عَربُ الخيانة وعَربُ الأمانة
} يوسف المسمار*
العُـرْبُ نـوعـان: مـقــدامٌ ومُـنـخـَـذلُ
لـنْ يـصلـُحَ الحـالُ إنْ أحـرارُنا غـفـلـوا
فـالجـُبـنُ قـد صـار في الأنـذال بـغـيتهـمْ
لـنْ يقـبلوا العـز لـو بـالأنـجـم اغـتسلوا
أما المـيـامـينُ فـالإنـصـافُ غـايـتـُهـمْ
لـن يرتضوا الـذل لـو مجموعـهم قُـتِـلوا
فـالعـزُ والـذلُ في حـربٍ نـهـايـتـُهـا
الـمـوتُ للـذل والإفــلاسُ والفَشـــَلُ
عُـرْبُ حقاراتٍ قـد باعـوا ضمائرهم
واسـتـبـدلـوا اللهَ بـالأصنامِ وابتهـلـوا
إنـجـيـلـُهم صـارَ تـدجـيـلاً ومـسـخـرةً
قـرآنـُهـم فـاضَ في تـرتـيـلـهِ الـدجـل
مـسيحُهم مـات مصلوباً وما انتفضوا
نـبـيـُّهم مات مسـموماً ولم يسَلوا
عُرْبُ الصهايين والأمريك قـد نـهـلوا
بولَ الطواغيتِ واختالوا بما نهـلـوا
عُرْب المواخير لن تجدي معونـتهـم
مـا نـاشــد الـنـذل الا أحــمــقٌ خـبـلُ
عُرْبُ الدعارات ما كانوا سوى دُمَـلٍ
هيهـات هيهـات تُـنجي الأمة الـدُمَـلُ
عُـرْب الـنجـاسات لا خيـرٌ بـهـم أبـداً
أعـمـاهـمُ الـذل والبهـتـان والـزغــلُ
لـو كـان فـيهـم وفي أفـعـالـهـم أمــلٌ
ما استسهلوا الظلم في الأرحام أو وغلوا
لـكـن فــيـهـم مـن الآبــــاء أدنســه
والعـهـرُ فـيـهـم من الأمات منـتـقــل
عُـرْبُ الخـيـانـات حـكـامٌ ضمائـرهـم
غـيـر الخيـانات لا تـهـوى وتـقـتبـلُ
عُـرْبُ الأكـاذيـب كُـتَّـاب قـد انشغـلوا
بالغـش والـزور حـتى بالـزنى ثملوا
عُــرْب الضــلالات أبــواقٌ منافـقـةٌ
وعـندهـم صار نهـجُ العـز يـبـتـذلُ
عُـرْبُ الـدناسات رجـسٌ نـتـنه قـذرٌ
لا يعرف الطهر من بالرجس يغـتسلُ
عُرُبُ السـفـالات عُـبَّـادٌ مـذاهـبُهم
ما سنّها اللهُ بـل أوحى بهـا هُبَـلُ
عُـرْبُ الجبانات عُـربٌ ما بهـم أمـلٌ
إلاَّ الى الـذلِّ ما صَـلّـوا ولا ابتهـلـوا
فلنعـرف الحـق إنَّ الحق يُنـقـذنـا
عُربُ الكرامات هـمْ في المحنةِ الأملُ
عُـربُ الكـرامات أحـرارٌ اذا امتحـنوا
في مـوقـف العـز لا جبن ولا خـجـلُ
عُـرب الكـرامات أبطـالٌ عـقيـدتهـم
أن ينقـذوا الحـق ممن ديـنه الـزغـل
عُـربُ البطـولات أطـفـالٌ حجارتهـم
في زحمة الهـول كالأنـوار تـنهـمـلُ
عُـربُ البـطـولات في بغـداد كـوكـبة
ما شابهـا الجبن والإرهـاق والكـلـلُ
عُربُ البطولات في لبنان ما انكفؤوا
عن نصرة الحق ما انهاروا ولا هزلوا
عُـربُ الكرامات في لبنان ما جـبنـوا
أحـرار أحـرار ما زالـوا هـمُ الرُسُلُ
عُـربُ الكـرامات من أبـنـاء أمـتـنـا
بالـروح والـدم ما ضنّـوا وما بخلوا
عُرب الكرامات قد كانوا وما برحوا
للحـق جنداً، لغيـر الحق ما عملوا
عُربُ القداساتِ في الأنجيلِ نلمحهم
غـيـر الهداياتِ للإنسانِ ما حـملوا
عُـربُ الكراماتِ في القرآن نعرفهم
قـد ألهبـوا الكـون إيماناً ولم يـزلـوا
عُـربُ الأماناتِ في تاريخهم شرفٌ
لا يُـذكـرُ العـِـزُ إلاَّ فـيـهـمُ المـَثـَل
ما هـمَّ ما هــمَّ لو أعداؤنـا كثـروا
مـا همَّ مـا هـمَّ لـو أحبابنا قُــتـِلـوا
ما هـمَّ مـا هـمَّ لـو أبنـاؤنـا ذُبـِحوا
ما هـمَّ مـا هـمَّ لـو آبـاؤنـا سُحـِلـوا
بل هـمُّـنا اليوم أن نـُرضي مطامحنا
في وقـفةِ العـز حيثُ النصرُ يُؤتـمَلُ
لـم يـبـق للـذود عـن حــق لـنـا ابـداً
الا الصـراع الـذي بالـنـصر يـتـصـلُ
ما فــاز بالنصـر من بالجبن منجـبـل
بـل فــاز بالنصر في إقـدامـه البـطـلُ
عـروبـةُ الحــقِ أطـفـالٌ حجارتهـمْ
لآلئُ العــزِ فـيـهـا يعـمـرُ الأمــلُ
عـروبـةُ الخيـرِ فـتيـانٌ جماجمهم
كواكبُ المجـدِ فيها حلّـقـوا وعلـوا
عـروبةُ العـدلِ أبطــالٌ عـقيدتهـم
حربٌ على الظلمِ لا خوفٌ ولا دجلُ
يا عُرْبُ يا عـرْبُ ما معنى عروبتكمْ
إنْ حـلَّ فيهـا وفي أبنائها الخـَبَـلُ؟!
يا عُـربُ يا عُـربُ ما معنى ديانتـكم
إنْ أصبح الكفرُ ثوبَ الدين ينتحلُ؟!
يا عُربُ يا عُربُ هل شحّت بصائركم
ورؤية القدسِ ما عادت لها تصلُ؟!
يا عُربُ يا عُربُ هل صُمَّت مسامعكم
عن غـزو بيروت فانهرتم ولم تزلوا؟!
يا عُربُ يا عُرب هل ماتت ضمائركم
فـكنتُمُ السمَّ في بغـداد ينهمـلُ؟!
يا عُـربُ يا عُـربُ هـذي الشامُ ويلكمُ ؟
يا حيـف يا حيـف قـد أعماكمُ الـزغـلُ
هذي هي الشام سوريا التي افتـتحت
للخلـق دربـاً بـربِ الكـونِ يـتـصـلُ
لو أجمع الـناسُ أن يطفـوا مشاعلها
هيهـات هيهـات نــورُ اللهِ ينـمحـلُ
الشامُ فيها ابتـدى التاريخ فافـتهموا
لن يصرعَ الحـقَ بهـتـانٌ ولا هـَبَـلُ
شـرُّ العـروبـة أعـرابٌ بلا شـرفٍ
إلاَّ الى الذلِّ ما هاجوا ولا احتفـلوا
قـد مَسَّخَ الـذلُ دنياهـمْ وما شعروا
لا يُـذكــرُ الـذُلُّ إلاّ فـيـهـمُ المَـثَــلُ
ذلُّ العروبةِ أن يمشي بها هـَمَجٌ
الا الخيانات ما اعتادوا ولا حملوا
عُروبةُ الذلِ لن نرضى بها أبدا
مـا دامَ للعـزِّ أنفـاسٌ لـنا تـصـلُ
عروبـةُ العــزِّ أجـيالٌ مزوبـعـةٌ
بالنـار والنـورِ حتى تـرتقي المُـثُـلُ
لبيـكِ يا شـامُ أنتِ النـورُ في زمن
بفكرِ صهيون هـامَ الناسُ وانخبلـوا
إلاًّ مدى الخيـرِ لن نـرضى لأمتـنا
مهما طغى الشرُ وانهارت بنا السُبُلُ
فـنحـنُ كالشـمسِ أعـلـنـا حـقيقـتـنا
ليشـهـدَ الكـونُ حـقـاً ليـسَ ينخـذلُ
نعـاهــدُ الحـقَ أن تـبـقى إرادتـنــا
لنصرة الحـق لن ينـتـابـهـا الكسلُ
فـنهضة العـز في وجـدانـنا اشتعلتْ
وسوف تمتـدُ في الأجـيالِ تشتـعـلُ
يا ســـوريـا المجـد لبـيـكِ بأفـئـدةٍ
إلا بهــا المجـدُ لا يُـبنى ويـكـتـمـلُ
فـنحنُ من صـاغَ للإنسـان قـدسـيـةً
ونحنُ من نحنُ. نحنُ البـدءُ والأزلُ
لن يُنطفي النـورُ ما دامـت حضارتـنا
سـوريـة الأصـلِ منهـا ينبـعُ الأمـلُ
أســافـلُ العُــرْبِ أنــذالٌ هـوايـتـهــمْ
الحـقـدُ والجُـبْـنُ والبغـضاءُ والدَجـلُ
أكـارمُ الـعُـرْبِ أبطــالٌ مَـطـامحـُهـم
الحَـقُّ والعَـدلُ والأخــلاقُ والـمُـثُـلُ
هيهـات هيهـات غيـر العـزِّ نـقـبـلـه
ما دام فـيـنـا دمـاءُ الحـق تشتـغـل
*مدير إعلام عصبة الأدب العربيّ المهجريّ في البرازيل.