دبلوماسيّة أميركيّة تزور الحدود التركيّة مع سورية… وعودة المهجّرين إلى قرى اللجاة في ريف السويداء بعد سنوات برعاية روسيّة
«الإدارة الذاتيّة» المدعومة من الاحتلال الأميركيّ تتراجع أمام «المطالب المحقة» لأهالي منبج
تراجعت ما يُسمّى بـ «الإدارة الذاتية» في مدينة منبج عن قانون التجنيد الإجباريّ الذي فرضته قبل يومين، وذلك بعد احتجاجات ومظاهرات ارتقى خلالها شهداء وجرحى.
وفي بيان تلي بعد اجتماع موسّع، ضم قيادات مدنية وعسكرية وشيوخ ووجهاء عشائر، قال ممثل عن المجتمعين إنه «نزولاً عند رغبات ومقترحات الوجهاء، وحرصا على وأد الفتنة وحقن الدماء، تم الاتفاق على:
1 ـ إيقاف العمل في حملة الدفاع الذاتي في منبج وريفها وإحالتها للدراسة والنقاش.
2 ـ إطلاق سراح كافة المعتقلين في الأحداث الأخيرة.
3 ـ تشكيل لجنة للتحقيق في الحيثيات التي تم فيها إطلاق النار ومحاسبة كل من كان متورطاً في ذلك.
وجاء في البيان أن ذلك يأتي «بعد الأحداث المؤسفة التي شهدتها المدينة في اليومين الماضيين وأدت إلى وقوع ضحايا وجرحى بين أهلنا الذين خرجوا مطالبين بمطالب محقة وعادلة»، وأضاف البيان أنه وبناء على ذلك عقد اجتماع موسّع لعشائر مدينة منبج وريفها مع الإدارة المدنية والعسكرية».
وكانت المدينة شهدت مظاهرات احتجاجاً على قانون التجنيد، أدت إلى استشهاد 5 أشخاص وإصابة 13 آخرون بجروح عندما فتحت ميليشيا «قوات سورية الديمقراطية» (قسد)، الثلاثاء، نيران أسلحتها في مدينة منبج (شمال شرقي حلب) باتجاه محتجين على محاولات «قسد» إجبار الشبان في المدينة على الالتحاق بصفوفها.
وأبلغت مصادر محلية، أن «مسلحي قسد أطلقوا الرصاص الحي باتجاه متظاهرين عند دوار الجزيرة وسط منبج ما أدى إلى مقتل 4 أشخاص وإصابة 13 آخرين بجروح بينهم إصابات خطيرة».
وقالت المصادر إن «الاحتجاجات تتواصل بشكل يومي ضد ممارسات قسد القمعية وإجبار الشبان على الانضمام للقتال في صفوفها». وأضافت المصادر أن «قسد فرضت حظر تجول والمدينة مغلقة بشكل كامل».
وتشهد المناطق التي تسيطر عليها قسد المرتبطة بالقوات الأميركيّة شرق الفرات حملات مداهمات واختطاف لتجنيد الشبان.
ونقلت وكالة «سانا» عن مصادر: أن «مجموعة من الأهالي هاجمت مقراً لميليشيا الأسايش عند أطراف قرية الياسطي بريف مدينة منبج، حيث شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من المكان».
وأضافت الوكالة أن «ميليشيا قسد صعّدت خلال الأيام الماضية عمليات المداهمة التي تنفذها في المناطق التي تحتلها في الجزيرة السورية واختطفت العشرات من الشبان في أرياف دير الزور والرقة والحسكة وحلب بهدف تجنيدهم قسراً للقتال في صفوفها».
في سياق أمني آخر، أعلن مسؤولون أميركيون أن مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد ستزور الحدود التركية مع سورية هذا الأسبوع.
وتزور توماس غرينفيلد تركيا منذ أمس وحتى الجمعة وستلتقي بمسؤولين أتراك كبار ومسؤولين في وكالات تابعة للأمم المتحدة وجماعات إغاثة ولاجئين سوريين، حسبما قال مسؤولون كبار في البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة الثلاثاء.
وقال مسؤول أميركي إن توماس غرينفيلد «ستعبر عن الدعم الأميركي القوي لدخول المساعدات الإنسانية إلى سورية والالتزام الأميركي أمام شعب سورية» بحسب تعبيره.
وأضاف: «لا يمكن أن يكون هناك ما هو أكثر إلحاحاً من مواصلة تقديم المساعدات التي تنقذ الأرواح عن طريق الآلية عبر الحدود… لقد أصبح هذا أكثر أهمية وإلحاحاً».
يذكر أن الولايات المتحدة تؤيد تمديد آلية نقل المساعدات إلى سورية عبر الحدود، بينما تعارض تمديدها روسيا والصين، اللتان تدعوان لنقل المساعدات بالتنسيق مع الحكومة السورية.
وينتهي سريان آلية نقل المساعدات عبر حدود سورية في 10 يوليو المقبل. ومن المتوقع أن يناقش مجلس الأمن الدولي تمديدها قبل حلول هذا الموعد.
على صعيد آخر، عادت عشرات العائلات المهجرة من عشائر البدو إلى قرى الشياح، الشومرة، العلالي، المدورة، في منطقة اللجاة الممتدة بين محافظتي درعا والسويداء.
مصدر أمني، إن الجهات المختصة في المحافظة، بالتنسيق مع مركز المصالحة الروسي في المنطقة الجنوبية، أعادت عشرات العائلات التي هجرت من قراها في الريف الغربي للسويداء بمحاذاة اللجاة منذ عدة سنوات، والعمل مستمر لاستكمال عودة باقي المهجرين إلى باقي القرى في أرياف السويداء.
وأوضح المصدر أن الأهالي كانوا نازحين إلى عدة مناطق من ريف درعا الشرقي على مدى السنوات الماضية، وبعد مطالبات عديدة من القوات الروسية الضامنة لاتفاق التسوية في المنطقة الجنوبية، تم العمل على إعادتهم بجهود مشتركة بين الجهات المعنية السورية ومركز المصالحة الروسي في المنطقة الجنوبية.
وأشار المصدر إلى أن أهالي القرى الأربع الذين هجروا من قراهم إلى عدة مناطق في ريف درعا الشرقي، عانوا كثيرا خلال سنوات نزوحهم ليجدوا أنفسهم اليوم وبعد عودتهم أمام وضع أكثر صعوبة، نتيجة الدمار الكبير في المنازل والبنى التحتية الذي خلفته المواجهات مع المجموعات الإرهابية التي كانت تتحصن في تلك القرى.
تحسين الواقع الخدمي لهذه القرى بعد عودة أهلها إليها، هو الأولوية التي تعمل عليها الجهات المختصة مع المحافظة في الوقت الراهن، وبما يمكن هذه العائلات من الاستقرار ومتابعة نشاطاتهم الاقتصادية خاصة في مجال تربية المواشي ودعم الثروة الحيوانية، وفق ما أكد المصدر.