القوات الأميركيّة «قلقة» من استخدام المقاومة العراقيّة للطائرات المسيّرة.. الكشف عن تفاصيل استعراض الحشد الشعبيّ المرتقب
بغداد تعلن عن اتفاق قريب مع تركيا لضمان حقوق العراق المائيّة
قال المتحدث باسم وزارة الموارد المائية العراقية، المهندس علي راضي، إن بلاده اقتربت من التوقيع مع تركيا على اتفاق يضمن حقوق العراق المائية التي تضررت بفعل بناء سدود جديدة في تركيا.
وأوضح المتحدّث في مقابلة مع «الشرق»، أن منسوب تدفق المياه إلى نهري دجلة والفرات تراجع بين نهاية أبريل/نيسان وبداية يونيو/حزيران بنسبة 50 %، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، بسبب التغير المناخي وقلة الأمطار، إضافة إلى «عوامل فنية أخرى»، من ضمنها توسّع مشاريع بناء السدود في بلدان المنبع، تركيا وإيران، من دون اتفاق مسبق مع العراق على تشغيلها.
وقال راضي إن «المفاوضات في مراحلها النهائية ونأمل توقيع الاتفاق النهائي في الفترة القريبة»، مشدداً على أن العراق يركز فيها على حقوقه التاريخيّة، التي تأثرت بتوسع تركيا في إنشاء السدود ومشاريع السقي.
وكشف أن وزير الموارد المائية العراقي مهدي الحمداني «سيزور إيران في الأيام القليلة المقبلة (باعتبارها من دول المنبع) لمناقشة حقوق المياه العراقية، وتقاسم الضرر في فترات الجفاف».
وكانت وزارة الموارد المائية العراقية حذرت، في مارس/آذار الماضي، من نقص المياه الواردة إليه بمقدار 11 مليار متر مكعب بحلول 2035، إذا لم يتم التوصل لاتفاق مع تركيا وسورية وإيران بشأن قواعد ملء السدود.
وكان الرئيس العراقي برهم صالح أوضح، السبت، أن ملف المياه يستوجب حواراً صريحاً بين العراق وتركيا وإيران وسورية، وذلك في وقت يتراجع فيه منسوب المياه في نهري دجلة والفرات بسبب بناء سدود في كل من تركيا وإيران.
وقال صالح في كلمة بمناسبة اليوم العالمي للبيئة ونقلها مكتبه الإعلامي: «بناء السدود على دجلة والفرات أدى لنقص متزايد في المياه بات يهدد إنتاجنا الزراعي وتوفير مياه الشرب، وقد يواجه البلد عجزاً يصل إلى 10.8 مليار متر مكعب من المياه سنويًا بحلول عام 2035».
على صعيد آخر، أعرب قائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال كينيث ماكنزي، عن «قلقه» من لجوء ما أسماها بـ «جماعات مسلحة» إلى استخدام الطائرات المسيّرة الصغيرة في هجمات ضد قواعد عسكرية بالعراق.
وقال في تصريحات لمجموعة صحافيين عبر الهاتف، يوم الاثنين، إن «هجمات الجماعات المسلحة تهدف إلى الضغط على القوات الأميركية وإخراجها من البلاد، لكن قواتنا ستتخذ الإجراءات اللازمة للدفاع عن نفسها». وأضاف، أن «القوات الأميركية موجودة في العراق بدعوة من الحكومة العراقية».
وتتعرّض القواعد العسكرية التي تتواجد فيها قوات أميركية أو قوات التحالف الدولي في العراق، إلى استهداف مستمر بالصواريخ، وفي الأسابيع الأخيرة لجأت «الجماعات المسلحة» إلى استخدام الطائرات المسيرة.
وأعلنت خلية الإعلام الأمني في العراق، الأحد الماضي، إسقاط طائرتين مسيرتين حاولتا استهداف قاعدة «عين الأسد» التي تتمركز فيها قوات أميركية.
إلى ذلك، كشف مصدر عراقي، أمس، عن تفاصيل الاستعراض المرتقب لقوات الحشد الشعبي في العراق، بمناسبة الذكرى السنوية السابعة على تأسيسه.
ومن المتوقع أن يدخل الحشد بقوة في الاستعراض المقبل وفقاً للمصدر، في محاولة منه لإرسال رسائل وإثبات قوته على الأرض.
وقال المصدر، إن «الحشد سيقيم حفلاً رسمياً في الثالث عشر من الشهر الحالي بحضور القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي، وهو يوم ذكرى إصدار فتوى الجهاد الكفائي من قبل المرجع الديني الأعلى علي السيستاني التي تشكل على إثرها الحشد».
وأضاف، أن «الاستعراض سيكون نهاية الشهر الحالي، ولن تحضره أطراف أو مؤسسات غير الحشد، حيث سيذهب من بغداد إلى محافظة ديالى شرقي البلاد لتقديم أعداد قواته، وآلياته، ومعداته، وأسلحته الجديدة، في معسكر أشرف».
ومعسكر أشرف، هو مخيم كانت تقيم فيه جماعة «مجاهدي خلق» الإيرانية المعارضة منذ ثمانينيات القرن الماضي بدعم من نظام صدام حسين، قبل أن يغادره آخر فرد في عام 2013.
وأشار المصدر، إلى أن «أكثر من 20 ألف مقاتل سيشتركون في استعراض الحشد، بالإضافة إلى آليات مدرعة جديدة أضيفت إلى آلياته، وطائرات مسيرة».
وفي الأيام الأخيرة، دخل الحشد الشعبي في توتر مع الحكومة العراقية برئاسة مصطفى الكاظمي، على خلفية اعتقال القيادي فيه قاسم مصلح.
يذكر أن الحشد الشعبي تأسس في يونيو 2014 بعد سيطرة تنظيم «داعش» على مدينة الموصل مركز محافظة نينوى، ولعب (الحشد) دوراً كبيراً في مساعدة القوات العراقية النظامية في عمليات التحرير، قبل أن يتحول إلى هيئة لديها قانون مصوَّت عليه في مجلس النواب.