فضل الله: ماذا فعلتم وتفعلون يا كلّ المسؤولين لإيجاد الحلول ووقف إذلال الناس؟
اعتبر رئيس «لقاء الفكر العاملي» السيد علي عبد اللطيف فضل الله أننا نعيش في لبنان اليوم، مع الأسف الشديد، أسوأ وأبشع واقع ممكن أن يعيشه الإنسان، حيث ينهار كلّ شيء وفي المقدّمة منظومة الأخلاق والقيَم، وهذا هو السبب الأساسي الذي أدّى إلى الانهيار الاقتصادي والاجتماعي الذي وصل اليوم إلى أدنى الدرجات.
وقال السيد فضل الله «لقد وصل الانهيار إلى القطاعات الأساسية مثل القطاع الصحي، حيث انهارت الخدمات ووصلنا إلى مرحلة أنّ المريض يمكن أن يموت أمام المستشفى لأن لا إمكانية لعلاجه».
وتابع قائلاً: «لا نرى إلا الأزمات تتفاقم بشكل يوم، ولا نرى إلا حالات إذلال الناس في أبسط حاجاتها ومقوّمات حياتها اليومية، حتى حليب الأطفال الرضّع أصبح غير موجود في الأسواق!
وسأل فضل الله: «ماذا فعلتم يا كلّ المسؤولين وماذا تفعلون؟ إنكم بعدم تحمّلكم مسؤولياتكم والمبادرة سريعاً إلى إيجاد الحلول المناسبة لمشاكل الناس، إنما ترتكبون الجريمة الكبرى بحق الوطن وناسه وأجياله».
وأشار إلى أن «لا مسوغات تسمح لكم بذلك، هل القضية قضية وزراء ومَن يسمّي هذا الوزير أو ذاك! ومَن له أكثر ومَن له أقلّ! أيّ مهزلة هذه، وأنتم في هذه الحالة قد سكتّم دهراً ونطقتم كفراً… والناس قد كفرت بكم من الكبير إلى الصغير، لأنّ مسألة الحاجات الإنسانية الأساسية وخاصة المتعلقة بكرامة الناس، هي أهمّ بكثير من كلّ الاعتراضات السياسية والفئوية والطائفية وكلّ الاعتبارات التي تجعلنا لا نتقدّم لنحقّ الحق ونقول إنّ تلبية هذه الحاجات هي أهمّ من كلّ مواقعكم وسياساتكم».
وأضاف فضل الله «انّ الناس تستفيق كلّ يوم على أزمة جديدة، من أزمة المودعين الذين سرقتم أموالهم، إلى أزمة الحاجات الغذائية، إلى أزمة المحروقات، إلى الأزمات الطبية وأزمة الدواء… كلّ ذلك ولا نسمع إلا كلاماً بكلام! سائلاً المسؤولين أين هي مكافحة الفساد التي تحدثتم عنها طويلاً؟ وأين هو التدقيق الجنائي الضي لم يعد أحد يأتي على سيرته بعدما طُويَ في الأدراج؟
وختاماً دعا السيد فضل الله رئيسي الجمهورية والحكومة المكلف إلى وقف حالة الفوضى والعبث بمصير الوطن والكفّ عن ارتكاب المحرمات الوطنية، بتحكيم لغة الحوار والتوافق على إنقاذ كلّ المكونات اللبنانية من أخطار الفساد السياسي والمالي المتفشي»، مُحذراً من «أنّ استمرار الوضع على ما هو عليه من استعصاء ينذر بأسوأ العواقب على كلّ المستويات».