صباح بيك
} بهيج حمدان
ربما أكون أقرب الناس إلى زميلنا الراحل صباح رمضان بعد أسرته، وكنا شلة من الراحلين الزميلين غازي ميقاتي مسؤول القسم الرياضي في الوكالة الوطنية للإعلام وصباح بيك محرر القسم الاقتصادي في الوكالة الوطنية للإعلام وصاحب نشرة المقتطفات الاقتصادية والمراسل لعدد من الصحف بينها صحيفة «اللواء» وغرفة الصناعة والتجارة و«حضرتي».
وبعد بلوغه السنّ أسّس صباح بيك مكتباً للخدمات الصحافية في وطى المصيطبة وآخر في حي المزرعة، وكان خير مكان للقاء عدد من الزملاء والمهتمّين بالشأن الاقتصادي والإعلامي و… كلّ شيء.
وقد نشرت سلسلة من المقالات الطريفة التي تحدثت عن صباح بيك وأناقته وسيجاره وعبثه في كلّ ما لذّ وطاب. وكان يردّ عليّ بسلسلة من اللكمات الكلامية المحبّبة فنطرب لها ونضحك ونستريح…
وفي آخر مرة التقيت بصباح بيك يوم 23/05/2021 في منزله في شارع سليم سلام بحضور زوجته الكريمة والصابرة الأخت ليلى عاصي، عقب وعكة صحية ألمّت به وقال لي: بدي جمّع مقالاتك التي كنت تتناولني فيها وأخرى كتبتها أنا وأنشرها في كتيّب بداعي الحفظ.
فقلت له: «هلق شدّ حالك وبعدين اعمل اللي بدك ياه».
ولم يمضِ وقت طويل، حتى لحق صباح بيك بخالقه، وعسى ان يتولى نجله المهندس أحمد ترجمة وصية أبيه.
من هذه المقالات عن صباح رمضان هذه الفقرة مؤرّخة في 07/06/2017
«يستقبلك بوجه محب ولهجة بيروتية لازمتني منذ طفولتي وهي الأحب الى قلبي وأذني، وهو للأمانة أكرم رجل عرفته، والله سبحانه وتعالى عندما وزّع فضيلة الكرم على البيارتة أعطى بعضهم حاجته، وأعطى البعض الآخر الشيء القليل، وآخرون راعى قدرة تحمّلهم على الكرم لأنّ فضيلة الكرم تحتاج الى شجاعة، وآخرون أعطاهم سعة ما تجمعه سبابة باهمه بسبابة إصبعه الأصغر، وآخرون رذاذاً او غباراً من الكرم، وآخرون لم يعطهم شيئاً لعدم رغبتهم فيه، وأعطى صباح بيك ما بقي في كيس الكرم تفضيلاً ونعمة ومكرمة»…
ولقب صباح بيك لم يرثه عن أحد، بل بكدّ قلمه ويديه وكرمه وجميل تعامله مع كلّ الناس، وهو غير قابل للتوريث.
رحم الله زميلي وصديقي صباح بيك…