الصين ترى أن أيّة مساعدات إنسانيّة يجب أن تمرّ عبر الحكومة السوريّة.. والإعلان عن موعد الجولة المقبلة من محادثات أستانا
لافروف: مستمرّون بتقديم الدعم لدمشق في محاربة الإرهاب والتوصل إلى حل سياسيّ للأزمة فيها
جدّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التأكيد على مواصلة روسيا تقديم الدعم لسورية في محاربة الإرهاب والتوصل إلى حل سياسي للأزمة فيها.
وقال لافروف في كلمة اليوم خلال مؤتمر موسكو التاسع للأمن الدولي: «قدمنا الدعم لسورية في حربها على الإرهاب وسنواصل دعمها حتى القضاء عليه نهائياً والتوصل إلى حل سياسي للأزمة فيها».
وشدد لافروف على أن العلاقات الروسية الأميركية يجب أن تتضمن وضع قواعد تنطلق من تعزيز الاستقرار الاستراتيجي بما في ذلك الحد من الأسلحة النووية والهجومية، وقال «إذا ما تحدثنا عن المسائل المتعلقة بأسلحة الدمار الشامل فهناك أولوية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي يقوم الغرب للأسف بتقويض عملها. وهذا ما بدا واضحاً بتعامله مع ملف الكيميائي في سورية كما لا بد من تعزيز اتفاقية الحد من الأسلحة البيولوجية لكن الغرب يبتعد عن مناقشة ذلك ويقوم بالمقابل بإنشاء مختبرات بيولوجية».
وأدانت سورية بشدة القرار غير الشرعي الذي تمّ تمريره ضدها من قبل الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين في نيسان الماضي خلال الدورة الـ 25 لمؤتمر الدول الأطراف في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية مؤكدة أنه نهج عدواني يشكل تطوراً خطيراً في مسيرة عمل المنظمة ويتنافى مع ميثاقها، لأنه قرار سياسي بامتياز يستهدف دولة طرفاً في الاتفاقية ويتّسق مع أجندات دول معروفة دأبت على العمل ضد سورية.
من جانبه أكد سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف على مواصلة روسيا تقديم الدعم لسورية في محاربة الإرهاب، لافتاً إلى أن الدول الغربية تعرقل محاربته وتستخدمه أداة في محاولة لفرض هيمنتها على المنطقة.
وقال باتروشيف في كلمة خلال المؤتمر: «إن روسيا حاربت مع الشعب السوري لدحر الإرهاب بما فيه مصلحة ليس لسورية فقط إنما للعالم كله»، مضيفاً: «من المؤسف أن بعض دول الغرب التي تسعى لفرض هيمنتها على المنطقة لم تعتبر أنه من الضروري العمل معنا ضد هذا الشر، بل وبذلت جهوداً كبيرة لعرقلة محاربته».
وأشار باتروشيف إلى أن روسيا ستواصل تقديم الدعم لسورية حتى القضاء على الإرهاب بشكل نهائي كما ستستمر بدعم جهود عودة المهجرين السوريين إلى بلدهم وإعادة الإعمار على جميع المستويات.
ولفت باتروشيف إلى ضرورة بناء العلاقات الدولية على أسس التعاون واحترام سيادة الدول ومصالحها، مشيراً إلى أن السياسة الخارجية الروسية تنتهج مساراً واضحاً في سبيل الوصول لعالم متعدد الأقطاب.
وفي سياق متصل، أكد مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة تشانغ جيون أن أية مساعدات إنسانية يقدمها المجتمع الدولي يجب أن تمر عبر الحكومة السورية وعلى مبدأ احترام سيادة سورية ووحدة أراضيها.
وجدد تشانغ في كلمة له خلال جلسة لمجلس الأمن أول أمس موقف بلاده الثابت من أن على المجتمع الدولي أن يقدم مساعداته الإنسانية لسورية على أساس احترام سيادتها ووحدة أراضيها وعدم تسييس المســألة وضمان الحياد والشفافية.
كما جدّد مندوب الصين دعوة بلاده إلى الرفع الفوري للإجراءات القسريّة أحادية الجانب المفروضة من دول غربية على سورية ومساعدتها على استعادة الحياة الطبيعية على كامل أراضيها وقال «هذه الإجراءات القسرية المدمّرة المفروضة على الشعب السوري أضرّت بشدة بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية في سورية وفاقمت الأزمة الإنسانية للشعب السوري وأضعفت من قدرة الحكومة على الاستجابة لكوفيد19».
وأشار إلى أن العقوبات تسببت بنقص في المواد الغذائية والمحروقات والأدوية والمواد الطبية، وكل ذلك في ظل تفشي وباء كورونا مؤكداً أن «تحسين الوضع الإنساني يتطلب جهوداً عالمية مشتركة ونهجاً شاملاً».
وأعلن اللواء ياروسلاف موسكاليك نائب رئيس مديرية العمليات الرئيسية في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية تحديد موعد الجولة المقبلة من محادثات أستانا حول سورية بين السادس والثامن من الشهر المقبل.
وقال اللواء في مؤتمر موسكو التاسع للأمن الدولي اليوم وفق ما نقلت وكالة سبوتنيك: «نعمل بنشاط على حلّ الأزمة في سورية في إطار صيغة أستانا التي سيعقد اجتماعها المقبل قريباً في الفترة من السادس وحتى الثامن من تموز في عاصمة كازاخستان نور سلطان».
وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في وقت سابق إن اجتماع أستانا بشأن سورية قد يعقد نهاية تموز في نور سلطان.
وكان من المقرّر أن تستضيف عاصمة كازاخستان الجولة الجديدة من مباحثات أستانا حول سورية في أيار الماضي فيما أعلن مسؤول إعلامي في وزارة خارجية كازاخستان أن الجولة أجلت بسبب جائحة كورونا.
وبدأت اجتماعات أستانا في العاصمة الكازاخية مطلع عام 2017 وعقد 15 اجتماعاً، اثنان منها في مدينة سوتشي الروسية وأكدت في مجملها على الالتزام الثابت بالحفاظ على سيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها ومواصلة الحرب على التنظيمات الإرهابية فيها حتى دحرها نهائياً.
ميدانيًا، قتل أحد مسلحي ميليشيا «قسد» المرتبطة بالاحتلال الأميركي في هجوم بالرصاص على إحدى سياراتهم في قرية سويدان الجزيرة في ريف دير الزور الشرقي.
وذكرت مصادر محلية أن مسلحاً من ميليشيا «قسد» قتل اثر هجوم شنته فصائل شعبية بالأسلحة الرشاشة على السيارة التي كان يستقلها في قرية سويدان الجزيرة التابعة لناحية ذيبان في ريف دير الزور الشرقي.
وتتواصل الهجمات على مسلحي ميليشيا «قسد» المرتبطة بالمخطط الأميركي في مناطق الجزيرة السورية رداً على تصعيد الميليشيا من اعتداءاتها على المدنيين كان احدثها أول أمس حيث أصيب قيادي في ميليشيا «قسد» بهجوم نفذته فصائل شعبية بالأسلحة الرشاشة على سيارة على طريق أبو خشب في ريف دير الزور الشمالي الغربي.