لن نهزم
كيف يُدمَّرُ بلدٌ يأبى آباؤهُ إلّا أنْ يقفوا أمامَ أبواب مدارسهِ لعدّةِ ساعاتٍ بانتظارِ خروجِ أبنائهم من الامتحانِ؟!
كيف يُدمَّرُ بلدٌ وأطفاله الذين لم يتجاوزوا الخامسة عشرة من عمرهم يذرفونَ الدّموعَ لأنّهم لم يتذكّروا جوابَ أحد الأسئلةِ والذي يتعلّقُ بحدثٍ جرى من ألفي عام ولا أحد يعرفُ مدى صحّة ذاك الحَدث؟!
كيف يُدمّرُ بلدٌ اقتطعَ آباؤهُ من لحمِ أجسادهم
فقط لتأمينِ مستلزمات أبنائهم الدّراسيّةِ؟!
كيف يُدمّرُ بلدٌ يضعُ فيه أحد الطّلابِ السمّاعةَ بأذنَيه ويرفعُ صوتَ الموسيقى لتطغى على أصواتِ القهر والتّعبِ بينما هو يدرس؟!
كيف يُدمّرُ بلدٌ لا يهتمّ فيه الطّفل بالبردِ القارسِ في الشّتاءِ.
ولا يرى سوى النّور في ظلّ انقطاعِ الكهرباءِ!
ولا يفرحُ ذلك الطّفلُ ببعضِ الحلويات أو بهديّةٍ باهظة الثّمن ولكن…
تلمعُ عيناهُ ويطيرُ فرحاً لأنّهُ نالَ علامةً مشرِّفةً في صفّه؟!
أقبّلُ جبينَ كلّ أبٍ وأمٍّ
أقبّل يديّ كلَّ طالبِ علمٍ في هذا العالم وأخصُّ بالذّكر طلّاب سورية في هذا اليوم (أوّل أيّام امتحانات الشّهادة الإعداديّة)
إنْ استطعتمْ تدميرَ الحجرِ فلن تفلحوا في تدميرِ أرواحنا التي فُطِرت أصلاً على الألمِ والفقدِ…
سنبقى
وأبناؤنا من بعدنا.