بدأت بتزويد نظام بن سلمان وأنظمة خليجيّة أخرى بتقنياتها بعد اغتيال خاشقجي
«قوادريم»: شركة سايبر هجوميّ صهيونيّة تبيع منتجاتها للسعودية
قدّمت شركة «قوادريم» (Quadream) الصهيونية، ومقرها في مدينة «رمات غان»، خدمات سايبر هجومية للنظام السعودي، وهي واحدة من شركات السايبر الهجومية الصهيونية التي تعاقد معها النظام السعودي، وفق ما افادت صحيفة «ذي ماركر»، أمس.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الشركة متخصصة في تكنولوجيا تسمح باختراق الهواتف النقالة، واستخراج معلومات منها وتشغيل الهاتف عن بعد كوسيلة تجسس على حامله. «وهذه خدمة من النوع الذي تبدو فيه «إسرائيل» حصلت على بطولة العالم في تصديره، وليس دائماً إلى أنظمة ديمقراطية»، وفقاً للصحيفة.
ونقلت الصحيفة عن مصدر قوله إنه «بين زبائن قوادريم أجهزة إنفاذ القانون وحكومات في دول شرعيّة عدة في الغرب، ولكن هناك آخرين».
وأسس ثلاثة صهاينة شركة «قوادريم»، في العام 2016، وهم غاي غيفاع ونيمرود رينسكي وإيلان دبلستين، والأخير كان ضابطاً في شعبة الاستخبارات العسكرية الصهيونية. ويتولى آفي رابينوفيتش منصب مدير عام الشركة.
وسوّقت «قوادريم» منتجاتها، حتى الآونة الأخيرة على الاقل، بواسطة شركة قبرصية باسم «إن – ريتش» (InReach)، المسجلة كأحد مالكي الشركة. وتستعرض «قوادريم» لزبائنها أداة الاختراق، الفيروس، بأنه تابع لـ»إن – ريتش» وتطلق عليها تسمية Reign، أي «التحكم»، وهي قادرة على اختراق أجهزة آيفون من دون حاجة إلى استخدام حامل الجهاز لرابط، بينما يحتاج حامل جهاز أندرويد إلى الضغط مرة واحدة على رابط يرسل إلى هاتفه.
وحسب المعلومات التي تزودها «قوادريم» لزبائنها، فإنه بالإمكان استخراج أي معلومات بالإمكان تخيلها من الهاتف، وحتى معلومات لم تعد موجودة فيه، مثل سرقة أي نوع من الوثائق أو معلومات من الهاتف، وبينها صور، مقاطع فيديو، رسائل إلكترونية، رسائل واتسآب أو تيليغرام وما إلى ذلك، إضافة إلى تشغيل الكاميرا والميكروفون و GPS من أجل التجسس على حامل الهاتف.
ويهدف استخدام الشركة القبرصية إلى الالتفاف على إشراف وزارة الأمن الصهونية على الصادرات الأمنية، إذ أن شركة قبرصية لا تخضع لإشراف كهذا وليست ملزمة بأن تسجل في وزارة الأمن كمصدرة منتجات أمنية.
وأضافت الصحيفة أن «قوادريم» زودت خدماتها للحكومة السعودية منذ العام 2019، «وتكنولوجيتها معروفة لجهات أمنية تعتبر موالية لولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، الذي تحول إلى الشخصية الأكثر تأثيراً في المملكة في السنوات الأخيرة، والمعروف عنه أنه لا يوفر أي وسيلة من أجل ترسيخ مكانته في المملكة».
ففي العام 2017، تم احتجاز المئات من العائلة المالكة بأمر من سلمان، وفي العام نفسه احتجز وعذّب مئات المعارضين السياسيين له، وارتبط اسمه بشكل وثيق بإصداره الأمر باغتيال الصحافي السعودي المعارض، جمال خاشقجي، في القنصلية السعودية في إسطنبول، وتقطيع جثته وإخفائها.
ويذكر أنه في أعقاب اغتيال خاشقجي، اتجهت الأنظار إلى شركة السايبر الهجومية الصهيونية NSO، التي وفرت خدمات لنظام بن سلمان، ولأنظمة خليجية أخرى. ونفت الشركة استخدام منتجاتها في اغتيال خاشقجي. ولفتت الصحيفة إلى أن «قوادريم» بدأت بتزويد نظام بن سلمان بتقنياتها بعد اغتيال خاشقجي. لكن اسمها ارتبط ببن سلمان في الوقت الذي أصبح فيه العالم كله يعلم بممارساته.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة عن قرب على الوسائل التي تستخدمها «قوادريم»، قولها إن هذه الشركة لا تستخدم نظاما مشابها لـNSO. «وهذا الفرق من شأنه أن يفسر سبب شراء حكومة السعودية خدمات شركتي السايبر، اللتين تبدوان كمن تستخدمان منتجا مشابها».
وبحسب الصحيفة، فإن تقديراً آخر حول حاجة السعودية إلى استخدام خدمات «قوادريم» هو أن أسعار منتجاتها أرخص قياساً بخدمات NSO، كما أنه توجد فروق معينة بين منتجات الشركتين.