اعتدى أشخاص على إحدى محطات المحروقات في صور، على خلفية رفض عامل المحطة التعبئة لهم لتجاوزهم الدور، فما كان من هؤلاء إلاّ أن قاموا بتكسير وتحطيم ماكينات تعبئة الوقود أمام أعين الناس، وأطلقوا الشتائم والسباب بحق صاحب المحطة وعمالها والدولة.
وقد حضرت عناصر من الأجهزة الأمنية إلى المكان، وعملت على ملاحقة الفاعلين لتوقيفهم. ودعا سكان المدينة الدولة والأجهزة الأمنية إلى محاسبة الفاعلين. وكان وقع في منطقة عين بعال وفي منطقة العباسية، حادثان مماثلان بسبب تعبئة الوقود.
وكان تجمّع أصحاب محطات الوقود في صور، قد أعلن في بيان “الإضراب والإقفال يومين، بعد الضغوط وتفادياً للاعتداءات المتكرّرة وآخرها ما حصل في محطة “لبنان الأخضر” في بلدة عين بعال، والتي نتضامن مع أصحابها، وبعد أن تحول أصحاب المحطات إلى كبش محرقة، نتيجة أزمة المحروقات على مستوى الوطن، وأصبحت الوعود التي تطلق على شاشات التلفزة بإنهاء الأزمة، مجرد كذب وافتراء”. وأشار إلى أن “أصحاب المحطات يعانون كالزبائن للحصول على ما تيسّر من المحروقات التي لا تلبي الحاجات”.
ودانت نقابة أصحاب محطات المحروقات في لبنان، في بيان “الاعتداءات المتواصلة على المحطات على مختلف الأراضي اللبنانية عموماً ومناطق الجنوب والشمال خصوصاً، ولا سيما الاعتداء الحاصل في منطقة صور”، مؤكدة أن “لا علاقة لنا كمحطات بهذه الأزمة الحاصلة”.
وتوازياً، قال عضو نقابة أصحاب المحطات في لبنان جورج البراكس في بيان “أصحاب المحطات ليسوا سبب الأزمة، فالسبب الرئيسي لأزمة البنزين هو الشحّ بالدولار الأميركي لدى مصرف لبنان الذي ينتج منه شحّ بفتح الاعتمادات لشركات الاستيراد، ما ينتج منه انخفاض في الكميات المستوردة وبالتالي بالكميات الموزعة على المحطات لخدمة المستهلك. فصاحب المحطة ليس لديه وسيلة أخرى غير التقنين بتسليم كميات البنزين للمستهلك، ليشمل أكبر عدد ممكن من المواطنين من خلال الكميات المتوافرة لديه”.
وتابع “صحيح أن هناك بواخر تحصل على موافقة المصرف المركزي وتفرغ حمولتها وتساهم بحلحلة جزئية للأزمة، ولكن من ناحية أخرى غير صحيح أن ذلك يترجم بعودة الوضع الطبيعي في جميع محطات لبنان، لأن السوق المحلي عطشان لدرجة أن البواخر التي تصل تلعب دور المسكّن، وتخفّف من الأزمة قليلاً، وليست بالدواء الشافي للأزمة”.
وأكد أن “المشكلة عند مصرف لبنان والدولة، وليس عند أصحاب المحطات الذين يُعتبرون الضحية الأولى وأكبر الخاسرين وأكثر المضحّين”.