الأديبة سهام يوسف: نحن بحاجة إلى ثقافة تكرّس قيم المحبة وقداسة الوطن وتنشر مفهوم التآخي والسلام في المجالات كافة
أجرى مندوب «سانا» محمد خالد الخضر مقابلة مع الأديبة سهام يوسف التي قالت:
أنطلق من الواقعية في كتاباتي وأحاول الابتعاد عن التهويل والتضخيم في عرض الواقع الذي أعبر عنه وأصوّره بالكلمة، فأقدّم الحقيقة للقارئ كما هي، كما شاهدتها وكما سمعتها وبهذا تكون مشاعر القارئ وتأثره بما يقرؤه صادقاً وحقيقياً.
وعن عملها في مجال الترجمة أوضحت يوسف: كان لذلك الأثر الكبير في اعتمادي الواقعية في ما أكتبه لأنني أسمع الرواية مباشرة من أصحابها، وإن صح التعبير من أبطالها وخاصة أنني أعمل في الترجمة الفورية المباشرة وأعيش اللحظة مع الأشخاص، وبكل أمانة يمكنني القول إن الترجمة تقدم لي كل يوم مادة جديدة ترقى أن تصاغ رواية ذات بعد اجتماعي وأخلاقي وتربوي.
وقالت يوسف: الترجمة نقل بين لغتين وجسر بين ثقافتين وحضارتين أو أكثر وبقدر ما يجيد المرء من لغات بقدر ما يجمع بين شخصيات عدة في شخصية واحدة بعدد اللغات التي يتقنها ومهنة الترجمة من المهن المتعبة، لكنها من المهن الشيّقة، ويتوقف ذلك على درجة إتقان اللغة التي تترجمها وإلمامك بثقافتها.
وبالنسبة للأجناس الأدبية وأيهما الأقرب لما تكتبه.. قالت يوسف: كثيراً ما يتعرض عمل أدبي معين لنقد المهتمين من الأدباء والكتاب حول تصنيفه وتجنيسه وخاصة إذا كانت فصول المادة الأدبية تمزج بين النص الروائي والسردي أو بين النص الوصفي أو الشعري أو المسرحي؛ وهذا ما حصل معي حيث اختلفت آراء بعض الأدباء حول تصنيف أو تجنيس كتابي «بحر الدموع وأرض الشموع» كنص روائي أي رواية أم إنه نص سردي.
وأضافت الأديبة يوسف: من الضرورة تقديم النص للقارئ بما يحاكي الظرف الذي يعيشه ويلامس إنسانيته وأعتقد أن الأجناس الأدبية تتلازم مع واقع المجتمعات والشعوب وتتطور وربما تولد أجناساً أدبية جديدة بالتوازي مع ما يطرأ على حياة الشعوب من تحوّلات، مشيرة إلى أن الأمثال والحكايات والأساطير كانت وما زالت تعتبر شكلاً من أشكال الأجناس الأدبيّة وكثيراً ما عبرت عبر التاريخ عن الحالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي مرت في تاريخ الشعوب مرجّحة النص الأدبي الذي يلامس واقع الناس سواء أكان نصاً سردياً أو روائياً.
وأشارت يوسف إلى أنه غالباً ما تشكل الأحداث والتغيرات التي تشهدها المجتمعات مادة ثرّة لتفاعل الأدب والثقافة معها، ومن الطبيعي أن تستنهض الأدباء والكتّاب والشعراء والفنانين ليكتبوا ويعبروا عنها وقد تأتي نتيجة أعمالهم وكأنها تأريخ لهذه الأحداث.
وقالت: نحن بحاجة إلى ثقافة تكرّس قيم المحبة وقداسة الوطن وتنشر مفهوم التآخي والسلام في المجالات كافة وعلى كل المستويات.
ومن روايات الأديبة يوسف: التوأمان- أمي وسورية وبحر الدموع وأرض الشموع.