فايز خضور.. روح قوميّة اجتماعيّة صلبة تتقن فن الصراع والتحدّي فتسمو سموّ الخالدين
} د.هاشم حسين*
قد يكون من الصعب إنصاف المناضلين في الحياة بالكلمة لا سيما حين ينذرون أنفسهم بين الأحرف يرسمون بها قوام التاريخ شعراً وأدباً يولّد في النفوس رهج العطاء وانفعالاً يضيء طريق الصراع.
فكيف إذا كان هذا المناضل سورياً قومياً اجتماعياً مزج بين تاريخ الحضارة وصنع المستقبل يرسم فيهما مفردات الخلود..
الرفيق فايز خضور هو ليس حالة استثناء في تاريخ النهضة السورية القومية الاجتماعية إلا أنه تميّز عن سواه بالحضور الدائم عاملاً فاعلاً حتى الرمق الأخير يحيك الكلمات بين واقع الحياة والغربة القسريّة على أبناء هذه الأمة في صراع الوجود، فتجلى الخلود في شعره وأصبح له معنى يدوم دوام الأجيال في صراع بين الحياة والموت لتقرير المصير وينتصر مفهوم الحياة في شعره، رغم القلق الصادق الذي تراه فيه أو يغلب عليه إلا أنه قلق الأب الخائف على ولده وقلق الباحث عن مستقبل آمن في مجمرٍ يعلوه رماد الحروب المتعاقبة وتخاذل الأخوة على الأمة والفتك بها يساعدون أعداءها على نحرها. فكان يرثي نفسه تارة عشقاً وتارة ألماً وبينهما تفيض روحه بالغزل الجميل يتجلّى جماله عند شفاه العاشقين مسنوداً على روح قوميّة اجتماعيّة صلبة تتقن فن الصراع والتحدّي فتسمو سمو الخالدين.
شاعرنا الكبير الرفيق فايز خضّور ونحن نرثيك نتذكر واقع حالنا المرير.. القلق بين ظهرانينا بعد أن كان على بعد قصيدة أو بيت شعر تزفه بثقة العارفين.
ارقد في عليائك.
فالخلود تجلّى على صفحات الزمن شعراً وكتاباً خطّه قلمك المستنير بنور نهضة هزت قرون الخمول فأبدعت.
لك الخلود في دار الخلود.
ولكلماتك وشعرك خلود الحياة وتعاقب الأجيال نبراساً في القول والفعل.