بيان قمة G7 الختاميّ يدعم استئناف الاتفاق النوويّ ويطرح هدف إنهاء جائحة كورونا
أعربت مجموعة السبع الكبار «جي 7» في البيان الختامي الصادر عن قمتها في كورنوال البريطانية عن دعمها لـ»استئناف الاتفاق النووي المبرم بين إيران والقوى الكبرى عام 2015».
كما حثت مجموعة السبع الكبار، الصين على «احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية»، ودعت إلى «مواصلة التحقيق في منشأ فيروس كورونا».
وتطرق البيان الذي تبنته مجموعة السبع أمس، إلى «التنافس الاقتصادي مع الصين على مستوى العالم»، مشيراً إلى أن «دول G7 ستواصل التشاور بشأن مناهج جماعية بهدف التصدي للسياسات والأساليب غير السوقية التي تقوّض العمل العادل والشفاف للاقتصاد العالمي».
وشدد البيان على أن «الدول والاقتصادات الكبرى تتحمل المسؤولية عن دعم النظام العالمية المبنية على القواعد والقانون الدولي»، مضيفاً: «في سياق مسؤولياتنا المناسبة ضمن النظام العالمي متعدد الأطراف، سنتعاون (مع الصين) بخصوص تحديات عالمية لدينا مصالح مشتركة فيها، بما في ذلك مواجهة تغيرات المناخ وفقدان التنوع البيولوجي.. ومشاورات متعددة الأطراف أخرى».
وأشارت المجموعة إلى أنها في الوقت نفسه ملتزمة بـ»تقديم قيمها، بما يشمل دعوتها للصين إلى احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية في منطقة سنجان ذاتية الحكم (التي تقطن فيها أقلية الأويغور) وتلك الحقوق والحريات والدرجة العالية من الحكم الذاتي الممنوحة إلى هونغ كونغ بموجب الإعلان الصيني – البريطاني المشترك والقانون الأساسي».
كما شددت مجموعة السبع في بيانها على «أهمية ضمان السلام والاستقرار في مضيق تايوان وشجعت على التسوية السلمية لجميع الدول العابرة هذا المضيق».
وأعربت دول G7 في البيان أيضاً عن قلقها البالغ المستمر إزاء «الوضع في بحري الصين الشرقي والجنوبي»، مبدية معارضتها الحاسمة لـ»أيّ خطوات أحادية الجانب رامية إلى تغيير الوضع القائم وزيادة التوترات هناك».
كما دعت السباعية في البيان إلى «إجراء المرحلة الثانية من الدراسة التي تجريها منظمة الصحة الدولية بهدف معرفة منشأ كورونا في الوقت المناسب وبشكل شفاف واستناداً إلى القاعدة العلمية»، مشيرة إلى «ضرورة أن يشمل هذا التحقيق الصين، حسب توصيات الخبراء».
وأفاد مصدر دبلوماسي بـ»بروز بعض الخلافات بين دول المجموعة خلال تنسيق البند المتعلق بالصين في البيان الختامي»، حيث «أصرت اليابان على اتخاذ موقف أشد صرامة إزاء الصين»، بحسب المصدر.
وعلى صعيد العلاقات مع روسيا، دعت مجموعة «السبع الكبار» إلى إقامة «علاقات مستقرة وقابلة للتنبؤ بينها وبين روسيا»، حسبما أفادت وكالة «بلومبرغ» نقلا عن مشروع البيان الختامي لقمة G7 الجارية في بريطانيا.
وجاء في نص مشروع البيان الذي لم يتمّ نشره بعد على موقع القمة الرسمي: «نرى مصلحتنا في علاقات مستقرة وقابلة للتنبؤ مع روسيا وسنواصل التعاون معها في المجالات محط الاهتمام المشترك بمثل هذا العمل».
وتابع البيان: «ندعو روسيا مجدداً إلى وقف تصرفاتها المزعزعة للاستقرار وأنشطتها الخبيثة، وعلى وجه الخصوص عليها أن تكف عن التدخل في الأنظمة الديمقراطية للدول الأخرى».
كما تضمّن البيان الختامي للقمة دعوة إلى روسيا لـ»تنفيذ التزاماتها الدولية وواجباتها في مجال حقوق الإنسان». وفق ما أوردته «بلومبرغ».
وكانت موسكو نفت مراراً الاتهامات الغربية الموجهة إليها بممارسة سياسات عدوانية أو مزعزعة للاستقرار ضد دول أخرى، كما أنها رفضت اتهامات بانتهاكها حقوق الإنسان.
وكانت قمة مجموعة «السبع الكبار» (ألمانيا، بريطانيا، فرنسا، إيطاليا، الولايات المتحدة، كندا، اليابان) تجري في مقاطعة كورنوال البريطانية في الفترة من 11 إلى 13 حزيران، وشارك فيها الرئيس الأميركي جو بايدن، ضمن أول جولة خارجية يقوم بها منذ توليه رئاسة الولايات المتحدة.
أما في ما يخص الجائحة العالمية «كوفيد -19» فاتفقت المجموعة على «طرح هدف مشترك لإنهاء جائحة فيروس كورونا في العالم حتى عام 2022».
وأوضح البيان الختامي المؤلف من 25 صفحة بأن «إنهاء الجائحة بحلول العام القادم يتطلب تطعيم 60 بالمائة من سكان العالم ضدّ كورونا، وأن الأولوية في هذا الصدد تكمن في تسريع حملات التطعيم في الدول الأكثر فقراً».
واتفقت الدول السبع خاصة على البدء فوراً بـ»تطعيم أكبر عدد ممكن من الناس حول العالم ضد عدوى كوفيد-19، بما يشمل التعهد بالتبرع بمليار جرعة في غضون العام المقبل».
وشدد البيان على «ضرورة تعزيز التعاون في مجال الصحة من خلال تعزيز دور منظمة الصحة العالمية»، مؤكداً أيضاً أن «الدول المجتمعة اتفقت على العمل بهدف التأهب لجوائح مستقبلية محتملة في العالم».
كما تعهدت G7 بـ»تكثيف وتائر إنتاج اللقاحات ودعم تصديرها بنسب ملموسة»، لافتة أيضاً إلى «أهمية الاستثمار في المجال العلمي والتكنولوجيات الجديدة بهدف ضمان فعالية اللقاحات ضد مختلف سلالات كورونا وتطوير أساليب علاج مختلفة».
وتعهدت السباعية بـ»مواصلة العمل في هذا المجال خاصة ضمن إطار مجموعة العشرين (G20) والأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة التجارة العالمية وغيرها من المنظمات الدولية».
ودعا البيان الختامي لقمة كورنوال إلى «إجراء المرحلة الثانية من الدراسة التي تجريها منظمة الصحة الدولية بهدف معرفة منشأ كورونا في الوقت المناسب وبشكل شفاف واستناداً إلى القاعدة العلمية»، مشيراً إلى «ضرورة أن يشمل هذا التحقيق الصين، حسب توصيات الخبراء».
بايدن: بوتين كان محقاً.. ويؤكد ضرورة الدفاع المتبادل عن الناتو!
فيما أكد الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس، أن «بلاده عادت حاضرة في الدبلوماسية الدولية عبر قمة مجموعة الـ7، التي عكست تعاوناً وإنتاجية استثنائيين» وفق تعبيره، في الوقت الذي يحتشد فيه حلفاء بلاده ضدّ روسيا والصين.
وأتت تصريحات بايدن هذه خلال مؤتمر صحافي بعد انتهاء أعمال القمة، التي عُقدت في جنوبي غربي إنكلترا.
وأشار الرئيس الأميركي إلى أن «الدفاع المتبادل عن حلف شمال الأطلسي واجب مقدّس، وأن القوى الديموقراطية تجابه تحديات العصر، وتخوض منافسة مع تلك الاستبدادية».
وأضاف «الجميع على الطاولة أدركوا الخطورة والتحديات التي نواجهها، ويتفهمون المسؤولية التي تقع على عاتق ديمقراطياتنا التي نفخر بها لتعزيزها وتقديمها لبقية العالم».
وفي ما يتعلق بالعلاقة مع روسيا، قال الرئيس الأميركي إن «الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان محقاً في قوله إن العلاقات بين بلديهما تدهورت. لكن الأمر يعتمد على كيفية تصرفه بما يتماشى مع المعايير الدولية، وهو ما لم يفعله في كثير من الحالات».
وتابع أن بلاده «لا تسعى للصدام مع روسيا»، كما تعهّد أن يكون «واضحاً جداً» مع بوتين في شأن الخلافات. وأكّد أنه ينبغي لأميركا أن «تعمل مع روسيا بشأن ليبيا وسورية».
والأمر ذاته بخصوص الصين، حيث قال بايدن إنه أبلغ الرئيس الصيني شي جين بينغ بأنه «لا يسعى للصدام مع بلاده»، لكنه بيّن أن الولايات المتحدة «تريد الوصول إلى المعامل الصينية لضمان عدم وجود نوع آخر من الوباء».
وأوضح أنه «لم يتم الوصول بعد إلى نتيجة نهائية بشأن منشأ فيروس كورونا، وأن الأمر قد يستغرق أطول قليلاً من نهاية العام المقبل للقضاء على الوباء عالمياً».