محادثات إحياء الاتفاق النوويّ الإيرانيّ تظهر إشارات إيجابيّة
قال مسؤولون أول أمس، إن «المحادثات بشأن إحياء الاتفاق النووي الإيراني للعام 2015، أو خطة العمل الشاملة المشتركة، أظهرت إشارات إيجابية بشأن وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق وإيجاد حلول للمسألة النووية الإيرانية».
وخلال اجتماع للجنة المشتركة لخطة العمل الشاملة المشتركة اختُتم أول أمس، اتفق ممثلون من الصين وفرنسا وألمانيا وروسيا وبريطانيا وإيران على العديد من القضايا المهمّة المتعلقة بإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة.
وقال إنريكي مورا، نائب الأمين العام والمدير السياسي لخدمة العمل الخارجي الأوروبي، للصحافيين عقب الاجتماع، إن «محادثات إحياء الاتفاق النووي أقرب إلى اتفاق».
وقال إنهم «أحرزوا تقدماً في عدد من القضايا الفنية، وبات لديهم المزيد من الوضوح بشأن الوثائق الفنية».
ونقلت وكالة «إرنا» الرسمية الإيرانية للأنباء عن عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني وكبير المفاوضين النوويين، قوله إن «الوثائق الخاصة باتفاق إحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 أصبحت جاهزة تقريباً».
وقال «نحن أقرب إلى التوصل لاتفاق من أي وقت مضى، لكن سد الفجوات يتطلب قرارات من قبل الأطراف»، مضيفاً أن «بعض القضايا لا تزال بحاجة إلى حل».
وانسحبت الإدارة الأميركيّة في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب من خطة العمل الشاملة المشتركة في أيار 2018 وأعادت فرض العقوبات من جانب واحد على إيران. ورداً على الخطوة الأميركية، توقفت إيران تدريجياً عن تنفيذ أجزاء من التزاماتها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة بدءاً من أيار عام 2019.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان أول أمس، إن «واشنطن وطهران ما زالتا منقسمتين بشأن كيفية تحقيق العودة المتبادلة للامتثال للاتفاق النووي».
وقال سوليفان «ما أودّ قوله هو أنه لا تزال هناك مسافة كبيرة لا بدّ أن نقطعها في ما يتعلق ببعض القضايا الرئيسيّة بما في ذلك العقوبات والالتزامات النووية التي يتعين على إيران تنفيذها».
وتابع «لكن السهم تمّ توجيهه في الاتجاه الصحيح فيما يتعلق بالعمل الذي يتمّ إنجازه في فيينا. سنرى ما إذا كان المفاوضون الإيرانيون سيأتون إلى الجولة التالية من المحادثات مستعدّين لاتخاذ الخيارات الصعبة».
وقال مورا للصحافيين بعد الاجتماع «نحن أقرب إلى اتفاق، لكننا لم نصل بعد».
وعبر مورا عن أمله في أن تعود الوفود من عواصمهم إلى الجولة القادمة «بتعليمات أكثر وضوحاً وأفكار أكثر وضوحاً حول كيفية إتمام الاتفاق بشكل نهائي».
وأشار عراقجي إلى أن «المفاوضات ستتوقف خلال الأيام القليلة المقبلة وستعود الأطراف إلى عواصمهم، ليس لإجراء المزيد من المشاورات ولكن لاتخاذ القرار»، معرباً عن أمله في «إتمام الاتفاق في الجلسة المقبلة من الاجتماع».
وكتب جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجيّة والسياسة الأمنيّة في تغريدة على تويتر يوم الجمعة عقب الاجتماع مع ظريف «لقد أُحرز تقدّم مرحب به خلال الأسابيع الماضية، لكن لا تزال هناك قرارات صعبة. من المهم اغتنام الفرصة السياسيّة، وأن يتحلّى الجميع بالمرونة».
وتقدر الصين جهود الاتحاد الأوروبي الرامية للعودة إلى الامتثال للاتفاق النووي الإيراني، وتأمل في أن يواصل الاتحاد الأوروبي لعب دوره التنسيقي، والعمل مع جميع الأطراف المعنية للمساعدة في التوصل إلى حل سياسي سريع للمسألة النووية الإيرانية، وفقاً لما ذكر قنغ شوانغ، نائب المندوب الصيني الدائم لدى الأمم المتحدة، في وقت سابق هذا الشهر.
وبدأت اللجنة المشتركة لخطة العمل الشاملة المشتركة اللقاء بشكل مباشر في 6 نيسان في فيينا لمواصلة المناقشات السابقة في ضوء إمكانية عودة الولايات المتحدة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة وحول كيفية ضمان التنفيذ الكامل والفعال لخطة العمل الشاملة المشتركة.