رشيد كرامي شهيد الجمهوريّة
مظلوم استشهد الرئيس رشيد كرامي ومظلوم بقي بعد استشهاده، فكل متابع لتاريخ لبنان سيكتشف أن هذه الشخصية الوطنية العربية كانت ولا تزال مثالاً في ممارسة الحكم من موقع رجالات الدولة النادرين، كما كانت ولا تزال مدرسة في النزاهة والتعفف، وفي الترفع عن العصبيّات الطائفيّة والمذهبيّة، ولم ينل الرئيس كرامي رغم كل هذه الخصال العالية القيمة مكانة الزعامة التي أغدق بها على سواه منذ الاستقلال.
استشهد الرئيس رشيد كرامي بقنبلة فخّخت طائرة الجيش اللبناني التي كانت تقله وجرت التحقيقات والمحاكمات وأظهرت القاتل وصدر الحكم بحقه، لكن اللعبة السياسية اللبنانية تكفلت بالعفو عن القاتل وإطلاقه ليعود حراً يقود حزباً سياسياً ويتحدّث عن الترشح لرئاسة الجمهورية، وبقي بين الرؤساء الشهداء مظلوماً في شهادته، وفي مكانته كرئيس حكومة قتل وهو في موقع الرئاسة، بينما شكلت لجان تحقيق ومحاكم دوليّة في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري لم يمانع مَن حملوا إرث الرئيس الحريري وهم يطالبون بحقوق شهادته كرئيس سابق للحكومة، وإعطاء الأولوية لكشف القتلة وملاحقتهم، من وضع أيديهم بأيدي من صدرت الأحكام بحقهم كقتلة لرئيس حكومة هو الرئيس الشهيد رشيد كرامي.
في ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رشيد كرامي تتجدّد معاني مظلوميّته في الضياع الذي يعيشه اللبنانيون وهم بلا حكومة يستذكرون قامات رجال دولة بحجم الرشيد، كما يستذكرون وهم يرون خطاب الفتنة لمن قتلوا الرئيس الشهيد رشيد كرامي ويخشون أن تتجدد المخاطر التي أخذت منهم رجلاً وطنياً عظيماً، فتهدّد وطنهم بالفتنة مرة أخرى.