انسحاب زاده وزاكاني من السباق الرئاسيّ.. وروحاني يكشف عن سبب جلوس أميركا على طاولة المحادثات.. وغروسي يؤكد ضرورة انتظار الحكومة الجديدة
كشف الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس، عن «أعظم الإنجازات الإيرانية التي أرغمت أميركا على الجلوس على طاولة المحادثات في فيينا».
وقال روحاني: «إن النمو الاقتصادي بنسبة 3.6 في المئة هو أحد أعظم الإنجازات الإيرانية في ظل هذه الظروف الصعبة»، مضيفاً أن «النمو الاقتصادي قضية مهمة أرغمت الولايات المتحدة للجلوس على طاولة المحادثات في فيينا».
وتحدث روحاني عن جهود حكومته لتحسين أوضاع البلاد خلال السنوات الثماني الأخيرة، وخصوصاً آخر ثلاث سنوات، حيث واجهت البلاد تشديد الحظر الأميركي والحرب الاقتصادية إضافة الى تداعيات انتشار فيروس «كورونا»، وموضوع الجفاف الذي تشهده البلاد خلال هذا العام، مؤكداً أن «هذه المواضيع ستشهد انفراجاً في المدة المتبقية لحكومته وهي شهران تقريباً».
وأكد روحاني «أهمية المشاركة في الانتخابات»، معتبراً أنها تساهم في تقرير مصير البلاد، وتعزز قوة النظام الإسلامي الجمهوري. كما دعا روحاني، أبناء الشعب الإيراني إلى «المشاركة الواسعة في الانتخابات الرئاسية التي ستجري غداً الجمعة»، مؤكداً أن «الإعراض عن صناديق الاقتراع لن يحل أي مشكلة».
من جهة أخرى، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن «مساعي إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 مع إيران يجب أن تنتظر تشكيل حكومة إيرانية جديدة»، مضيفة أن «الاتفاق يحتاج لإرادة سياسية من جميع الأطراف».
وقال المدير العام للوكالة رافائيل غروسي، في مقابلة مع صحيفة «لا ريبوبليكا» الإيطالية، رداً على سؤال عن المرحلة التي وصلت إليها المحادثات بشأن إحياء الاتفاق: «الكل يعرف أنه، عند هذه النقطة، سيكون من الضروري انتظار الحكومة الإيرانية الجديدة».
وأضاف غروسي «المناقشات الجارية منذ أسابيع تعاملت مع قضايا فنية معقدة وحساسة جداً، لكن المطلوب هو الإرادة السياسية من جميع الأطراف».
وقال غروسي، يوم الأحد، إنه من «الضروري عقد صفقة نووية مع إيران، وإلا فإن هذا يعني أننا نحلق عميانا».
جاء حديث غروسي مع «موقع أكسيوس» الأميركي، عندما سئل عما إذا كان يعتقد أن إيران لديها برنامج أسلحة نووية نشط، فأجاب: «لا، لا توجد معلومات تشير إلى ذلك في الوقت الحالي». لكنه أثار مخاوف بشأن تكثيف إيران للتخصيب إلى جانب انخفاض رؤية المجتمع الدولي في الأشهر الأخيرة.
وقال غروسي: «هذا أمر خطير للغاية، عندما تقوم بالتخصيب بنسبة 60%، تكون قريباً جداً، لا يمكن تمييزها تقنياً عن المواد المستخدمة في صنع الأسلحة. لذلك عندما تجمع هذا مع حقيقة أن الوصول إلى التفتيش لدينا يتم تقليصه، عندئذ أبدأ في القلق».
بدوره، قال متحدث باسم الحكومة الإيرانية إنه «من المتوقع أن يشكل الرئيس الجديد حكومته بحلول منتصف آب».
وتنتهي فترة ولاية الرئيس الحالي حسن روحاني يوم الثالث من آب.
واستؤنفت الجولة السادسة من محادثات إحياء الاتفاق النووي في فيينا السبت الماضي بين إيران وقوى عالمية.
وسحب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في عام 2018، ومنذ ذلك الحين كشفت إيران عن تخصيب اليورانيوم بمستويات تتجاوز بكثير حدود الاتفاق، لكنها من الناحية الفنية تقل عن مستوى 90% التي تعتبر درجة نقاء الأسلحة.
وستجري الانتخابات الرئاسية في إيران غداً الجمعة، كما ستجري انتخابات الدورة السادسة للمجالس البلدية الإسلامية في المدن والقرى والدورة التكميلية الثانية لمجلس خبراء القيادة، والدورة التكميلية الأولى لمجلس الشورى الإسلامي في دورته الحادية عشرة.
في هذا الصدد، أعلن المرشح محسن مهر علي زاده انسحابه من السباق الرئاسي، مبلغاً وزير الداخلية عبد الرضا رحماني فضلي انسحابه من الانتخابات.
كما وانسحب المرشح المحافظ علي رضا زاكاني، قائلاً إنه «نظراً للترحيب الشعبي الواسع بالسيد إبراهيم رئيسي، أعتبر أنه المرشح الأفضل، انسحب من الترشح الانتخابي وأمنح صوتي للسيد رئيسي، وآمل أن يحقق تغييرات جذرية في البلاد».
من جهته، دعا رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام صادق آملي لاريجاني الايرانيين إلى المشاركة في الانتخابات الرئاسية، مضيفاً أن «اختلاف التوجهات والشكاوى يجب ألا تُنسي الإيرانيين المصالح العامّة للنظام ومخططات الأعداء».
ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن مصادر مطلعة أن «210 أعضاء في البرلمان طالبوا 4 مرشحين أصوليين بالانسحاب لمصلحة إبراهيم رئيسي».
أعضاء البرلمان سلمّوا رسالة إلى كل من محسن رضائي وسعيد جليلي وعلي رضا زكاني وأمير حسين قاضي زاده هاشمي دعوهم فيها إلى الانسحاب من أجل دعم فوز رئيسي، وتمكينه من تشكيل حكومةٍ قوية، خصوصاً أن كل الاستطلاعات تُشير إلى تقدّمه.
بدوره، قال المرشح عبد الناصر همتي، أمس، إن «التطوير الاقتصادي بدون تعامل قوي مع الخارج ودبلوماسية اقتصادية قوية غير ممكن».
وأضاف: «حكومتي تريد رفع العقوبات وأن أستخدم سياسات خارجية تخدمني في موضوع التطوير الاقتصادي، لهذا أدعو الدكتور محمد جواد ظريف أن يكون معاون الرئيس أو وزير الخارجية في طاقم حكومتي».
وقال عبد الناصر همتي، أول أمس، إنّ «قسماً كبيراً من الإصلاحيين يدعمونه وإنه سيكون سعيداً في حال انسحاب مهر علي زادة لصالحه، فيما أوضحت المتحدثة باسم الجبهة الاصلاحية آذرْ منصوري أن موقف الجبهة من عدم دعم أي مرشح للانتخابات لم يتغير».
وبذلك يتنافس في الانتخابات الرئاسية 5 مرشحين وهم رئيس السلطة القضائية إبراهيم رئيسي، أمين مجلس تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي، عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام سعيد جليلي، نائب رئيس مجلس الشورى أمير حسين قاضي زاده هاشمي، ومحافظ البنك المركزي عبد الناصر همتي.
رئيس لجنة الانتخابات في إيران جمال عرف صرّح، في وقت سابق، أنه «وبناءً على الاستطلاعات في المواقع الالكترونية، فإن 37% إلى 47% من المواطنين الإيرانيين سيشاركون في الانتخابات، وهناك أكثر من 59 مليون شخص يحق لهم الاقتراع».