منتدى العدالة لفلسطين ورشة عمل لا مهرجان خطابي
} معن بشور
كان من المنتظر أن تنعقد الدورة الخامسة للمنتدى العربي الدولي من أجل العدالة لفلسطين قبل أكثر من عام في العاصمة التونسية بمبادرة مشتركة بين الاتحاد التونسي العام للشغل والمركز العربي الدولي للتواصل والتضامن، برئاسة وزير العدل الأميركي الأسبق، أيقونة العدالة الإنسانية، رامزي كلارك، غير أنّ جائحة كورونا اللعينة حالت دون انعقاده في موعده…
إلاّ أن الملحمة الفلسطينية التي شهدها العالم مؤخراً، والتي تكاملت فيها المقاومة الشعبية مع المقاومة المسلحة، وتوحّدت فيها كلّ فلسطين التاريخية والجغرافية والفصائلية، والتجاوب الشعبي العربي والإسلامي والدولي المذهل معها، دفع العديد من أعضاء المنتدى إلى المطالبة بعقد دورة استثنائية – ولو عبر تقنية الزووم – للبحث في سبل دعم الشعب الفلسطيني في صموده ومقاومته ومعركته التي يبدو أنها مستمرة حتى يتحقق للفلسطينيين بعض أهدافهم في تحرير الأرض المحتلة وصون القدس ومقدساتها، وتفكيك الاستيطان.
وكان الإصرار من الجميع أن تكون هذه الدورة بمثابة «ورشة عمل» أكثر منها مهرجاناً خطابياً، لا سيّما أنّ ساحات كلّ العواصم والمدن العربية والعالمية وشوارعها تحوّلت على مدى أسابيع إلى منابر يعلن فيها شرفاء الأمّة وأحرار العالم مواقفهم المساندة لبطولات الفلسطينيين وتضحياتهم، ومندّدة بجرائم الصهاينة ووحشيتهم…
في هذا الإطار تلاقت لجنتان تحضيريتان، إحداهما عربية تضمّ ممثلي المؤتمرات والاتحادات والمؤسسات والهيئات الشعبية العربية وحركات المقاومة الفلسطينية واللبنانية. والثانية دولية تضمّ شخصيات مميّزة من كلّ القارات، وجرى الاتفاق على برنامج يتناول الجوانب المتعددة من سبل الدعم، السياسي والاقتصادي والقانوني والحقوقي والثقافي والإعلامي والإغاثي والإعماري والتربوي والنفسي، يعدّ لها مختصون مشهود لهم أوراق عمل تكون موضع نقاش في عدّة جلسات، ثم تعقد جلسة ختامية بعنوان: «ما العمل» يشارك فيها أعضاء اللجنة التحضيرية الممثلين لأوسع التيارات والمشارب الفكرية والسياسية والجهوية..
وكان الاتفاق أيضاً، أن يصدر عن دورة الراحل رامزي كلارك الرئيس الفخري للمنتدى كرمز أممي، والمجاهد الراحل أحد مؤسّسي المنتدى سي لخضر بورقعة كرمز مقاوم عربي من الجزائر، «إعلان تونس من أجل العدالة لفلسطين» يتضمّن عملياً كلّ الجوانب التي تناولها نقاش المشاركين العرب والدوليين، مع اقتراح آليات عملية للتنفيذ تسعى إلى استيعاب أوسع عدد من المشاركين والهيئات العربية والدولية المناصرة لفلسطين والمقاومة مع القوى والهيئات الفلسطينية المعنية…
الندوة التي يُنتظر أن يشارك فيها المئات من كلّ أرجاء الوطن العربي، ومن كلّ أنحاء العالم، وسيتابعها الآلاف عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تسعى لوضع برنامج عمل تضعه بتصرف أهل الفعل والتأثير في مختلف المجالات لكي لا تذهب الإيجابيات الكبرى التي رافقت الملحمة الفلسطينية هباء منثوراً. فمن الأخطاء الشائعة في بلادنا هو موسمية التحركات لا استمراريتها…