رغم المنع وحصار الاحتلال الأميركيّ… محافظتا الحسكة والرقة ستشاركان بكثافة في الانتخابات الرئاسيّة
كما غيرها من المحافظات السورية، انتشرت صور ولافتات المرشحين لانتخابات رئاسة الجمهورية السورية بشكل كثيف في الشوارع والساحات العامة لمدينتي الحسكة والقامشلي، شرقي البلاد، في حين ستسجل محافظة الرقة مشاركتها الأولى في الانتخابات الرئاسية في البلاد منذ اندلاع الحرب على سورية.
ورغم قلة المساحة الواقعة تحت سيطرة الدولة السورية في هاتين المدينتين، فقد حثت اللافتات على المشاركة في التصويت، كنوع من التحدّي والإصرار من سكان الجزيرة السورية ضد تمركز الاحتلال الأميركي وأعوانه الذين منعوا إقامة الانتخابات في مناطق سيطرتهم في كل من محافظات الحسكة والرقة ودير الزور.
وعلى عادة أهل الجزيرة السورية، انتشرت في شوارع وأحياء مدينة الحسكة، الخيم والتجمّعات الشعبية التي تخصّ كل واحدة منها القبائل العربية الكبيرة ومشايخها، فمن خيمة قبيلة البكارة إلى قبيلة الجبور والشرابين والسادة المعامرة والنعيم، إلى خيمة مجلس القبائل والعشائر السورية في محافظة الحسكة، والتي تحولت إلى ملتقيات لسكان محافظة الحسكة، والتي أعلنت جميعها انحيازها إلى المرشح بشار حافظ الأسد في المنافسة الرئاسية.
وفي وقت غاب أي بيان رسميّ لما يُسمّى «الإدارة الذاتية الكردية» حول موقفها من الانتخابات، أكدت تصريحات لقيادات في «قسد» مقاطعتها للانتخابات، من دون تحديد موقف من السماح للأهالي في مناطق سيطرتهم، وعدم التعرّض لهم في الوصول للمراكز الانتخابية في مناطق سيطرة الحكومة السورية في المحافظة.
رئيس مجلس القبائل والعشائر السورية في محافظة الحسكة، الشيخ ميزر المسلط، وفي تصريح له، دعا قيادات «قسد»، إلى «عدم التعرض للمواطنين الراغبين في المشاركة والإدلاء بأصواتهم في اختيار رئيس للبلاد».
وأكد المسلط، أن «كل المعطيات تشير إلى مشاركة شعبية كبيرة في استحقاق الانتخابات الرئاسية، في تأكيد من أبناء المحافظة لحالة الانتماء الوطني».
ورأى أن النشاط الفاعل لأبناء المحافظة من خلال تفاعلهم وحضورهم الكثيف إلى الخيم الانتخابيّة، تؤكد المشاركة الجماهيريّة الكبيرة في يوم الاستحقاق الدستوري.
بدوره، أكد كاهن كنيسة السريان الأرذثوكس في الحسكة، الأب كبرائيل خاجو، استعداد كل عناصر النسيج السوري الاجتماعية في المحافظة، للمشاركة الفاعلة للانتخابات الرئاسية، للتأكيد على حقهم الدستوري في المشاركة في صنع مستقبل بلادهم.
فيما أكد رشاد عليوي أحد وجهاء محافظة الحسكة وجود إصرار شعبيّ على مشاركة واسعة لأبناء محافظة الحسكة في استحقاق الانتخابات الرئاسية. ولفت إلى وجود مخاوف لدى الأهالي في مناطق سيطرة «قسد» من منعهم من الوصول للمراكز الانتخابيّة للإدلاء بأصواتهم.
وأشار إلى أن منازل أبناء المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة مفتوحة لجميع الأهالي، للوصول قبل يوم إلى المنطقة، وممارسة حقهم في الانتخاب.
كذلك، أكد أحد شيوخ عشيرة الزيادات، حسن الحفيان، أنهم يعملون على تسهيل وصول كل أبناء المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة إلى المراكز الانتخابية، لتمكينهم من ممارسة حقهم في الانتخابات.
هذا، وأعلنت اللجنة الفرعية للانتخابات في المحافظة، إتمامها كامل الاستعدادات للانتخابات، مع أداء رؤساء وأعضاء المراكز الانتخابية لليمين الدستورية، في مدينتي القامشلي والحسكة.
رئيس اللجنة القضائية للانتخابات في الحسكة، القاضي المستشار إيلي ميرو، أكد، أن اللجنة القضائية أنهت كافة استعدادتها لانطلاق العملية الانتخابية مع تحديد 157 مركزاً انتخابياً، بينها 69 مركزاً في الحسكة، و88 مركزاً في القامشلي وريفها.
وفي السياق، ستشهد نواحي محافظة الرقة الثلاث الواقعة تحت سيطرة الجيش العربي السوري: معدان والسبخة ودبسي عفنان، حضوراً لصناديق الاقتراع، في ظلّ تواصل أعداد كبيرة من سكان المناطق الخاضعة لسيطرة الاحتلال الأميريكي ومسلحي تنظيم «قسد» مع الأجهزة الحكوميّة، لتسهيل عبورهم ومشاركتهم في الانتخابات.
وتشير المعطيات الشعبية إلى توقعات بمشاركة واسعة لأبناء الرقة ممن تم تهجيرهم إلى مدينة حماة وريفها، حيث انتشرت بشكل كثيف الخيم الوطنية العشائرية والصور والحملات الدعائية للمرشحين الثلاثة في الشوارع والنواحي والقرى المحرّرة في مشهد غاب عنها سنوات طويلة.