احتفالات وتهانئ لشعبنا الفلسطيني بانتصاره التاريخي على العدو الصهيوني: فجر جديد للأمّة يمهّد للتحرير القريب وزوال «إسرائيل»
عمّت الاحتفالات أمس، المخيمات الفلسطينية والعديد من المناطق اللبنانية، بانتصار شعبنا الفلسطيني في المواجهة البطولية التي خاضها ضد العدو الصهيوني في فلسطين المحتلة على مدى 11 يوماً. وباركت أحزاب وقوى وطنية وقومية بهذا الانتصار التاريخي داعيةً إلى الوحدة الفلسطينية والتمسك بخيار المقاومة سبيلاً وحيداً لتحرير الأرض.
وفي هذا السياق، أشار عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب محمد خواجه عبر حسابه على «تويتر»، إلى أن «العالم اليوم أمام مشهدية انتصار ثلاثي الأبعاد وحّد الشعب الفلسطيني في غزة المقاومة والضفة المنتفضة والداخل الثائر الذي أعاد البريق للقضية والهوية» وقال «القيادات الفلسطينية مطالبة وجوباً، بتعزيز هذه المشهدية لدفن صفقة القرن وإعطاب مسار التطبيع وتعميق حال التخبط والارتباك في كيان العدو».
وأعلن الأمين العام للمؤتمرالعام للأحزاب العربية قاسم صالح في بيان، أن الأمانة العامة للمؤتمر العام للأحزاب العربية تتقدم «بكل فخر واعتزاز بالتحية النضالية الى شعبنا الفلسطيني وفصائله المقاومة الباسلة، ولكل المقاومين والاحرار في العالم أجمع».
كما تتقدم بأسمى آيات المباركة «للانتصار التاريخي في معركة سيف القدس تلك المعركة الفاصلة، في تاريخ الصراع مع العدو الصهيوني، التي شكلت تحولاً هاماً لصالح الشعب الفلسطيني ومقاومته البطلة. لنشهد ذلك الانتصار الذي تحقق بفضل إيمان شعبنا الفلسطيني في الداخل والخارج وبفعل تضحيات المقاومين ودماء الشهداء التي توجت هذا الانتصار المظفر».
وقال «إننا أمام هذه المعركة الفصل، يهمنا أن نسجل الاتي:
أولا: إن هذا الانتصار لم يكن ليتحقق إلاّ بصدق المجاهدين المخلصين وتضحياتهم الكبرى، وصمود شعبنا في فلسطين كل فلسطين، وبفضل توحيد الجهود على قاعدة المقاومة المسلحة، وهي حق مشروع لأبناء شعبنا في سبيل التحرير والاستقلال ودحر الاحتلال «الإسرائيلي» من كل فلسطين.
ثانياً: إن معركة سيف القدس أنهت مشاريع التطبيع الخبيثة وأنهت كذبة السلام المزعوم وأسقطت صفقة القرن وكسرت هيبة العدو الصهيوني ومن خلفه دول وأنظمة ورسمت قواعد اشتباك جديدة، الكلمة العليا فيها للمقاومة المسلحة. ورسمت إستراتيجية سياسية ومجتمعية جديدة بالغة الأهمية والتأثير المباشر على مستقبل الصراع.
ثالثاً: كشفت هذه المعركة عن الإمكانيات والأسلحة النوعية التي تملكها المقاومة وقدرتها على فرض الشروط على العدو. وقد فرضت معادلات جديدة على العدو في القدس وحي الشيخ جراح وأثبتت وحدة الموقف لأهلنا في الـ48 وغزّة وكامل الضفة والقدس على قاعدة التمسك بالمقاومة خياراً وحيداً.
رابعاً: إن انتصار اليوم أثبت أن حماية القدس ومقدساتها، ليست مسؤولية المقدسيين وحدهم بل هي مسؤولية كل فلسطيني وعربي هي مسؤولية الأمّة جمعاء وكل حرّ في العالم، ونحن اليوم أمام معادلة جديدة عنوانها أن أي اعتداء على أي أرض فلسطينية سيواجه برد موحد من محور المقاومة ومن كل أحرار العالم.
خامساً: نحيي الالتفاف الشعبي العربي والعالمي حول القدس وفلسطين، وتوحيد المواقف المشرّفة التي تابعها العالم وكل ذلك ما هو إلاّ تأكيد أن أمتنا، كما العالم، يرى الحقيقة التي يحاول الأعداء طمسها وأن جميع الأحرار يعترفون بحقنا في المقاومة حتى تحرير أرضنا من أي محتل.
سادساً: إن البناء على هذا الانتصار هو ضرورة ملحّة لا تقبل المساومة والتأجيل فالانتصار رسم خارطة طريق أقرها شعبنا الفلسطيني وهي المقاومة كخيار وحيد وعلى الفصائل والقوى كافةً أن تلتقط هذه اللحظة التاريخية وتضع برامجها الموحدة لقيادة مقاومة شعبية لتحرير فلسطين».
وختم «الرحمة لأرواح الشهداء الأبرار والشفاء للجرحى الأبطال والحرية للأسرى .والقدس وفلسطين أقرب .وبالوحدة والمقاومة سننتصر.
وبارك حزب الله في بيان «للشعب الفلسطيني البطل ومقاومته الباسلة الانتصار التاريخي الكبير الذي حققته معركة سيف القدس على العدو الصهيوني». وحيّا «المجاهدين المقاومين والشهداء والجرحى وعائلاتهم المحتسبة وبارك لقيادة فصائل المقاومة الفلسطينية الذين كانوا أهلاً لهذه المعركة بالانتصار للقدس الشريف والمسجد الأقصى ودماء الشهداء وأوفياء للأمانة التاريخية التي حمّلهم إياها الشعب الفلسطيني والأحرار والمظلومون في العالم».
أضاف «لقد كسرت المقاومة في هذه الجولة البطولية من المواجهة معادلات قديمة عمل العدو على تثبيتها بالحديد والنار والمجازر وأنشأت المقاومة قواعد جديدة سوف تمهد للانتصار الكبير القادم، وأعادت الحياة إلى القضية الفلسطينية مجدداً وباتت أملاً للشعوب المستضعفة على مستوى العالم، وسوف يكون لهذا الانتصار الذي تحقق اليوم، انعكاسات إستراتيجية وسياسية وثقافية بالغة الأهمية على مستقبل الصراع في المنطقة».
وتابع «لقد أكد الشعب الفلسطيني وقواه الحية ودول محور المقاومة وشعوبها والقوى السياسية والشعبية التي آزرته على مستوى العالم، أن هذه الغدّة السرطانية الإجرامية «إسرائيل» أوهن من بيت العنكبوت، وأن فيها من الضعف والتصدّعات ما يجعل التحرير الكامل من البحر الى النهر مشروعاً قريب المنال وأن القدس أقرب إلى الحرية من أي زمن مضى بعدما سقطت في هذه المعركة أوهام السلام المزعوم والحل السياسي وصفقة القرن الخيانية، ومعها التطبيع المشبوه والمطبعون المشبوهون وأثبتت أن يد المقاومة هي العليا ويد العدو هي السفلى على طريق النصر والحرية والكرامة».
أضاف «إننا في حزب الله نعبر عن عظيم اعتزازنا بانتصاركم التاريخي الكبير والذي نرى فيه انتصار كل المقاومين والشرفاء والأحرار ونكبر فيكم تألق القادة وشموخ المقاتلين ومجد الشهداء وصبر العائلات الشريفة وصلابة الجرحى وروح الصمود العالية عند أفراد شعبكم المظلوم رجالاً ونساءً، صغاراً وكبارا».
وختم «يا شعب فلسطين الأبي ويا مقاومتها العظيمة الباسلة لقد صنعتم عند فجر هذا اليوم فجراً جديداً للأمّة والمقدسات لن يكون بعده إلاّ التحرير بإذن الله».
من جهتها، نظّمت «الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمّة» وقفة جماهيرية في باحة مسجد الإمام علي بن أبي طالب بالطريق الجديدة، في إطار «يوم الغضب العربي العالمي على الجرائم الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني»، واحتفاءً بالنصر المبين الذي حققه الشعب الفلسطيني بوقف العدوان فجر أمس، شارك فيها ممثلون عن أحزاب وقوى وطنية وفصائل فلسطينية وجمعيات ومؤسسات اجتماعية لبنانية وفلسطينية.
بدايةً كانت كلمة لأمين سر حركة «فتح» في بيروت العميد سمير أبو عفش أكد فيها «عظمة الانتصار الذي حققه الشعب الفلسطيني بوحدة مكوناته»، ثم أشار منسق العلاقات الدولية في «المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن» نبيل حلاق الذي أدار اللقاء، إلى «النصر المبين في فلسطين الذي يعتزّ به أبناء الأمّة وأحرار العالم».
وطالب عضو لجنة المتابعة في «المؤتمر العربي العام» الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب المحامي عمر زين بـ»إعادة اعمار غزّة وكل الأماكن السكنية، وبالتعويضات المتوجبة عن الخسائر التي لحقت بالشعب الفلسطيني». كما طالب «جامعة الدول العربية بتصحيح موقفها من المقاومة».
وقال «لقد انتصرنا بالوحدة الفلسطينية داخل فلسطين وخارجها وهذه الوحدة هي التي كان لها الدور الأساس في الالتفاف العربي والعالمي حول القضية، وانتصارنا هذا يستدعي منّا ومن جميع الفصائل تمتين هذه الوحدة لمساءلة ومحاسبة الكيان الصهيوني في كل ما ارتكبه ويرتكبه من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية».
بدوره، شدّد امين سرّ حركة «فتح» ومنظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات على أن «ما شهدته فلسطين بكل مكوناتها من انتصار، كان ثمرة وحدة الشعب الفلسطيني بكل فصائله». وقال «لقد انتصرنا في معركة ولكن المعركة مع العدو ما زالت مستمرّة».
وهنأ مسؤول حركة «حماس» في لبنان الدكتور أحمد عبد الهادي «الشعب الفلسطيني الذي أنجز بوحدته هذا الانتصار الكبير، والذي يؤسس للتحرير الكامل»، مشدّداً على «ضرورة تمتين الوحدة الوطنية على قاعدة المقاومة ومواجهة المحتل».
من جهته، حيا إمام مسجد الإمام علي الشيخ حسن مرعب «الشعب الفلسطيني بكل مناطقه»، معتبراً «هذا النصر المجيد انتصاراً للأمّة كلها»، داعياً إلى «المزيد من النضال والمقاومة لتحرير الأقصى وبيت المقدس وكل فلسطين».
وختاماً، قال منسق عام «الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمّة» معن بشور «ليس فقط يوماً للغضب على العدو الصهيوني هذا اليوم، ولا للاحتفاء بالنصر المبين الذي حققه شعب فلسطين بكل مكوناته فحسب، بل هو يوم للدعوة إلى تحصين هذا النصر حيث نجحت العين الفلسطينية في الانتصار على المخرز الصهيوني، وعناوينه تتلخص بالعمل على تعزيز النقاط الآتية:
هو ثمرة صمود كل الشعب الفلسطيني، ووحدته ومقاومته الباسلة وتجاوزه لكل الحواجز الجغرافية والديموغرافية التي أقامها الاحتلال الصهيوني بين أبنائه منذ قيامه.
هو ثمرة عملية «سيف القدس» التي أثبتت أن حماية القدس ومقدساتها، ليست مسؤولية المقدسيين وحدهم بل مسؤولية كل فلسطيني وعربي ومؤمن وحرّ في العالم، والتي أوجدت معادلة جديدة وهي أن أي اعتداء على أي أرض فلسطينية هو اعتداء على كل الفلسطينيين، ونأمل أن نصل إلى يوم يعتبر فيه حكامنا أن الاعتداء على أي أرض عربية هو اعتداء على كل عربي.
هو ثمرة هذا الالتفاف الشعبي العربي والعالمي حول القدس وفلسطين، وتأكيد أن أمّتنا، كما العالم، يشهدان صحوة ضمير لا يمكن لكل إعلام تضليلي أو سلوك تقسيمي أو فتن متجولة ان تخمدها، وأن تحصين هذا الانتصار يكمن في بناء كل الأطر التي تسهم في تحويل هذا الالتفاف من حراك موسمي إلى فعل دائم ومستمر.
لم يكن فقط انتصاراً على العدو المدجج بكل أنواع السلاح والمدعوم بكل الوسائل من قوى الاستعمار والردّة، بل كان أيضاً انتصاراً على صفقة القرن ومخرجاتها وعلى اتفاقات التطبيع. لذلك لا يكتمل هذا الانتصار إلاّ بإسقاط كل اتفاقات التطبيع القديمة والجديدة وكل مخرجاتها مع العدو.
5- هو انتصار لنهج انحاز إليه كل شرفاء الأمّة وأحرار العالم، وهو نهج المقاومة الذي لا يفهم العدو المتغطرس إلاّ بلغتها والتي حيث وجدت تحقق انتصارات، فانتصار الحادي والعشرين من أيار في فلسطين هو استكمال لانتصار الخامس والعشرين من أيار في لبنان بعد 21 عاماً من التحرير.
إن وقف العدوان بعد 11 يوماً من القصف الجنوني والوحشي ليس نهاية المعركة بل جولة من جولاتها يستكمل باستمرار الانتفاضة حتى دحر الاحتلال وتحرير القدس وتفكيك الاستيطان».
ولفت رئيس «ندوة العمل الوطني» الدكتور وجيه فانوس، في بيان، إلى «اعتراف قوى الاعتداء الصهيوني اليوم، وبكل وضوح وإذعان بانتصار الحق الفلسطيني على أرض فلسطين الأبية». وقال «وها هي العزَّة الفلسطينية تبقى شامخة الكرامة على أرضها، التي تخضّبت بدماء شهدائها الأبرار، وتعطّرت بشذى أزهار وحدة هذا الشعب وتضامنه في سبيل قضيته، وازدادت قوة بالتفاف قوى التحرّر في سائر أرجاء الأرض معها». وحيّا فانوس باسم «ندوة العمل الوطني»، المقاومة الوطنية الفلسطينية «ونفخر بتضحيات الشهداء ونكبر بصمود أهلنا وأحرارنا في القدس وغزّة والضفة وسائر حبات التراب الفلسطيني الطاهر، ونؤكد باستمرار أننا مازلنا على العهد في مدّ الأيدي لتلاق وطني كبير، إعادة إعمار لما تهدم ومتابعة بناء لما يجب أن يبنى وسيراً حثيثاً على دروب مقاومة الغصب والاحتلال والإجرام».
ورأى «تجمع العلماء المسلمين» في بيان، أن إعلان العدو الصهيوني عن وقف إطلاق النار من جانب واحد هو بمثابة إعلان عن هزيمة نكراء له ستظهر تداعياتها في المقبل من الأيام، وسيكون هذا الإعلان بمثابة نقطة البداية لزوال الكيان الصهيوني الذي بات قريبا جداً.
وشدّد على أن «الوحدة الفلسطينية التي تجلّت بغرفة العمليات المشتركة والتي أثبتت نجاحها، يجب أن تتكامل مع وحدة الفصائل على المستوى السياسي ومتابعة منجزات مؤتمر بيروت – رام الله لجهة انتخابات عامة بما فيها القدس الشريف، والإعلان عن هيئات قيادية جديدة في منظمة التحرير الفلسطينية لتضم جميع الفصائل كل بحسب قوته التمثيلية وحضوره في الشارع الفلسطيني».
وتوازياً شهدت المخيمات الفلسطينية والمناطق اللبنانية مسيرات حاشدة احتفاءً بالنصر.