«منك وإليك يا سورية» أمسية للفرقة السيمفونيّة الوطنيّة لعازفين منفردين ومؤلفين موسيقيّين من سورية وبلاد الاغتراب
«منك وإليك يا سورية» رحلة امتدّت عبر 16 عاماً بدأت من قصر الأمويّين للمؤتمرات لتصل اليوم بنسخة جديدة إلى ساحة الأمويين، جوهرها استضافة الفرقة السيمفونيّة الوطنية السورية لعازفين منفردين ومؤلفين موسيقيين من سورية وبلاد الاغتراب في أمسية واحدة احتضنها مسرح الأوبرا في دار الأسد للثقافة والفنون.
النسخة الجديدة من مشروع الفرقة السيمفونية الوطنية الذي نشأت فكرته عام 2005 ظهر بحلة مميّزة في الأمسية الموسيقية الأوبرالية التي قادها المايسترو ميساك باغبودريان وشارك فيها مغني الباريتون العالمي المغترب نبيل سليمان من بلجيكا وعازف الكمان العالمي المغترب بسام نشواتي من الولايات المتحدة الأميركية وعازف العود المايسترو عدنان فتح الله وعازف الأورغن أغيد منصور.
الأمسية التي تميّزت بتقديم أعمال لمؤلفين عالميين إضافة إلى مشاركة قامات سورية في التأليف والغناء والعزف كانت لقاء بعد غياب لجمهور دار الأسد مع آلة الأورغن التي تُعدّ أحد كنوز دار أوبرا دمشق، حيث بدا برنامج الأمسية بمقطوعة للمؤلف شارل ماري فيدور «سيمفونية لآلة الأورغن والأوركسترا مصنف رقم 42» أداها على صورة عزف منفرد الموسيقي أغيد منصور.
ومنصور الذي يعمل حالياً معاوناً لرئيس قسم البيانو في المعهد العالي للموسيقى هو أحد الخبراء الموسيقيين القلائل في آلات البيانو والأورغن والهاربسيكورد على المستوى العربي، وشارك بعد تخرجه من معهد الموسيقى بورشات مع عازفين عالميين وأساتذة من أميركا وفرنسا وأقام أمسيات عزف منفرد في سورية ولبنان.
عازف الكمان العالمي بسام نشواتي شارك السيمفوني السوري في الأمسية عبر فقرتين من العزف المنفرد لمقطوعتي رومانس رقم 2 لبيتهوفن وألحان غجرية لآلة الكمان والأوركسترا لبابلو دي ساراسات، ليظهر خلالهما براعة عازف سوري تخرّج من المعهد العربي للموسيقى «صلحي الوادي عام 1987» وحاز شهادات عليا من مؤسسات أميركية وشارك كعازف كمان أول في أوركسترات عالمية.
الجزء السوري من الأمسية بهويته الممزوجة بين الأصالة والمعاصرة قدمته الفرقة السيمفونية عبر أعمال لصهيب السمان «بائعة الكبريت الصغيرة» و»الدوامة» لعاصم مكارم لتكون حصة العزف المنفرد على آلة العود بمرافقة الأوركسترا للمايسترو عدنان فتح الله مع مقطوعة «أهكذا كانت» من تأليفه نهل خلالها خريج المعهد العالي للموسيقى وعميده حالياً من روحانية الشرق ورصانة وحيوية النغم السوري.
وبصوته الأوبراليّ من طبقة الباريتون أخذ المغني القدير نبيل سليمان بأسماع جمهور الأمسية إلى عوالم أمهات الأوبرات الغربية بما يمتلكه من قدرات تضاهي ما نسمعه عند كبار مغني الأوبرا ولا سيما أنه اختار أغنيتين هما من الأعمال الأكثر شهرة وصعوبة والتي تسمح للمستمع أن يقارن بسهولة بين صوت سليمان وآخرين ليقدم أداء عالمياً على مسرح الأوبرا السورية من خلال أغنيتي «أريا ريغوليتتو» من أوبرا ريغوليتتو للمؤلف فيردي و»مصارع الثيران» من أوبرا كارمن لجورج بيزيه.
يُذكر أن دار أوبرا دمشق تحتضن وبشكل رسمي الفرقة السيمفونية الوطنية السورية منذ بداية عام 2012 كواحدة من أهم فرق الدار والتي تقدّم عروضاً مستمرة فيها كما سبق أن مثلت الفرقة سورية وأبرزت وجهها الحضاري في مهرجانات ومحافل عربية وأجنبية. كما أحيت حفل الافتتاح الرسمي لدار الأوبرا دمشق بقيادة باغبودريان الذي يشغل منصب القائد الأساسي للفرقة منذ عام 2003.