في ذكرى رحيل الإمام الخميني
– لا يملك أية داعية للتحرر إلا أن يشهد للقيادة الاستثنائية للإمام الخميني في صناعة ثورة فذة حرّرت الشعب الإيراني من نير نظام الشاه، الذي شكل قاعدة للسيطرة الغربية على المنطقة ولعب دور الشرطيّ في مواجهة حركات التحرر التي شهدها الخليج، وبقي يمثل السند الاقتصادي والاستخباري والعسكري لكيان الاحتلال، وجاءت الثورة التي خطط لها وقادها الإمام الخميني لتشكل حدثاً دولياً استثنائياً بالاستناد إلى الاحتجاجات الشعبية المليونية التي بذلت الدماء بسخاء حتى نجحت بتفكيك الجيش وأجهزة الأمن وشلّ فاعليتها ممهدة الطريق لعودة الإمام الخميني الى طهران وإعلان انتصار الثورة.
– لا يملك بالتوازي كل مقاوم لكيان الاحتلال إلا أن يشهد للموقع الخاص الذي منحه الإمام الخميني في مشروعه لفلسطين والقدس، ووهبهما صدقه وإخلاصه وواظبت القيادة الإيرانية من بعده وعلى رأسها الإمام الخامنئي بمتابعة طريقه، الذي بدأ بإعلان الوعد، اليوم إيران وغداً فلسطين، وتلاه بإعلان يوم عالمي للقدس في آخر جمعة من شهر رمضان سرعان ما تحوّل إلى يوم تحتشد فيه الملايين تحيي مكانة القدس في الذاكرة، وصولاً الى دعم مفتوح لحركات المقاومة في المنطقة بعيداً عن أي اعتبار فئوي او عقائدي او ديني او مذهبي فلقي كل من يقاتل كيان الاحتلال دعمَ إيران بلا شروط، وشكل فيلق القدس الذي قاده واستشهد في ميادينه الجنرال قاسم سليماني كنصير بلا حدود لكل حركات المقاومة ومؤسس لمحورها، وجاءت انتصارات فلسطين الأخيرة ووصول صواريخ غزة الى تل أبيب لتقول إن ما تهربت منه انظمة عربية عديدة بداعي استحالة هزيمة الكيان كذّبه واسقطه الدعم الإيراني محوّلاً الهرولة الى التطبيع خيانة وعمالة، بعدما كانت ذريعتها الضعف أو العجز، لتثبت ثورة الإمام الخميني العكس تماماً، أن انتصار فلسطين حتمي وليس ممكناً فقط، وها هو الكيان يتربك ويهتز ويقع في العجز أمام تنامي وصعود محور المقاومة.
– لا يملك أي مراقب للمشهد الدولي إلا أن يعترف بأنه لولا وجود إيران المنتصرة بثورة الإمام الخميني لتحول انهيار الاتحاد السوفياتي الى مناسبة لتكريس أحادية دولية بقيادة واشنطن، فالدعم الإيراني لحركات المقاومة في العراق وأفغانستان هو الذي أحبط مشروع الهيمنة، والموقف الإيراني الداعم لسورية في مواجهة حرب الإخضاع الأميركي من بعدها، هي العناصر التي استندت اليها روسيا للتموضع العسكري في سورية، وللنهوض في استعادة الدور الدولي، والسعي لعالم متعدّد الأقطاب بالشراكة مع الصين ودول البريكس.
– في ذكرى رحيل الإمام الخميني، مناسبة لشهادة على عظمة الدور والموقف، وعرفان بالمكانة التي أسس لها في رسم معادلات جديدة في العالم والمنطقة، وفي طليعتها توازنات جديدة بوجه الهيمنة الأميركية وكيان الاحتلال، حتى بات شعار القدس أقرب واقعياً في ظل هذا التأسيس.
التعليق السياسي