أخيرة
فليسقط وعد بلفور
} يكتبها الياس عشّي
منذ أن وضعت اتفاقية سايكس _ پيكو موضع التنفيذ، بدأت الصهيونية العالمية تشقّ الطريق ليعبر «وعد بلفور» إلى فلسطين، حيناً بهجرات جماعية ليهود أتوا من كلّ مكان، وحيناً آخر بمذابح أثارت الرعب حملت توقيع العصابات اليهودية، فاضطرّ الفلسطينيون لترك أرضهم وملاعب طفولتهم. ولم تمضِ سنوات إلا وكان اليهود يحتفلون بإعلان «وطنهم القومي» الذي وعدهم به «الله» ثم بلفور، فيما العرب منهمكون بنصب الخيام، وإقامة المخيمات لإخوانهم الفلسطينيين، تماماً كما كانوا في عصر البداوة .
بيعت فلسطين فانتشرت مجالس العزاء، وكثر النحيب! وفي خطوة غربية خبيثة وضع الاستعمار يده على عواطفهم وصادرها، ورشاهم بممالكَ وإمارات وجمهوريّات، ورسم خرائطهم فوق رمال متحركة، ونقب أرضهم، واستولى على ما فيها من ثروة، وجعل حصة الملوك والأمراء وراثية إلى أن تقوم الساعة.