المقاومة الفلسطينيّة تعلّق على الاشتباكات.. وتخوّف صهيوني على التنسيق الأمني.. كيف تابع الإعلام العدو ما حدث في جنين؟
حماس: الاحتلال ومستوطنوه سيدفعون ثمن جرائمهم
زفّت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) شهداء شعبنا الأبطال الذين ارتقوا في اشتباكات مدينة جنين البطولية الليلة قبل الماضية، والتي جاءت رداً على عدوان الاحتلال على المدينة واقتحام وحداته الخاصة في جنح الظلام.
وتوجّهت حركة «حماس» في تصريح صحافي، بالتحية لأبناء الأجهزة الأمنية الذين وقفوا جنباً إلى جنب مع المقاومين وتصدوا لعدوان الاحتلال، موضحة أن «هذا الدور هو الذي تنتظره جماهير شعبنا من أبناء الأجهزة الأمنية في مواجهة الاحتلال ومقارعته».
وأكدت أن الاحتلال وقطعان المستوطنين سيدفعون ثمن جرائمهم المتواصلة، مبينة أن «هذه الاستباحة الشاملة التي يمارسها الاحتلال بالاقتحام والاعتقال وترويع الآمنين وإطلاق العنان لقطعان المستوطنين لسرقة الأرض، تتطلب إطلاق المقاومة الشاملة التي تنجز مشروع التحرر الوطني وتطرد الاحتلال من أرضنا».
وتقدّمت الحركة، بالتهنئة من عائلات الشهداء الأبطال في جنين ونابلس، «فهم مشاعل على طريق الحرية، ودماؤهم الزكية ستظل وقوداً لثورة شعبنا التي ستحرر الأرض.
هذا، ونعت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين الشهداء الثلاثة الذين ارتقوا فجر الخميس، خلال «تصديهم البطولي» لقوّةٍ إسرائيلية خاصّة اقتحمت مدينة جنين المحتلة، مشدّدة على أنّ دماء الشهداء «لم ولن تذهب هباءً، وستعبّد لنا حتمًا طريق التحرير والعودة».
واعتبرت الجبهة أنّ «التصدي البطولي لأفراد الأجهزة الأمنية للقوّة الإسرائيلية الخاصة يؤكّد أنّ ثقافة المقاومة والاستشهاد متأصلة في وجدان أبناء شعبنا، وأنّ الدفاع عن الوطن وشعبنا هي السمة الطبيعيّة والنهج الذي يجب أن يحكم أداء أفراد الأجهزة الأمنيّة»، مشيرة إلى مئات الشهداء من الأجهزة الأمنيّة الذين استشهدوا في معارك الدفاع عن الوطن، وعلى رأسهم الشهيد القائد يوسف ريحان «أبو جندل» في معركة جنين.
كما نعت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الشهداء الأبطال، أثناء التصدّي لقوات الاحتلال التي حاولت اقتحام مدينة جنين، مؤكدة أن «دماءهم لن تذهب هدرًا».
وقالت حركة الجهاد إن «نهج المقاومة هو النهج الأصيل لشعبنا والتعبير الطبيعي عن واقعنا وحالنا في ظل الاحتلال»، داعية جماهير شعبنا في كل مكان إلى احتضان المقاومة والالتفاف حولها.
وعلّق عضو المجلس الثوري والناطق بإسم حركة فتح إياد نصر، على الاشتباكات المسلحة في جنين، بين جهاز الاستخبارات العسكرية الفلسطيني وقوات الاحتلال الإسرائيلي، والتي أدت إلى ارتقاء شهيدين من جهاز الاستخبارات العسكرية.
وقال نصر في تصريح صحافي: «نتنياهو يريد أن يغرق الأراضي الفلسطينية بالدم قبل أن يرحل ويعتقد أن القوة العسكرية الغاشمة قد تستطيع كسر إرادة شعبنا وأجهزته الأمنية، فكان لأبطالنا بالاجهزة الامنية الرد المناسب، حيث ارتقى منهم بطلان شهيدين إلى جوار ربهم على طريق العز والفخار الفلسطيني».
وأثارت الأحداث التي شهدتها مدينة جنين فجر الخميس، اهتماماً كبيراً في وسائل الإعلام الصهيونية لاسيما أنها أدت إلى استشهاد ثلاثة فلسطينيين من بينهم اثنان تابعان لجهاز الاستخبارات الفلسطينية جراء اشتباك مسلح.
ووفق الإعلام العبري، فإن «إسرائيل» تخشى من التداعيات السلبية لهذا الحدث، وإمكانية اشتعال مواجهات في مدن الضفة، لافتاً إلى وجود تخوفات من تأثير هذا الحدث على التنسيق الأمني.
المختص بالشأن العربي في القناة 12 العبرية «أوهاد حمو» عبر عن تمنياته أن «يفهم الطرف الآخر في السلطة الفلسطينية أن ما حدث هو خطأ عابر غير مقصود وأن الوحدة المختارة دخلت في اشتباك مسلح مع نشطاء الجهاد الإسلامي قرب مقر الاستخبارات».
وأضاف أن «العلاقة بين الجيش وأجهزة الأمن الفلسطينية تعتمد على التنسيق الأمني الذي يمثل حجر الأساس في العلاقة بين «إسرائيل» والسلطة الفلسطينية وهو الضمان لبقاء حالة الأمن والهدوء التي نتمتع بها منذ سنوات».
وتابع : «كلي أمل أن يتواصل التنسيق الأمني وألا يفسر الطرف الفلسطيني أن ما حدث هو تغيير للسياسة الإسرائيلية تجاه السلطة الفلسطينية».
وفي السياق ذاته، عبر المحلل العسكري في صحيفة «معاريف» تال لف رام عن أسفه لمقتل ضباط من الاستخبارات الفلسطينية، معتبراً إياه «حدث معقد سيؤدي إلى حالة غضب في مدن الضفة». كما زعم أن جيش الاحتلال سيجري تحقيقاً لمعرفة التفاصيل واستخلاص العبر.
وبحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت»، فقد استشهد فلسطينيان من أفراد قوات الأمن الفلسطينية الليلة في تبادل لإطلاق النار مع قوات الجيش في مدينة جنين مع دخول القوات المدينة لتنفيذ اعتقالات، لافتة إلى أنه لم تقع إصابات في صفوف الجيش.
ونقلت قناة «كان» العبرية عن مسؤولين أمنيين قولهم حول ما حدث في جنين «أطلقت أعيرة نارية من الجانب الفلسطيني ما خلق وضعاً كانت فيه قوات اليمام الخاصة في خطر كبير ولذلك ردوا بإطلاق النار حسب التعليمات»، وفق زعمهم.
واستشهد فجر الخميس، الملازم أدهم ياسر توفيق عليوي (23 عاماً)، والنقيب تيسير محمود عثمان عيسة (33 عاماً) من جهاز الاستخبارات العسكرية، والأسير المحرر جميل محمود العموري من مخيم جنين، في اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال التي حاولت اقتحام المدينة وتنفيذ حملة اعتقالات.