المنتظرون جواب حزب الله
} عمر غندور*
كثُرت التوقعات ولا تزال حول ردّ حزب الله على طرح رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الذي «فوّض» سماحة السيد حسن نصر الله اتخاذ ما يراه في مسألة تشكيل الحكومة.
ولما لم يأت الجواب؟ نشط سوق التخمينات والتوقعات والتحليلات والتفصيلات والتأصيلات والتفريعات الى الادّعاء بأن مبادرة رئيس التيار الوطني الحر أربكت الحزب وخيّرته بين استمرار مفاعيل تفاهم مار مخايل وبين استمرار تفاهمه مع الرئيس نبيه بري. وهذا محضّ غباء، قد لا يخطر في بال الوزير باسيل الذي يدرك أنّ علاقة الحزب بالرئيس بري هي خارج «أدوات السياسة».
وذهب آخرون الى الادّعاء بأن تفويض سماحة السيد بالموقف الذي يراه في موضوع تشكيل الحكومة، لا يجوز لأنّ التيار الوطني الحر «يقاتل» من اجل الحقوق المسيحية ولا يمكن أن تصبح هذه الحقوق سلعة في البازار السياسي!
ولا بدّ للقيادات المسيحية ان تعقد مؤتمراً بحضور بابا روما للتشاور في الأمر منعاً لانهيار لبنان.
وآخرون يعتقدون انّ تواصل تعقيدات تشكيل الحكومة ينتظر نتائج المفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة وإيران.
أما في الوقائع الملموسة خارج التوقعات والتحليلات، تأكيد الرئيس بري على استمرار مبادرته حتى تأتي مبادرة أفضل منها.
أما الغموض في موقف حزب الله لا نجده مبهماً الى هذا الحدّ، لأنّ من يتابع المحاولات التي يبذلها الحزب لتفكيك عقد التشكيل قائمة في الليل والنهار، وهي تراعي المسافات الآمنة بين جميع الافرقاء بما يحفظ للبنان أمنه وسلامه وتعايشه بين جميع مكوناته، ومن يرى غير ذلك فهو ملتبس.
لذلك على اللبنانيين، أو الذين يحاولون الصيد في بحر هواجسهم وعقدهم والاستثمار في الاوضاع المهترئة القائمة ان يدركوا أنّ ما وصلنا اليه لم يكن وليد ساعته، بل نتيجة حتمية لعربدة سياسيّيه على مدى ثلاثة عقود من الفساد والشخصانية واللصوصية، ولتكن الكلمة اليوم لذوي الإرادات الخيّرة لإنقاذ وطن الإنسان والتنوّع والسلام.
وفي قديم الزمان قال قيس بن ساعدة: أيها الناس اجتمعوا فاسمعوا وعوا، من عاش مات ومن مات مات وكلّ ما هو آتٍ آتْ.