باسيل لنصرالله: أقبل بما تقبله لنفسك في الحكومة
رأى رئيس «التيار الوطني الحرّ» النائب جبران باسيل أن «أزمة التشكيل كشفت أزمات أخطر وأعمق»، موضحاً أنها «كشفت أزمة النظام والدستور والممارسة والنوايا وهذا الأبشع وكشفت أن معركة الدفاع عن الحقوق التي نقوم بها، ليست من باب المزايدة ولا العرقلة، بل من باب حماية وجودنا الحرّ».
ورأى أن «أزمة التشكيل أظهرت أن المشكلة ليست بالنصوص الملتبسة للدستور الذي يفتقد للمهل، بل للأسف بالنوايا الدفينة التي تفضح أصحابها بلحظة تأزّم أو غضب. وبهذه اللحظة تسقط كل معاني الشراكة والعيش المشترك ووقف العدّ، ويحلّ محلها التذكير بالعدد».
وشدّد على أن «جوهر الأزمة الوجود والدور والشراكة في دولة تقوم على الإصلاح، وحتى الطائف الذي ارتضيناه ونطالب بتنفيذه وتطويره، وقدمنا مشروعاً متكاملاً بهذا الشأن، صار المتمسكون به هم من يسيء إليه، بسوء تطبيقه وعدم احترام نصوصه ورفض تطويره وبسببهم صار الطائف بخطر».
وقال «رئيس الجمهورية سيوقّع، ونحن لن نأخذ وزراء لنا، وأنتم ستأخذون ثقة المجلس من دوننا، ونحن نقبل ولا نمنع الحكومة، لكنكم تقولون غصباً عنكم نريد ثقتكم لنغطسكم ونحمّلكم مسؤولية وتشتمكم الناس».
وسأل «ترفضون وضع مهلة للوزير لتوقيع المرسوم، بينما رئيس الجمهورية ملزم بتوقيعه خلال 15 يوماً وإلاّ يُعتبر نافذاً، أهكذا يكون الحفاظ على الطائف، ويكون النظام شغّالاً». وسأل «أي ردة فعل تنتظرون منّا، عندما تستشهدون بالبابا والبطريرك لتكذبوا عليهما بالمناصفة، وتعودون لنا بالمثالثة المقنّعة وبصيغة ثلاث ثمانات بالحكومة؟ المناصفة الفعلية هي 12 بـ12، يسمونهم بالتوازي والتساوي المسيحيون والمسلمون، وليس 8 يسمونهم المسيحيون و 16، 8 بـ 8 يسمونهم المسلمون… هذه مثالثة ومرفوضة».
أضاف «لن تأخذوا منا بالضغط ووجع الناس وأزماتهم وعقوبات العالم كله، ما أخذتموه منّا من الـ2005 لليوم… منزعجون من الشراكة، ولا تريدون احترام الصلاحيات ولا تريدون كذلك إصلاحات. ماذا تريدون غير أن تخلصوا منّا؟ مش رح تظبط معكم».
وشدّد على أن «التأليف يبقى على عاتق الرئيس المكلّف بالاتفاق مع رئيس الجمهورية».
وتابع «(الأمين العام لحزب الله) السيد حسن (نصرالله) استعان بدولة الرئيس (نبيه) برّي كصديق له ليقوم بمسعى حكومي، وليس بمبادرة، لأن لا عناصر لها أو على الأقل لا نعرفها أو تبلغناها، ولكن نعتبره مسعى وجهداً مشكوراً إذا كان متوازناً وعادلاً، أي إذا كان هناك وسيط نزيه ويصير غير مرغوب به، إذا طلع منحازاً ومسيئاً لنا كما ظهر أخيراً. اليوم أريد الاستعانة بصديق هو سماحة السيد حسن نصرالله، لا بل أكثر، أريده حكماً وأئتمنه على الموضوع… أنا لا أسلّم أمري ومن أمثل إلى السيد حسن بل ائتمنه على الحقوق. هو يعرف أننا مستهدفون، وكل ما يحصل هو للنيل منّا، ويعرف أننا تنازلنا بموضوع الحكومة عن أمور كثيرة. يا سيد حسن، أعرف أنك لا تخذل الحق. أنا جبران باسيل، من دون أن أحمّلك أي عبء، أقبل بما تقبل به انت لنفسك. هذا آخر كلام لي بالحكومة».
وتوجّه إلى رئيس «حزب القوات» سمير جعجع، سائلاً «هل تعتقد أنّك تخفي جريمتك بسكوتك، إذا تحجّجت أنّنا لا نقوم بمعركة حقوق، بل مصالح؟ لماذا لم تقم بها في بالطائف بالتسعينات، ولماذا لم تقم بها بالقانون الأرثوذكسي ولماذا لا تقوم بها اليوم؟ «أو إنّك لاه بتعمير القلعة من الخوّات والـFundraising والمال السياسي وبيع الكرامة والحقوق؟».
وطالب بـ»طاولة حوار تبدأ من حلّ مشكلة الحكومة لتنطلق بعملها الإصلاحي، وبالتوازي تتابع طاولة الحوار عملها الوطني للاتفاق على النظام السياسي وعلى الخيارات الكبرى بما يخصّ تموضع لبنان وإستراتيجيّة دفاعه وموقعه ودوره ووظيفته الاقتصاديّة». وأكد أن «الانتخابات آتية وهي لازمة، ويجب ألاّ تكون هناك حجّة هذه المرّة لعدم اعتماد بطاقة ممغنطة وإقامة «Mega Center». وجزم «أنّنا نريد الانتخابات بموعدها ولكن إذا تأخّر تشكيل الحكومة أكثر، فنحن مع إجراء اللازم لحصول انتخابات مبكرة».