باحث كندي يُصدر كتاباُ عن دور أميركا وحلفائها بإشعال الحرب ودعم الإرهابيين
«أصوات من سورية» شهادات حقيقيّة من وسط الميدان ومن جذوة المعارك ومن الأهالي الذين طالتهم يد الإرهاب
يوثق الباحث الكندي مارك تاليانو حقيقة ما حصل في سورية والتي حاول الغرب طمسها، وذلك في كتاب «أصوات من سورية».
تاليانو الذي يعمل في مركز أبحاث العولمة غلوبال ريسيرتش يقدّم في إصداره انطباعاته عن سورية وما شاهده من خلال زيارته مرات عدة لها خلال سنوات الحرب الإرهابية داحضاً الأكاذيب التي روجت لها وسائل إعلام غربية وعربية.
الكتاب الذي ترجمه الى العربية الدكتور إبراهيم علوش وبسمة قدور يقدم شهادات حقيقية من وسط الميدان ومن جذوة المعارك ومن الأهالي الذين طالتهم يد الإرهاب في مناطق من اللاذقية وحلب ودمشق وغيرها ليقول للرأي العام الغربي هذه هي الحقائق التي رأيتها وهي تختلف تماماً عما تورده وسائل إعلامكم المضللة.
وفي مقدمة الكتاب يؤكد البروفيسور مايكل تشوفسيكي مدير مركز أبحاث العولمة في كندا أن الجميع في سورية يعرف أن الولايات المتحدة تقف وراء الإرهابيين وتدعمهم وتمولهم على حساب دافعي الضرائب فيما يقوم حلفاؤها في المنطقة بتجنيد إرهابيي تنظيمي «داعش» و»النصرة» وتدريبهم بالنيابة بينما عمل كيان الاحتلال الإسرائيلي على إيوائهم.
ويشير تشوفسيكي إلى أن سورية تمكنت من إفشال الحرب التي استهدفتها والتي حملت «شعاراً إنسانياً» لتبرير العدوان ضد بلد لطالما اعتبر مهد الحضارة في المنطقة، ويرى أن هذه الحرب لو نجحت لكانت ستؤدي لنتائج خطيرة ولا سيما الهدف المتعلق باستبدال نظام الحكم التعددي العلماني بآخر همجي تابع وفوضى.
ويختار الكاتب تاليانو شهوده بعناية فهو لا يختار شخصيات سورية فحسب، بل يلجأ إلى عرض آراء أجانب كالأميركية ليلي مارتن التي تعيش في بلادنا منذ سنوات لكنها لم تستطع بسبب ما شاهدته أن تحمل نفسها على التصويت لهيلاري كلينتون خلال ترشحها لرئاسة الولايات المتحدة لأنها أشرفت على نقل الأسلحة من ليبيا إلى تركيا ثم إلى سورية لاستخدامها على وجه التحديد من الإرهابيين المدعومين أميركياً والذين دمروا منزلها عام 2014 وقطعوا رؤوس جيرانها ومارسوا أبشع الجرائم ونهبوا قرى مثل كسب.
وأوضح الدكتور علوش لـوكالة سانا أن الكتاب موجه لجمهور غربي ويخاطب حساسياته ولكنه يستهل خطابه بلسان السوريين مورداً شهادات لهم عن تجربتهم المريرة خلال الحرب التي استخدم فيها الغرب الإرهابيين أداة وعن صمودهم واستبسالهم في مواجهة الحصار والإرهاب الاقتصادي.
ويرى علوش أن الكتاب يقدم تأطيراً نظرياً للحرب على سورية يربطه بالاستراتيجيات الدولية لمخطط الهيمنة الإمبريالية على العالم وأدوات حروب الجيل الرابع، وفي ذلك السياق بالذات مقدماً سورية حالة دراسية ضمن إطارها الأوسع كجزء من الحرب العالمية ضد الدول والحركات المستقلة المطلوب إخضاعها.
وحول تناول تاليانو ملف الإعلام في الحرب على سورية يبين الدكتور علوش أن المنــظومة الإعلاميــة الغربية وظفت لتبرير مخطط العدوان على ســورية ومحاولة إســقاط الدولة السورية عبر نشر جملة من الأكاذيــب والترويج لها منذ الأيام الأولى للحرب، للقول بأن الدولة السورية «تضــطهد شعبها» وصولاً إلى أكاذيب استخدام السلاح الكيميائي وملف ما سُمّي «قيصر» والادعاء بأن الغرب يدعم هذه الحرب دفاعاً عن حقوق الإنسان واللاجئين السوريين ليخلص في المحصلة إلى صورة مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي يمثل الكيان الصهيوني محوره. وهو في هذا أكثر تقدماً وعمقاً من كثير من التقدميين الغربيين الذين ينتقدهم تاليانو بشدة على ليبراليتهم وانسياقهم خلف الدعاية الإمبريالية وتحولهم إلى واجهة لها فعلياً.
ناشرة الكتاب عفراء هدبا مديرة دار دلمون الجديدة لفتت إلى أن كتاب أصوات من سورية يأتي ضمن الأعمال التي تبنتها الدار في سلسلة الوثائقيات التي رصدت وقائع الحرب على سورية وتداعياتها، معتبرة أن الكتاب يضيف إلى ما انجزته دلمون تحت عنوان التوثيق والاستقصاء توخياً للحقيقة وللتاريخ ضمن مشروعنا الثقافي.
وبينت هدبا أن الكتاب يقع في 212 صفحة من القطع المتوسط ويحلل في طروحاته أسباب الحرب على سورية وفصول المؤامرة التي حيكت لهذا الغرض ويفضح الفبركات الإعلاميّة التي كان لها دورها في إشعال الحرب وتأجيجها من خلال سياسة التضليل الإعلامية التي اعتمدتها محطات تلفزة ووكالات أنباء إرضاء لسياسات الجهات الممولة للحرب.