «الاتحاد الأوروبي يجدّد التزامه مع الشركاء الدوليين الرئيسيين بما في ذلك الولايات المتحدة وشركاء آخرين في المنطقة وكذلك اللجنة الرباعية للشرق الأوسط التي أعيد تنشيطها لتحقيق هذه الغاية».
كذلك، رحّب وزير خارجية فرنسا جان إيف لو دريان بالتهدئة: «التهدئة تبرز ضرورة التوصل لحل سياسي للأزمة وفرنسا عازمة على لعب دور في هذا الشأن».
وكان «كابينت» الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن مساء الخميس، وقف إطلاق النّار في قطاع غزة بعد جلسة استمرّت لأكثر من 3 ساعات. فيما أكّد القيادي في حركة «حماس» أسامة حمدان في حديث لـ «الميادين» أنّ المقاومة الفلسطينية «حصلت على ضمانات من الوسطاء بأنّ العدوان على غزة سيتوقف»، وضمانات أخرى بـ»رفع يد الاحتلال عن الشيخ جراح والمسجد الأقصى».
إلى ذلك، تجددت الاشتباكات في المسجد الأقصى، عصر أمس، بعد ساعات على إعلان وقف إطلاق النار بين العدو الصهيوني والفصائل الفلسطينية في غزة.
وهاجمت قوات الاحتلال المصلين داخل باحات المسجد الأقصى بقنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية.
وكان قد توافد آلاف الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة، واحتفاءً بانتصار المقاومة بعد ساعات على إعلان وقف إطلاق النار.
وبعد نهاية الصلاة وخروج المصليين، اقتحم الاحتلال باحات المسجد الأقصى، واعتدى على الخارجين، وقد أوقعت هذه الاعتداءات مصاباً حتى الآن.
مفتي القدس قال إن إصرار الشعب على أن يبقى حارس الأقصى سيُفشل محاولات الاحتلال تغيير الوضع القائم، وأضاف أنه «لا يمكن أن تُكسر معنويات أهالي القدس وكل الفلسطينيين وشعبنا مكافح وسيبقى كذلك».
ودخل الفلسطينيون باحات الأقصى أمام أعين جنود الاحتلال، وهم يحتفلون ويهتفون ويكبّرون، في مشاهد كان فيها استفزاز واضح للجنود، الذين لم يبدوا أي رد فعل، في إشارة إلى الروح المعنوية العالية عند المواطنين الفلسطينيين، وروح الهزيمة المخيمة على المحتلين.
وعقب دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ فجر أمس، بين فصائل المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال، عمّت احتفالات واسعة مختلف مناطق فلسطين المحتلة، وتوافد المقدسيون إلى المسجد الأقصى وهم يطلقون تكبيرات العيد، تعبيراً عن فرحتهم بانتصار المقاومة.