«سيف القدس» تفرض معادلاتها الجديدةوتعلن انتصار فلسطين والمقاومة
} ليليان العنان
للمرة الأولى في تاريخ الصراع العربي ـ الصهيوني نرى أنّ المقاومة الفلسطينية هي من تعلن بدء الحرب على كيان العدّو، وهي بذلك تعيد إحياء القضية الفلسطينية من بوابة عريضة على مستوى العالم أجمع، وذلك بعدما أبرزت هذه المقاومة القوّة الفعلية والعسكرية في إظهار وإثبات معادلات جديدة ذات بعد سياسي ـ استراتيجي جعل العدوّ يهرع للتوسّل أمام الوساطات العربية والغربية للسعي من أجل إتمام اتفاق يقضي بوقف لإطلاق النار زاعماً أنه قد أتمّ عملياته العسكرية في غزة وحقق الأهداف التي سعى إليها، فيما الواقع مغاير تماماً للفيلم القصير الذي يرويه نتنياهو أمام جمهوره بعد الهزيمة السياسية والعسكرية التي أحاطت به.
معركة «سيف القدس» التي أعلنتها كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس وبشخص قائدها العسكري محمد ضيف، وبالتعاون مع كلّ الفصائل الفلسطينية المقاومة لا الجهاد الإسلامي وجناحها العسكري «سرايا القدس» وغيرها… فإنهم لم يخوضوا هذه المعركة بهدف الدفاع فقط، ولكن ما هو أهمّ وأبعد من ذلك بكثير هي المعادلات الاستراتيجية التي فرضتها قوى المقاومة الفلسطينية على الساحة المحلية وحتى الإقليمية والتي مكنتها من قلب موازين القوى، إضافة إلى كمّ الأهداف والرسائل السياسية والعسكرية التي أرسلتها هذه المقاومة إلى كيان العدّو.
وإذا ما تساءل البعض مِمن يعتبرون فلسطين آخر همّهم عن ماهية تلك الأهداف التي حققتها المقاومة، أو بمعنى آخر أنّ ما هي المعادلات الاستراتيجية الجديدة التي فرضتها المقاومة الفلسطينية؟! وبالتالي ما هو الأسلوب العسكري الذي اتبعته هذه المقاومة في حربها ضدّ كيان العدو؟!
فإنّ كلّ مراقب ومتابع على مدار هذا الأسبوع سواء أكان خبيراً في الشأن السياسي أو العسكري أو غير ذلك يعرف جيداً مدى أهمية معركة «سيف القدس» من الناحية السياسية وحتى العسكرية، بحيث أنّ كتائب القسام كانت قد أدخلت على خط الصراع الحالي أسلحة جديدة استخدمتها للمرة الأولى، ومن بين هذه الأسلحة والتقنيات العسكرية صاروخ A120 والذي سميَّ تيمناً بالشهيد رائد العطار وصاروخ SH86 والذي كان له أثر كبير إذ تمّ استخدام عدد من الصواريخ من هذا الطراز يوم تمّ ضرب تل أبيب ومطار بن غوريون وجاءت تسميته حينها تيمناً بالقائد الشهيد محمد أبو شمالة، ويصل مداه إلى 85 كلم، بالإضافة إلى Ch89 التي كشفت القسام عن استخدامهم لأول مرة نصرةً للمرابطين في المسجد الأقصى وحي الشيخ الجراح ودفاعاً عن غزة والحصار الذي تعانيه.
ولم يقف الحدّ عند هذه الصواريخ فقط، فقد استخدمت القسام أيضاً صاروخ عياش 250 الذي يُعتبر جيلاً جديداً من أجيال الصواريخ القسامية المصنّعة محلياً، والذي كشفت عنه الكتائب خلال معركة “سيف القدس” بحيث تمّت تسميته بهذا الاسم تيمّناً بالشهيد القائد القسامي المهندس يحيى عياش، كما انطلق الصاروخ لأول مرة بأمر من قائد هيئة أركان القسام أبو خالد محمد الضيف، تجاه مطار رامون جنوب فلسطين وعلى بعد نحو 220 كم من غزة.
ولن يقف الحدّ عند هذه الصواريخ فقد اعتمدت كتائب القسام نوعاً جديداً من الأسلحة رداً على اغتيال ثلة من قاداتها ألا وهي «الطائرات المسيّرة الانتحارية» من طراز «شهاب» والمحلية الصنع والتي استهدفت منصة الغاز في عرض البحر قبالة ساحل غزة الشمالي، كما قصفت حشوداً عسكرية على تخوم قطاع غزة.
أسلحة نوعية ـ تكتيكية واستراتيجية استخدمتها قوى المقاومة الفلسطينية للمرة الأولى واستطاعت ان تغيّر مجرى الصراع مع العدّو والذي بات يحسب كلّ خطوة يقوم به ما أدّى بـ «إسرائيل» للإسراع بمبادرة وقف إطلاق النار وإعلان نصر غزة على الكيان الغاصب الذي استسلم أمام قوّة وعظمة المقاومة بحيث أظهرت القبة الحديدية فشلها في صدّ صواريخ المقاومة.