القبة الحديديّة وسعرها الراهن؟
حمزة البشتاوي*
ترتفع معنويات اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات ويشعرون بالفرح عندما تنطلق الصواريخ الفلسطينية من غزة رداً علــى الاعـــتداءات الإسرائيليّة على الرغم من حزنهم وغضبهم لما تتعرّض له غزة وأهـــلها من تدمير ممنهج من قبــل الطائرات الإسرائيلية التي ترمي كرات النار المدمّرة على الناس والمبــاني والبنى التحتية والطرقات، فإنـــهم يتحدثون بسخرية عن منظومة القبة الحديدية التي تعمل على اعتراض الصواريخ ويسألون عن وزنها وكم تســاوي بعد فشلها إن بيـــعت بسوق الخردة كحديد، حيث يكون سعرها الحقيقي حسب وزنها وليس حسب فعاليتها الفاشلة.
وعندما سئل أحد تجار الخردة عن ثمنها الآن قال: وزنها 90 كلغ × 10 سنت وبذلك يكون سعرها الحقيقي هو81 دولاراً تقــريباً بينــما سعــرها وفــق تسعيرة شركة رفائيــل وقبــل أن تُصاب بالفشل كان يقدر بـ 50,000 ألف دولار.
وتتألف القبة الحديدية التي كانت تعتبر فخر الصناعة الإسرائيليّة من ثلاثة مكونات رئيسية هي الرادار ووحدة التحكم والإطلاق وقاذفة الصواريخ وتعمل عند انطلاق صاروخ من نقطة ما على التحرّك باتجاهه وتعترضه، ولكن هذا لم ينجح مع اتباع المقاومة الفلسطينية أسلوب الرشقات الصاروخيّة التي عطلت قدرات القبة الحديدية التي يمكنها أن تعترض صاروخاً أو أكثر بينما باقي الرشقة الصاروخية تكمل طريقها وتصل إلى هدفها. وهذا الفشل سيجعل عدداً من الدول تعيد النظر بشراء تلك المنظومة وعدم الانسياق وراء الدعاية الإسرائيلية بعد أن انساقت للتطبيع والترويج إلى السلام.
وبناء على الدعاية الإسرائيلية وشروطها بدأت بعض الدول تفتح مطاعم الســلام وأفــران السلام وسفريات السلام ونادي الســلام وأزيــاء السلام وسوبر ماركت السلام وكباريه السلام وملحمة الســلام وفـــروج السلام إرضاء لنتنياهو وسلاحـــه وحديده الذي ســيتلف من دون أن تتأثــر أو تغــضب لما تفعله وفعلتـه الطائــرات الإســرائيلية التي تلقي كرات النار والمــوت علــى غــزة المنسيّة من البعض والحاضرة دوماً بجدارة الصبر والصمود والتمــسك بالبقاء في ضوء شمسها وزرقة بحرها وسمائها التي ستبقى تقاوم الموت والدمار.
*كاتب وإعلامي