روسيا تحذّر الناتو من تكرار المآسي التي حدثت في العراق وليبيا وتتهم أوروبا بحفر الخنادق والتدخّل في شؤونها
قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن «موسكو لن تسمح بعد الآن بتكرار المآسي التي حدثت في العراق وليبيا ودول أخرى، عندما انتهك حلف الناتو حق الإنسان في الحياة».
وقال لافروف في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية البرتغالي: «آمل حقاً أن يتذكر زملاؤنا الغربيون أن هذا (الحق في الحياة) هو أهم شيء لأي شخص، أينما كان، وأينما يعيش».
ونوّه إلى أن «موسكو لن تسمح بعد الآن بتكرار تلك المآسي التي حدثت في العراق وليبيا ويوغوسلافيا سابقاً، عندما قام الناتو بالدوس على هذا الحق بأكثر الطرق فظاظة وغير قانونية».
من جهة ثانية، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن «روسيا ستكون مستعدّة لاستئناف الحوار مع الناتو، لكن لا ينبغي أن يكون الحديث فارغاً».
وقال لافروف: «حسنًا، سنكون مستعدين، بالطبع، لاستئناف الحوار. لكن لا ينبغي أن يكون حديثاً فارغاً، وليس من أجل أعضاء الناتو للتعبير عن كل تلك البيانات أحادية الجانب تماماً في اجتماعات مجلس روسيا والناتو في كل مرة، وهو ما يفعلونه علناً ويتهموننا بكل الخطايا المتعلقة بالأزمة الأوكرانية، لكن نريد من مجلس الناتو وروسيا أن يركز على القضايا الأمنية».
وأضاف وزير الخارجية الروسي أن «موسكو تتوقع رداً على العديد من المقترحات الروسية، التي نظر فيها حلف شمال الأطلسي لأكثر من عام، والتي يمكن أن يساعد اعتمادها بشكل كبير على تهدئة الموقف الذي لا يزال متوتراً».
وتشهد العلاقات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي خلال الآونة الأخيرة، توتراً بسبب زيادة حشود الحلف العسكري بالقرب من الحدود الروسيّة، الأمر الذي تعتبره موسكو خرقاً للوثيقة الأساسية للعلاقات مع الحلف.
كما أدت الخلافات السياسية بشأن أوكرانيا وانضمام شبه جزيرة القرم إلى روسيا، إلى توقف الاجتماعات بين روسيا والحلف بصيغة مجلس «روسيا – الناتو» بشكل شبه تام.
وعلى صعيد العلاقات مع أوروبا، قال وزير خارجية روسيا، إن «أوروبا تتعامل مع بلاده من خلال إنشاء خطوط فاصلة جديدة معها والتدخل في شؤونها الداخلية»، محذّراً من أن «أي خطوات عدائية أوروبية لن تبقى دون رد».
وأشار لافروف في تصريح أدلى به أمس، في ندوة حول العلاقات الروسية الأوروبية: «لا يزال الوضع (في العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي) مقلقاً للغاية. وتشهد قارتنا الأوروبية المشتركة أزمة ثقة غير مسبوقة. وفي أوروبا يجري إنشاء خطوط فاصلة مرة أخرى، وتتحرك شرقاً وتتعمّق مثل الخنادق في الجبهة».
وتابع: «الوقائع الحديثة بالطبع لا تتوافق مع منطق الهيمنة ومحاولات إعادة إنشاء ممرات صحية وستائر حديدية»، مضيفاً أن «هناك كثيرين في أوروبا يدركون النتائج العكسية لمسار المواجهة تجاه بلدنا، ونأمل أن تكون الغلبة للحس السليم في نهاية المطاف، وأن نتمكن من البدء في وضع نموذج جديد متوازن للعلاقات يقوم على مبادئ القانون الدولي».
وأكد لافروف أن «روسيا منفتحة دائماً على مثل هذه المساواة والتعاون الصادق»، محذراً في الوقت نفسه من أن «هذا لا يعني أننا لن نردّ على تلك الخطوات الجديدة غير الودّية، ومحاولات التحدث معنا من موقع القوة والتدخل في الشؤون الداخلية».
وقال: «مثل هذه الخطوات يجري إعدادها، وهم يتحدثون عن ذلك علناً، لكن الردّ سيأتي بالتأكيد».
وكان رئيس البرلمان الأوروبي، دافيد ساسولي، ذكر أن «العلاقات بين موسكو والاتحاد الأوروبي متوترة للغاية»، ودعا إلى «تشديد العقوبات الأوروبية المفروضة على المسؤولين الروس»، مشيراً إلى أنه «بين القضايا العالقة في العلاقات الروسية الأوروبية الوضع حول المعارض الروسي، أليكسي نافالني، والنزاع في جنوب شرق أوكرانيا».