علاء الدين الزطمة: نتحدّى الحصار والعدوان بالاستمرار في إقامة دورات الترجمة والتدريس والدبلجة والتحرير وهذا شكل من أشكال مقاومة الاحتلال
} رمزا صادق
قطاع غزة محاصر من قبل العدو الصهيوني ونسبة البطالة فيه – حسب إحصائية الأونروا – وصلت إلى أكثر من 60%، ناهيك عن المعاناة وسوء الخدمات نتيجة الحصار والعدوان.
علاء الدين الزطمة، محاضر ومدرّب من القطاع، يتحدث عن التحديات التي تواجه عمل المدرسين والمدربين والمترجمين فيقول: «نكابد كثيراً لتوفير الكهرباء في فترة الانقطاع لإكمال أعمالنا، أما خدمة الإنترنت فهي ضعيفة بسبب الضغط الشديد وتصدّع البنية التحتية التي تتسبب بأعطال في خطوط الانترنت».
ويضيف: «خلال عملي مع اتحاد المترجمين في لبنان، وفي خلال دورة تقنيات الترجمة انقطعت عن الطلاب مدة أسبوعين كاملين بسبب قصف الاحتلال محطات الكهرباء والانترنت. لقد وجدت نفسي معزولاً عن العالم الخارجي بلحظة واحدة. لكن بالصبر والجلد تمكنت من تخطي العقبات وتذليل الصعاب لاستكمال مسيرتي المهنية في مجال عملي كمدرب لدورات العمل الحر والتقنيات والتي لا غنى لأي مترجم في عالمنا العربي عنها، لكونها تفتح فرصاً كبيرة جداً في مجالات متنوعة لا تقل عن 15 مجال عمل من خلال دورتين تدريبيتين خلال شهرين مكثفين. لقد تابعت الدورات بعناية وجهد مكثفين لتكون الأولى من نوعها في العالم العربي إذ إنها تشمل كل حاجات سوق العمل الحقيقية والمطلوبة وذلك بهدف فتح آفاق جديدة لكل متخرج ومتخرجة للاندماج في سوق العمل، بتخصصه، الترجمة، التدريس، الدبلجة، التعليق الصوتي، الكتابة، التحرير، التدقيق، الترجمة الشفوية، وغيرها من المجالات التي يستطيع أي شخص خلال تدريب مكثّف في دوراتنا أن يمتلك مهارات القرن الحادي والعشرين والتي هي محل اهتمام كل شركات العمل والترجمة في العالمين العربي والغربي. فسوق العمل بالنسبة لنا، لا تنحصر في بلدنا فقط، بل في أي مكان من العالم، بحيث تتوفر لكل الأشخاص فرص الاحترافية العالية من خلال تدريب مكثف وعالي الجودة وفرص تسويق خدماتهم والعمل عن بُعد مع هذه الشركات من خلال عقود عمل قصيرة وطويلة الأمد والعمل مع الزبائن بالقطعة. فهذا مجال كبير جداً ويتسع للجميع».
وأردف الزطمة: قمت بتخريج ما لا يقلّ عن 4500 شخص في دورات تدريبية متتالية ودرّست موادها في الجامعة الإسلامية والتي قامت بتوفير فرص عمل لكل شخص التحق بها في المجالات التي ذكرت آنفاً. وإنني فخور بما يحققه الطلاب خلال فترة التدريب المكثف والإنجازات والأرباح التي يحققونها والتي تعزز ثقتهم بأنفسهم وبقدرتهم على فتح مجالات عمل جديدة».
يقول الزطمة: «لكوني فلسطينياً ومن قطاع غزة، أشعر بالفخر أننا نصنع نجاحاتنا من الصخر، ونذلل الصعاب، وهذا الأمر يجعل معظم من تعاملوا معنا يقدروا إنجازنا رغم الصعاب التي واجهـــتنا لا سيــما مشكلة الكهرباء والإنترنت وهــما عصــب عملنا في مجال العمل الأونلاين ناهيك عن الظروف الاقتصادية الصعبة. ولتذليل الصعاب، حرصنا على توفير انترنت تجاري وعلى استخــدام الطــاقة البــديلة الشمسية والبطاريات وشــبكات مولــدات الكهرباء الخارجية، مع العلم أنها تكلف الكثير لكننا نعلم أن ضريبة النجاح غالية ونحنا مستعدون لدفعها. وقد أثبتنا أننا قادرون على اختراق حدود الحصار الجغرافي لننطلق دولياً ونحن في بيوتنا لنبني اقتصادنا في مجالات الترجمة، والبرمجة والتصميم وغيرها من المجالات.
وختم قائلاً: «ما نقوم به شكل من أشكال مقاومة الاحتلال، فنحن نساهم في توفــير فرص عـــمل مؤقتــة دائمــة تخفف من نسبة البطالة وتؤمن حياة كريمة نسبياً، وهذا فعل مقاومة بمواجهة الاحتلال الذي يمارس العدوان الحصار على أبناء شعبنا في غزة وكل فلسطين».