«الناتو» يحتاج لوضع سياسة أقوى تجاه الصين.. والعلاقات مع روسيا في أدنى مستوياتها.. وهجمات الفضاء ستؤدي لرد فعل جماعيّ!
أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ينس ستولتنبرغ، أمس، أن «الهجمات على المركبات الفضائية التابعة للحلف أو الهجمات من الفضاء يمكنها أن تؤدي إلى رد فعل جماعي».
وأوضح ستولتنبرغ أن «الهجوم على المركبات الفضائية التابعة لحلف الناتو أو الهجمات من الفضاء الخارجي سيكون بمثابة عدوان ضد أعضاء الناتو».
وأضاف أن «مثل هذه الخطوات يمكن أن تؤدي إلى استجابة جماعية»، مشيراً إلى أن «الحلف لا ينوي عسكرة الفضاء القريب من الأرض».
وكان الأمين العام لحلف الناتو قد اقترح في وقت سابق، «اعتبار الهجمات الفضائية هجوماً على الحلف ككل»، وأشار إلى أن «مثل هذه المبادرة ستجعل من الممكن معادلة الظروف الدفاعيّة في البحر والبر والفضاء والجو».
من جهة أخرى، أكد الأمين العام لحلف الناتو خلال قمة أمس، في بروكسل، «عدم الإعلان عن مواعيد انضمام دول جديدة إلى حلف الناتو».
ورد ستولتنبرغ على سؤال حول موعد حصول تبليسي على العضوية «أتوقع أن يؤكد القادة اليوم القرارات التي اتخذت في وقت سابق بشأن انضمام أعضاء جدد، بما في ذلك جورجيا. لكننا لم نقدم أي تواريخ محددة اليوم بخصوص العضوية الجديدة».
وشدّد ستولتنبرغ على أن «الناتو سيركز على الإصلاحات ويركز على دعم جورجيا وتحديث المؤسسات الدفاعية والهياكل الأمنية. رسالتنا هي أن أبواب الناتو مفتوحة… جورجيا وثلاثون دولة حليفة ستقرر توسيع تحالفنا».
ولم تتم دعوة ممثلي أوكرانيا وجورجيا لحضور قمة حلف شمال الأطلسي، الأمر الذي تسبّب في استياء في كييف وتبليسي، حيث توقعتا تلقي «خطة عمل» للانضمام إلى المنظمة في المستقبل القريب.
وأعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، الجمعة الماضية، أن «قادة الحلف سيناقشون خلال قمة بروكسل للناتو في 14 حزيران، المزيد من الدعم لشركائهم، ولا سيما جورجيا وأوكرانيا، وسيركّزون على دعم الإصلاحات في هذه البلدان».
وقال ستولتنبرغ في وقت سابق، إن «الحلفاء فقط هم من سيشاركون في القمة التي ستعقد في 14 حزيران في بروكسل، ولم تتم دعوة الشركاء، بما في ذلك أوكرانيا وجورجيا»، مشيراً إلى أن، «هذا القرار تم اتخاذه لأن القمة ستكون قصيرة، ولكن، ربما، في الاجتماع المقبل (ستتم دعوة الشركاء)».
وسبق أن نوّه ستولتنبرغ إلى أنه «ستتم مناقشة، خلال قمة الناتو، العلاقات مع روسيا وزيادة قوة الصين»، موضحاً بأن «الصين ليست عدواً، لكنها تمثل تحدياً علينا الاستجابة له بشكل موحّد»، مؤكداً أنّ «لا حرب باردة جديدة مع الصين، بل تكيف مع التحديات».
وأضاف: «لكننا في حاجة إلى أن نواجه معاً، كحلفاء، التحديات التي يطرحها صعود الصين على أمننا».
في سياق متصل، قال ستولتنبرغ إنّ «علاقتنا مع روسيا في أدنى مستوى منذ الحرب الباردة، لكننا مستمرون في الحوار معها».
وقبيل انعقاد القمة في بروكسل أمس، دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، رؤساء دول الحلف، عشية قمتهم في بروكسل، إلى «وضع سياسة مشتركة أقوى لمواجهة الهيمنة المتزايدة للصين».
وقال ستولتنبرغ في مقابلة مع قناة «سي بي سي» الكندية، إن «الصين تملك ثاني أكبر ميزانية دفاعية في العالم وأكبر بحرية وتستثمر بشكل هائل في المعدات العسكرية الحديثة، وهذا يؤثر على أمننا».
وأضاف: «الصين لا تشاركنا قيمنا، نرى ذلك في طريقة قمعها للاحتجاجات الديمقراطية في هونغ كونغ واضطهادها أقليات مثل الأويغور في غرب الصين، وكذلك في استخدامها التكنولوجيا الحديثة لمراقبة سكانها بطريقة غير مسبوقة».
وتابع: «كل هذا يجعل من المهم لدول حلف شمال الأطلسي تطوير سياسة وأيضاً تعزيز سياستنا عندما يتعلّق الأمر بالصين».
وعقدت أمس، قمة الناتو في مقر الحلف في بروكسل، وكان محور جدول الأعمال هو الموافقة على مبادرة الناتو 2030، لتحل محل استراتيجية عام 2010 التي عفا عليها الزمن للحلف، والتي لم تأخذ في الاعتبار «التهديدات الجديدة» (من جانب روسيا والصين، والإرهاب والتهديدات السيبرانية)، بالإضافة إلى الخطوط العريضة للعمل خلال السنوات العشر القادمة.
وكان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، أشار في وقت سابق، إلى أن استراتيجية الناتو 2030 التي يجري تطويرها حالياً لا تتضمن فقط تعزيز العلاقات عبر الأطلسي ولكن أيضاً تعزيز التعاون بين الناتو والاتحاد الأوروبي.