استئناف المفاوضات النوويّة مع إيران في فيينا اليوم والصين تعلن وصول المحادثات إلى المرحلة النهائيّة
من المقرّر أن تستأنف في العاصمة النمساوية فيينا اليوم المفاوضات الجارية بين الأطراف الموقعة على الاتفاق النووي المبرم مع إيران عام 2015 في مسعى لاستئناف الصفقة.
وكتب مساعد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الذي يترأس وفد طهران التفاوضي في المفاوضات، عبر قناته في تطبيق «تيليغرام» أمس، أنه «من المتوقع أن تواصل الأطراف مشاوراتها بشأن إمكانيّة عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النوويّ وضمان التنفيذ الكامل والفعال للصفقة».
بدوره، أشار مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف (وهو يترأس وفد موسكو في المحادثات) عبر حسابه في «تويتر» أمس، إلى أن «الاجتماع القادم للجنة المشتركة الخاصة بخطة العمل الشاملة المشتركة (أي الاسم الرسمي للاتفاق النووي) سيمثل بداية الجولة السادسة من التفاوض على استئناف الصفقة النووية».
وتابع متسائلاً: «هل ستكون هذه الجولة الأخيرة؟ لا أحد يعلم، لكن جميع المتفاوضين يأملون ذلك».
من جهته، أعلن وزير الخارجية الصيني وانغ يي، أن “المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران في المرحلة النهائية”.
وخلال كلمة له أمام مؤتمر نزع السلاح الذي تدعمه الأمم المتحدة، قال وزير الخارجية الصيني إنه «في الوقت الذي تكون المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة في فيينا في مرحلتها النهائية، يجب على أفرقاء الاتفاق النووي لعام 2015 مع إيران، مضاعفة الجهود الدبلوماسية لإعادة خطة العمل الشاملة المشتركة إلى مسارها الصحيح»، وذلك بعد إعلان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في 8 أيار 2018.
وحثّ وزير الخارجية الصيني، الولايات المتحدة وروسيا على خفض ترسانتيهما النوويتين، قبل أيام من لقاء الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في جنيف.
ورأى أن «أعمال البلطجة تحل من جانب واحد.. من جانب الولايات المتحدة». وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، قال إن «التفاوض مع إيران يتم بنسق جيد»، وإن بلاده «ستستخدم كل الأدوات المتاحة للحدّ من دعم إيران وكلاءها في المنطقة»، مضيفاً «عندما نرى تغييراً في السلوك فإننا نرفع العقوبات».
وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية في وقت لاحق رفع العقوبات عن أشخاص ومؤسسات إيرانية، في مقابل فرض عقوباتٍ أخرى على كيانات وأفراد من كلٍّ من اليمن وسورية.
واستؤنفت المحادثات النووية في فيينا الأربعاء الماضي. وقال مدير مكتب الرئاسة الإيرانية محمود واعظي إن محادثات فيينا تحقق تقدماً جيداً، مؤكداً أن «إيران لن تتنازل عن إي من مطالبها في المحادثات».
في الأثناء نفسها، تناول المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة آخر مجريات محادثات فيينا، وقال «إننا نواصل محادثات فيينا بحذر»، موضحاً أن «المحادثات أحرزت تقدّماً ملحوظاً» في إطار فِرَق العمل الثلاثة، «لكن هناك قضايا رئيسة لا تزال قائمة».
الرئيس الإيراني حسن روحاني كان قد أكّد أنّ الأميركيّين أعلنوا، صراحةً، نيّتهم رفع العقوبات عن طهران، في ضوء المباحثات الجارية في فيينا، لافتاً إلى أن «بلاده ستواصل المفاوضات حتى تحقيق اتفاق نهائيّ».
الجدير بالذكر أن الخلافات الرئيسيّة في المحادثات تدور حول العقوبات التي يجب على الولايات المتحدة رفعها، والخطوات التي يتعيَّن على إيران اتخاذها لاستئناف التزاماتها بموجب الاتفاق، والتي تقيّد برنامجها النووي.