تواصُل الاحتفالات بعيد المقاومة والتحرير: وضع حدّاً لمسلسل الهزائم و فتح عهد الانتصارات على العدو
تواصلت أمس الاحتفالات بعيد المقاومة والتحرير، وفي هذا الإطار أقام حزب الله مراسم إعادة تجسيد مشهد اقتحام الأهالي لقرى الشريط الحدودي عام 2000، انطلاقاً من معبر الحمرا عند مثلث المنصوري-البياضة. بدايةّ، تجمّع الأهالي عند مدخل معبر الحمرا رافعين الأعلام اللبنانية ورايات حزب الله، تتقدمهم شاحنة ضخمة تبث أناشيد المقاومة والتحرير، ومن ثم تقدموا بسياراتهم ودراجاتهم النارية ليحطموا بوابة حديدية تحمل شعار الكيان الصهيوني.
وتوجهوا بعد ذلك نحو بلدة الناقورة، حيث أقيم في ختام المراسم بحسب بيان، احتفال تحدث فيه عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسين جشي، فقال «إننا في ذكرى عيد المقاومة والتحرير والانتصار، نقف اليوم على مقربة من العدو الصهيوني الخائب والمنهزم والقلق على مصيره، لنجدد العهد لأبطال المقاومة الإسلامية وسائر المقاومين الشرفاء صنّاع النصر». بدوره، هنأ النائب جهاد الصمد في بيان «اللبنانيين بالذكرى الـ21 لعيد المقاومة والتحرير»، معتبراً أن «تحرير جنوب لبنان من الاحتلال الإسرائيلي عام 2000 هو أولى الإنتصارات العربية، والتي جاءت حرب تموز عام 2006 لتؤكد أن منع العدو من تحقيق أهدافه العسكرية هو انتصار أيضاً».
وأشار إلى أنه «أمام ما جرى ويجري في قطاع غزّة والقدس والأراضي الفلسطينية المحتلة، وبرغم آلة التدمير العسكرية الإسرائيلية، فقد أثبتت الأحداث والتطورات أن إرادة الصمود والمقاومة لدى الشعوب هي انتصار، وأكدت لعرب التطبيع ومن يدور في فلكهم أن تحرير الأرض لا يتم إلاّ بالمقاومة والصمود».
كذلك، هنأت الأمانة العامة للمؤتمر العام للأحزاب العربية بـ»الذكرى الـ21 لعيد المقاومة والتحرير، والذي شكل صفحة مجيدة وفتحت عهد الانتصارات على العدو». وأكد الأمين العام للمؤتمر قاسم صالح في بيان، أن «عيد المقاومة والتحرير والذي يتزامن مع انتصار فلسطين، أثبت أن المقاومة التي صنعت هذا اليوم المجيد في تاريخ الأمّة كنهج تسير عليه الأجيال جيلاً بعد جيل، كما شكل مرحلة مفصلية في تاريخ الصراع مع العدو الصهيوني وكان فاتح عهد الانتصارات».
واعتبر أن «معركة سيف القدس الحاسمة، أنهت مشاريع التطبيع الخيانية وكذبة السلام المزعوم وأسقطت صفقة القرن وكسرت هيبة العدو الصهيوني ومن خلفه دول وأنظمة متآمرة. كما رسمت قواعد اشتباك جديدة، الكلمة العليا فيها للمقاومة المسلحة. ورسمت إستراتيجية سياسية ومجتمعية جديدة بالغة الأهمية والتأثير المباشر على مستقبل صراع الوجود مع العدو الغاصب». ورأى أن «هذا الانتصار يأتي استكمالاً ليوم المقاومة والتحرير الذي وضع حداً فاصلاً لمسلسل الهزائم العسكرية والسياسية التي عاشتها الأمّة وهو الذي أسقط أُسطورة الجيش الذي لا يُقهر».
وتابع «لقد أثبتت المقاومة ومجاهدوها صوابية رؤيتهم وقوة إرادتهم، فصنعوا لنا التحرير ليغدو يوم المقاومة والتحرير يوماً يحييه كل المقاومين وأحرار العالم، ونستحضر هذا النصر فعلاً لا قولاً في كل يوم وساعة ولحظة».
وهنأ صالح «صنّاع هذا النصر المجيد في تاريخ الأمّة، السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله وكل المقاومين الأبطال في المقاومة الوطنية والإسلامي والجيش اللبناني المؤمن بالمقاومة كخيار والذين بذلوا لأجله الدماء الزكية لتحقيق النصر».
كما هنأ «شركاء النصر في سورية وإيران قيادةً وشعباً وكل الشعوب والقوى والأحزاب والهيئات المؤمنة بالمقاومة ونجاعتها لتحرير الأرض والمقدسات ورفع راية العزّة والكرامة فوق ربوع الأمّة».
وتقدّم بـ»أسمى آيات المباركة إلى صانعي الانتصار التاريخي في معركة سيف القدس، تلك المعركة الفاصلة في تاريخ الصراع مع العدو الصهيوني، التي شكلت تحولاً هاماً لصالح توحّد الشعب الفلسطيني مع مقاومته البطلة. لنشهد الانتصار الذي تحقّق بفضل إيمان شعبنا الفلسطيني في الداخل والخارج وبفعل تضحيات المقاومين ودماء الشهداء التي حقّقت هذا الانتصار المظفّر».
من جهته، هنأ المنسق العام لتجمّع اللجان والروابط الشعبية معن بشّور، في اتصال بالرئيس العماد إميل لحود بعيد المقاومة والتحرير الذي «كان بمواقفه الثابتة وشجاعته المميزة أحد صانعيه منذ أن كان قائداً للجيش ثم رئيساً للجمهورية».
وأشار بيان إلى أنه تم في خلال الاتصال استذكار للمراحل المختلفة التي مرّت فيها معركة التحرير وكيف واجهها لبنان بشعبه وجيشه ومقاومته، حيث نقل بشّور للرئيس لحّود اعتزاز إخوانه في لبنان والعالم العربي بمواقفه الوطنية والقومية الأصيلة.
ووجه بشّور أيضاً رسالة إلى الرئيس الدكتور سليم الحص الذي «أعطى نموذجاً للمقاومة السياسية والفكرية خلال توليه رئاسة الحكومة عشية التحرير، وخلال مواقفه في مواجهة العدوان الصهيوني في مراحله المتعدّدة».
وشدد بشّور على «حاجة لبنان إلى قيادات ترى في الرئيس الحص قدوة لها في الالتزام الوطني والشفافية في الممارسة وتغليب المصلحة الوطنية العليا على المصالح الشخصية والفئوية، وكيف قدم نموذجاً للعلاقة التكاملية بين مقاومة العدوان والاحتلال ومقاومة الفساد والمحسوبية والمحاصصة الطائفية والنعرات المذهبية».
ومن جهة أخرى، وفي عيد التحرير والمقاومة، قرّرت «الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمّة» أن تعقد اجتماعها الأسبوعي أمام ضريح الشهيد عماد مغنية الذي تعتبره المقاومة قائد الانتصارين ورمز التكامل بين المقاومتين اللبنانية والفلسطينية، وسيعقد الاجتماع الساعة 12 ظهر اليوم الثلثاء.
وأبرقت «عائلة عميد الأسرى في السجون الإسرائيلية يحيى سكاف» إلى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله لمناسبة عيد «المقاومة والتحرير»، متوجهةً باسمها وباسم «أصدقاء الأسير وكل حرّ وشريف في أمّتنا، بأسمى آيات التهنئة والتبريك لمناسبة ذكرى اندحار العدو الصهيوني عن جنوبنا الغالي في 25 أيار من العام 2000، هذا الانتصار الذي تحقق بفضل التضحيات الجسام لرجال المقاومة الذين سطروا أروع أنواع الملاحم البطولية في مواجهة الاحتلال».
وأكدت «في هذه المناسبة العزيزة ومن الشمال المقاوم، لك يا سيد المقاومين وقائدهم بأننا سنبقى أوفياء لخط المقاومة الذي بفضله أصبحنا نعيش زمن الانتصارات، وبإذن الله وبهمّة رجال المقاومة ستتحرّر معظم أراضينا وأسرانا وفلسطين من البحر إلى النهر».
وختمت «التحية كل التحية لسماحتكم ولأهلنا في الجنوب، والتحية إلى روح صنّاع الانتصارات القادة الشهداء عماد مغنية والشيخ راغب حرب والسيد عباس الموسوي والشهيد هادي نصر الله، وإلى القافلة الطويلة من شهداء المقاومة الإسلامية والوطنية اللبنانية والفلسطينية».
وهنأ رئيس «ندوة العمل الوطني» وجيه فانوس، بعيد المقاومة والتحرير، وقال في بيان «لئن تمكن الشَّعب، بقواه الوطنية المقاومة، من إجبار العدو الصهيوني الغاصب على الاندحار عن أرض الوطن الطاهرة، في 25 أيار 2000، فتمكَّن، هذا الشعب البطل، من هدم أسوار «معتقل الخيام» السيء الذكر، والإطاحة بزبانيَّته المجرمة؛ فما هذا، على أهميته وأساسيته، إلاّ «الجهاد الوطني الأصغر»، فهنيئا للشعب احتفاله اليوم بالتحرير».
ورأى «أن الجهاد الوطني الأكبر، هو في الخلاص من الطَّائفية السياسية والمذهبية، المطبقة على خناق الشعب، منذ عهود، بمحاصصاتها المستغلة للناس، وضيق أفقها الذي ما قاد إلاَّ إلى مزيد من التشرذم الوطني والفشل السياسي»، لافتاً إلى أن «في الحال الراهن، الذي نعيش في هذه الأيام، خير دليل على ما أوصلتنا إليه مفاهيم الطائفية السياسية وقيمها، ولا خلاص فعلياً من هذا إلا بجهاد فكري وثقافي وعملي، يقود إلى اعتماد المواطنة وحدها، ركيزةً للعيش المشترك بين اللبنانيين، ودليلاً عليه».
من جانبه، أكد رئيس «تيار صرخة وطن» جهاد ذبيان في تصريح، أن «عاماً بعد عام يترسخ إيماننا ونزداد قناعة بأن أيار هو شهر الانتصارات الكبرى، وها نحن نحيي هذا العام عيد المقاومة والتحرير، حيث تأتي الفرحة مزدوجة بانتصار معركة سيف القدس في فلسطين المحتلة»، لافتاً إلى أن هذا «الانتصار جاء ليؤكد بأن المقاومة واحدة وتحرير جنوب لبنان في ايار من العام 2000 كان أولى بشائر الانتصارات اللاحقة، لا سيما في تموز 2006 وغزة 2008 وصولاً إلى ما تحقق من انتصارات على الإرهاب في شتى الميادين من سورية إلى العراق وجرود لبنان، فكانت المقاومة حاضرة عند كل إنجاز وتحرير إلى جانب الجيشين السوري واللبناني».