خطاب السيد اليوم خطاب النصر الموعود
} السيد سامي خضرا
انتظار خُطَب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أمر طبيعي وليس فيه شيء جديد لكن الإنتظار لبعضها له نكهة استثنائية ومن بينها خطابه اليوم الثلاثاء في 25/5/2021.
فالخطاب يأتي بعد تحولات نوعية واستراتيجية وقد نقول تاريخية وهو التوأم لخطاب النصر في بنت جبيل والخطاب الذي تلى حرب الـ 2006، لذا ننتظر اليوم كلاماً من جنابه مُضَمَّخاً بخليط من العزة والكرامة والنصر والإستشراف والبصيرة والإطمئنان وحُسن التوكل والثقة بوعد السماء… إلى ما هنالك من مصطلحات يصعب فهمها على المقرّبين ويستحيل فهمها على الأعداء الأبعدين.
خطاب اليوم سوف يأتي في ذكرى نصر تاريخي بكلّ تفاصيل إنتصار عام ٢٠٠٠ حيث الهزيمة المُجَلجِلة التي مُنِيَ بها الأعداء فخرجوا من بين أظهرنا صاغرين خائبين.
وطعم نصر اليوم بعضه القليل ربما كنا نتمناه، لكن أكثره وعلى الأقل إلى هذه اللحظة كان أمراً من الصعب أن نحلم به بل ربما يُعتبر مجرد التفكير به مغامرة خارجة عن العقلانية فهو يأتي بعد جملة متغيّرات لم تكن متوقعة بهذه الكمية والنوعية حتى الأمس القريب ولكن مشيئة ما يؤمن به شخص السيد وخطه في أنّ بعض الأمور يُمكن أن تتغيّر بسرعات غير محسوبة كما حصل منذ أيام:
فالهيبة الإسرائيلية سقطت،
والجيش الأقوى في المنطقة بات عُرضة للتشكيك،
والقبة الذهبية والحديدية تبيَّن أنها لا ترقى إلى مستوى قبة كرتونية،
والإقتصاد «الإسرائيلي» الذي تُضرَب به الأمثال يمكن تعطيله بجملة خطوات متواضعة بسيطة،
وشعب فلسطين الذي حاولوا تغريبه وتشتيته وإضعافه وانتظروا موت كباره ونسيان صغاره… بُعث فجأة في يوم إلهي مجيد،
والمطار الأكبر في كيان العدو يُقفَل لهذه المدة لأول مرة فينقطع الكيان عن العالم الخارجي،
والغزاة المستعمرون الذين جاؤوا من أقاصي الأرض موعودين باللبن والعسل باتوا أسرى الملاجئ ومَن لم يُصَب منهم بقتلٍ أو جرح أصيب بخوف وهلع،
والمدن التي كانت تُعتبر آمنة أصبحت تحت صواريخ من سجِّيل بما فيها المدينة الأكبر تل أبيب.
ومن نافلة القول أن نذكر أنّ قافلة التطبيع أصبحت في خبر كان.
وأما صفقة القرن فضاعت وضاع أصحابها.
وأما اتفاقيات السلام والأديان الإبراهيمية والخزعبلات وأصحابها فقد أصبحت عارية من كلّ ستر.
والكلمة اليوم لإرادة الرصاصة والبندقية التي استطاعت أن تُحوِّل كلّ الأحياء في كلّ مدن فلسطين إلى مناطق تنبض بالحياة والعزة بعد أن تصوّر هؤلاء أنها انتهت.
فلأول مرة ييرى العالم هذه الإستجابة لفلسطين من عكا إلى حيفا فيافا فنابلس فالضفة الغربية واللد وعسقلان وفي مقدم الجميع القدس.
عندما يتكلم السيد اليوم يتكلم مُمْتَشِقاً السيف الفلسطيني ليس في داخل فلسطين فقط بل من شوارع ألمانيا والنمسا وفرنسا وكندا واستراليا وسائر بلدان العرب والمسلمين.
واستطراداً هنا فإنّ سماحة السيد الذي تكلم في ما سبق عن معادلة الضاحية حيفا وبيروت تل أبيب بات ذلك الآن من التاريخ.
فلعلّ هذه المرة تكون البداية من تل أبيب.
والأمر سهلٌ بعد الذي جرى…
المتكلم اليوم هو الأمين العام لحزب الله والذي يشكِّل قياساً مع الواقع الجغرافي والفني والتقني والتسليحي والأمني والسياسي للواقع الغزاوي والفلسطيني العام ما يُمكن لكلّ واحد منا أن يتصوّر كيف سوف تكون مواقفه وردوده جَلَلاً صاعقاً على رؤوس «الإسرائيليين».
فالذين كانوا يراهنون على أنّ العروبة والغَيْرة الإسلامة والعزة الفلسطينية والمروءة الأردنية والعراقية والمصرية والمغرب العربي الكبير.. قد انتهت فإذا بهم يُفْجَؤون بهذه اليقظة الماردية التي فاجأت الجميع.
ببساطة عندما يتكلم سماحة السيد اليوم سوف يكون أمامه سلاح لم يحسب أحد له حساباً حتى الأمس القريب.
اليوم سوف يدخل السيد علينا بخطابه بكل عزم وقوة وثقة وآمال تُمثِّل وجه الأمة وتاريخها وعنفوانها وربَّانيتها وأصولها ومستقبلها… والنصر الموعود.