الوفاء وإلاّ الزوال
المحامي عمر زين _
أيها المطبّعون سمعتم ما قاله (نفتالي بينيت) رئيس الحكومة “الإسرائيلية” المحتملة، وهذا قول لكلّ الصهاينة وليس له فقط، فقد قال:
“لن يُجمَّد الاستيطان في الضفة الغربية ولن يوقف البناء الاستيطاني”.
ويعني ذلك أنهم غير مقتنعين وغير جادّين في ما يُسمّى بـ “حلّ الدولتين” رضيتم بذلك أم لم ترضوا.
كما يعني أيضاً وقد صرّحوا بذلك أنهم رافضون لكلّ القرارات الأممية التي هي ضدّ الاستيطان ولو حصلت ضغوط أميركيّة عليهم.
ويبشرنا بينيت أيضاً بأنه سيشنّ عملية عسكرية على غزة او لبنان إذا اقتضت الحاجة، وفي ذلك إعلان حرب دائم ومستمرّ متوقع حدوثها في أيّ لحظة يحدّدها العدو.
فوجودكم مهدّد في كلّ لحظة حيث إنّ صراعنا مع العدو هو صراع وجود لا صراع حدود فلا تستسلموا، حيث لا ينفع ذلك وكونوا إلى جانب اخوانكم كي لا يطبق عليكم القول المأثور: “أُكِلْتُ يوم أُكِلَ الثور الأبيض”.
إنّ حكومة الاحتلال تسابق الزمن في تنفيذ سياسة التهويد في مدينة القدس، وعاملة على التهجير القسري للمقدسيّين من منازلهم خاصة في حي الشيخ جراح وبلدة سلوان وتتابع اعتداءاتها على المقدّسات والاستيلاء على الأراضي واعتقال الصغار والنساء والكهول في كلّ فلسطين.
ألا يكفيكم نشيد ما يُسمّى بـ “الوطني” لكيان العدو لتدركوا مصيركم، فلا ضرورة لكتابة نصه فمعروف لكلّ العالم وهو إزالتنا جميعاً بمن فيهم أنتم من الفرات الى النيل بالقتل بكلّ الوسائل.
ويا أيها الاخوة الفلسطينيون عليكم بالوحدة الوطنية وبوحدة المقاومة، وبالعمل الجماعي للإعمار لتحصين الانتصار الأخير وتحقيق أهداف الأمة. وأكثر من ذلك أيضاً للدفاع والردّ على أيّ اعتداء يمكن أن يقدم عليه العدو الصهيوني في ايّ لحظة كما أسلفنا، وإلحاق الهزيمة به حيث ستهزمه الإرادة الفلسطينية الواحدة وبتضامن الشعوب العربية والإسلامية وقوى الحرية في العالم.
من أجل كلّ ذلك على الجميع واجب القيام بأوسع الاتصالات والتشبيك مع جميع القيادات العربية والإسلامية والعالمية التي قادت عملية التضامن والتأييد للقضية الفلسطينية، وذلك للتعاون معها وتعزيز موقفها بوجه هذا العدو العنصري قانونياً امام كلّ المحاكم والمحافل الدولية وإعلامياً واقتصادياً وثقافياً وتربوياً وسياسياً لنتمكّن من المساءلة والمحاسبة لها أممياً وتطبيق الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة بحق عدو ضدّ البشرية جمعاء بدءاً من الجنس العربي.
أنقذوا أنفسكم بأن أعدّوا لعدوكم ما استطعتم من قوة، كي لا يطبّق بحقكم ما فعله المغول بالذين تركوا إخوانهم بناء لطلبهم فخرجوا من الحصار والدفاع حيث قتلهم جميعاً عقوبة لهم لعدم الوفاء.