صباحات

} 25-6-2021

صباح القدس للمثقف المشتبك والخزي لصاحب السلطة المرتبك، للمثقف يسقط شهيداً وصاحب السلطة يذهب بعيداً، للناشط يعرف ما يعني، وصاحب السلطة غارق بالتنسيق الأمني، لنزار بنات يندّد باسم الشباب والبنات بتحويل أجهزة السلطة الى امتداد لأجهزة الاحتلال، فيدفع حياته ثمناً لطلب تصحيح الاختلال، ارتقى نزار صاحب المواقف الحازمة والدعوات الصريحة، للانتماء الى محور المقاومة ورفض السياسات القبيحة، صباح القدس للجسد الطاهر تتكسّر فيه العظام بأيدي جلادين جاؤوا باسم المحتل للانتقام، فأي جرم جاءت به النيابة العامة، وقد أعد لها المحتل قواعد الادعاء، والسلطة كلها نائمة عندما يتكرر كل يوم اعتداء، وصار المحتل يحرك دوريات الأجهزة على الهاتف، ومقابل الامتيازات مواقف، والضحية فلسطين، أرض منهوبة للمستوطنين، وشعب تستباح فيه الكرامة، وتنتهك السلامة، وممنوع أن تقوم له قائمة، وأن يتهيأ للمقاومة، والجلاد من بين الذين كانوا يسمّون مناضلين، ويتحدثون بلغة اليقين، عن عودة فلسطين، ويتشدّقون اليوم بالواقعية، باسم الحرص على القضية، ويدعون لانتظار نتائج التحقيق، ويطلبون منا التصديق، أنهم سلطة مستقلة وأن لجانهم غير محتلة، وان القاتل والمحتل والمحقق ليسو واحداً، والمتغير مجرد أقنعة، وقد جعلوا الأبواب كلها مشرعة، لتسرح وتمرح الشاباك، قبل وبعد كل اشتباك، وفتحوا امام الموساد ارجاء البلاد، ويقولون إنهم لتأمين الصحة والخدمات مضطرون للتنسيق، والذي تغير أن القاتل تغير من عدو الى صديق، فقد كانت تعرف الناس عندما تُقتحم البيوت أنه الاحتلال، واليوم صار للاقتحام ألف جواب وسؤال، فهو يتم تحت علم فلسطين، لتأديب المقاومين، ولحساب المستوطنين، يا لذل التفاهمات، وبؤس القيادات، وتفاهة الصامتين، والحياديين، وأهل النفاق، الذين يقولون لا للاستباق، ودعوا التحقيق يأخذ مجراه، ولننتظر النتائج، وكأن الأمر خلل في مباراة، او فقدان سلعة في سوق رائج، والقضية معروفة للقاصي وللداني، سنوات ملؤها المعاني، نزار كان واحداً من الذين أسسوا لانتفاضة بيتا وأخواتها بوجه الاستيطان، البلدة الصغيرة التي صمدت بوجه الذئاب والحيتان، لكنها تقع بالمصادفة بين القدس وبيت لحم والخليل، وسيفعل الاحتلال لخنقها كل مستحيل، والبداية بإسكات نبض المقاومين، والدعاة والناشطين، وتكسير العظام تعبيراً عن الانتقام، لتصل الرسالة موقعة، بوجوه مقنعة، بدون التباس، بأن هذا مصير ينتظر كل مَن يناهض المحتل، بيد عنصر أمن معتل، عميل صغير ينفذ الأوامر، وربما غداً يقول لنا النائب العام إن امره الصادر، كان للتحقيق بتهمة العمالة بحق نزار، فقد بلغت الوقاحة لنتوقع كل شيء في الانتظار، ولأن القضية صارت بحجم الدم المسفوك، لا تتقبل مَن يتقيأ الكلام او يلوك، فالعنوان للمرحلة تفكيك الاجهزة الأمنية، والسؤال عن مبرر وجودها، ما دامت لا تحمي الشعب والقضية ولا تستطيع أن تحمي حدودها، فهي كجيش لحد في جنوب لبنان، مجرد واجهة للاحتلال، تصطاد المقاومين في الميدان، وتلاحق الدعاة على الأقوال، والمرحلة لا تحتمل انصاف المواقف، حلوا أجهزتكم وحلوا عنا، فقد صرتم من الاحتلال وما عدتم بعضاً منا، فلتكن الرسالة حازمة من فصائل المقاومة لأن الآتي أعظم، ولا مكان غداً لمن يندم.

} 26-6-2021

صباح القدس يا سيد الكلام والمواقف والقيادة، في لحظة حققت فيها أعلى معايير الريادة، فواجهت النفاق بالأخلاق، ولبيت النداء بالإباء، وحفظت الكرامات والمقامات، وخاطبت العقول فحققت الذهول، وجمعت ما لا يجمعه سواك، لله درك سبحان من سوّاك، وطمأنت النفوس، وصغت البلاغة في النصوص، ورسمت المعادلات بسلاسة الكلمات، وفككت العقد، وقطعت حبلاً من مسد، وفتحت باب الأمل، بالجد والعمل، صادق الوعود كما كنتَ، وفياً صلباً لا يهون وما هنت، فلك وبك المساء والصباح نور على نور، وقد هوّنت على الناس عظيم الأمور، فما قال عنه السيد إنه بالنهاية قابل للحل في عهدتك، هو ما تستحقه الناس من ثقتك، وما بقي للناس إلاك، في زمن الخراب والهلاك، وبقيت ضمانة الوحدة للبلد، الذي يصدق إن وعد، ففي السياسة، سيد الكياسة، وفي المواقف، طود شامخ واقف، وفي المرونة، لا تنفد المؤونة، وفي الحسم سيد الحزم، بالأمس كنت بلسم الجراح، ووعداً بالإصلاح، فالحكومة بأناة المساعي، ستنضج ولو تأخّرت، ووعودك لشعبك الواعي، ما من مرّة تبخّرت، وحبل الأمان لكل لبنان، صار أن تضع بركة المبادرة، لتقطع طرق المناورة، فالبلاد لا تحتمل ضيق الوقت، ولا تحتمل الصمت، لكنك الصديق الذي به يُستعان، ويملك البرهان، فالسقوف العالية تفكّكها الثقة، والمشاريع المرفقة، وهول الخسائر نداء للضمائر، ودعوة للتسريع، في المتابعة والتشريع، فلا حلّ بغير الدولة، ولو اضطررت لسدّ الفراغ في أكثر من جولة، وها أنت تضرب يدك على صدرك وتقول هي عندي، وأنت لها، بينما كلام غيرك لا يجدي، وقد اختلط عليه آخرها بأولها، فتأمين المحروقات من إيران قطع نصف الطريق وانتهت الجهوزية، والاستعانة بصديق، لاقيتها بشهامة أبوية، ومددت اليد للجميع، لأنك مؤتمن على حقوق لا تضيع، فأنت الثقة التي لا تشتري ولا تبيع، فصوبت البوصلة، نحو الهدف، وفتحت الطرق الموصلة، عَرف من عَرف، وكما في أيام الحرب على سورية وسواد أيام قاتمة، وحرب ظالمة، وجدت الباب للخلاص برأس مرفوع، وخاطبت بالرصاص حيث تآمرت الجموع، ستجد الباب بإخلاص للخروج من الجوع، تلك ثقة الناس، وما وثقت الناس إلا حيث يجب، لأنها سيوف الحق بالأساس، وبقلوبها تنتخب.

} 28-6-2021

صباح القدس لدم الشهداء يغير الأولويات، ويعيد النقاش من السياسات الى المبدئيات، وعندما نقول ان دم الشهيد يزهر، فهو في أنه يجعل الناس تفكر، وفي كونه يطلق الألسن الصامتة، ويفك أغلال الأكثرية الساكتة، ويقطع حبل قوة العادة في البقاء على القديم، ويفتح الباب للخروج من النفق العقيم، فدم الشهيد نزار بنات، أعاد ترتيب الأولويات، وقال للذين هبّوا بعد معركة سيف القدس يقولون بوحدة الفصائل، عن أي وحدة تتحدّثون، والوحدة في ظل التنسيق الأمني مع الاحتلال وحدة مع القاتل، وستصبح وحدة يشترك فيها المستعربون، والأولوية اليوم لوقف هذا التنسيق المشين، قبل أن تصير الوحدة غطاء لقتل المقاومين، وعندما يبدأ النقاش بالأولويات تكرّ سبحة التساؤلات، أي وحدة على أساس حل الدولتين، والمطلوب حفظ ثورة الأهل في الداخل، فاذا كانت فلسطين بين البحرين، فهم مسألة المسائل، فكيف يصيرون عرب الاحتلال، وقضيتهم مجرد تحسين أحوال، ومطلوب منهم ان يكونوا وقود تغيير الموازين، كي يتحسن حال المفاوضين، وما دمنا في حساب الأولويات، ما الحاجة للعبة الانتخابات، ومن ينشئ سلطة قبل التحرير، إلا إذا كانت ملهاة، لصرف الناس عن التغيير، فلتخض فصائل المقاومة في غزة معركة فك الحصار، وليخض الداخل معركة الهوية، ولتصحّح الضفة اتجاه المسار، وتبقى القدس بوصلة القضية، ويكون حق العودة عنوان الشتات، حتى تستقيم الأولويات، وهكذا يكون دم الشهيد قد أدّى المهمة، وصوّب تسلسل القضايا المهمة، وتكون مراتب الوعي التي تصوغها الدماء، تعبيراً عن السعي لاكتمال البناء، ويكون الغد غير اليوم في مضمون الكلام، والا صار حالنا كحال الببغاء، تتجه أقدامنا الى الأمام وتنظر عيوننا الى الوراء، وهذا معنى أن دماء الشهداء تصنع الحقائق وتغير البرامج، فهي تعيد صياغة الأزمات وتصوب المخارج، وتذكرنا بأن النظر الى الأمور يحتاج أحياناً لرؤيتها من الخارج، وأن التعود على التقليد بداعي الأصالة، بات يحمل في طياته تغطية على العمالة، وأن الخوف من التجديد تعبير عن تجذّر البطالة، حتى يسقط الشهداء، فيأتي الدم ويصيح فينا، مذكراً، وينادينا مستنكراً، ويبقى السؤال من يجيب النداء.

} 29-6-2021

صباح القدس للقرار باستهداف حقل العمر فمن هناك يسقط كسوف القمر، فقمر النصر في سماء المحور يكسفه الاحتلال عند خط النظر. فالحدود السورية العراقيّة منذ معارك دير الزور، هي القضية بين شهادة الحق وشهادة الزور، إما أن تكون الحدود تحت رقابة الاحتلال، ويفرغ النصر من معناه، تحت شعار الواقعيّة، وتصير رقاب المقاومين تحت الإذلال، أو يثبت النصر جدواه، فتفتح بين سورية والعراق المعابر البريّة، فشريان المقاومة اقتصاد وسلاح وقتال، وسريان الدم في العروق وحرية انتقال، ومنذ سنوات افترق الأميركيّون، بين كلام السياسة والميدان، فعندما يقول الرؤساء نحن منسحبون، تتحرّك قواتهم وتطلق لعدوانها العنان، وسواء كان ذلك فعل مناورة وتقسيم أدوار، أو كان تصعيداً لشروط التفاوض والبازار، أو كان من فعل لوبيات المصالح، أو للحفاظ على مافيات تسرق النفط ولا تريد الانسحاب، أو لأن دويلة كردية تدخلهم من الشباك إذا أخرجوا من الباب، كما فعلوا بدعمهم للإرهاب، فإن الجواب واحد لا سواه، صاروخ يسقط على الهدف ما أحلاه، وأبلغ الكلام يُقال بالنار، ويرفع التحدي في كواليس الحوار، تريدون البقاء فادفعوا ثمن احتلالكم، فقد قررت المقاومة إذلالكم، وهذا النفط الذي تسرقون، به اليوم ستحرقون، ومن اليوم وصاعدا، ستسمعون صوتاً واحدا، هو صوت القذائف، ووفقا لكل عارف، امامكم خيارات محدودة، فإما أن تأتوا لحرب شاملة، أو تقرون بأن أيامكم معدودة، ووفق التطورات الحاصلة، فات زمان اليد الممدودة، وبدأ العدّ التنازلي للرحيل، وكل يوم ستسفيقون على انشودة، للصواريخ والطيور الأبابيل، فالطائرات المسيرة على الطريق، وبامكانكم أن تستعينوا بصديق، فتسألوا عما حصل في أرامكو السعودية، أو أن تستدركوا الحريق والغريق، وتتفادوا الضربة القاضية، فأنتم في آخر الطريق، والمقاومة قطبة مخفية، وسلتكم حتماً فاضية، ونصيحة بقافلة من الجمال، لمن ربطوا مصيرهم بالاحتلال، وتوهموا اقامة دويلة تسرق النفط والقمح وتدوم، أن تذكروا قوم سدوم.

} 30-6-2021

صباح القدس يناديكم ويسأل جميع مَن فيكم، من أين جاءت نظرية الدولة والقرار المستقل، وهي خارج التسلسل الطبيعي للأمور، وقد صار معلوماً أن هناك مَن يستغل، هذا الشعار وقد انكشف المستور، فكأنما كان المقصود خدمة الذين راحوا الى التطبيع، بالقول إن فلسطين تخص الفلسطينيين وحدهم، وان من حق سواهم أن يبيع، حتى الذين ضاعت الضفة والقطاع والقدس في عهدهم، فبدلاً من السعي للتحرير، ومن بعده تقرير المصير، كحال كل الشعوب، التي تخوض الحروب، كان القرار المستقلّ براءة ذمة للمطبعين، ثم براءة ذمة للمتنازلين، والحجة يا وحدنا الله بيعين، وقد فشلت الشدة ولم يبق لنا إلا اللين، وبراءة ذمة لمن كانت الأراضي التي احتلت عهدة عندهم وامانة، لتسهيل الصلح عليهم دونها والخيانة، أما الدولة فعذر للتفاوض العقاري، فالأرض لم تعد وطناً بل صارت عقارا، وصراع الهوية صار شجارا، وأبناء البلد الأصليين، في الأرض المحتلة عام 48 صاروا عرب إسرائيل، والمهم ان يكون لنا علم ونشيد وحرس رئاسة، وان يضيع الوطن ويتشتت الشعب فتلك هي السياسة، وبعد نصف قرن على الشعار السقيم، ومسار التفاوض الأليم، أما آن الأوان ليخرج الناس ويقولوا كفى لنا استغباء، وفي السياسة قواعد الألفباء، أن الشعب المشرّد أولويته العودة كحق لا يقبل التفويض ولا التفاوض، وبينه وبين تقرير المصير لا تعارض، ومن يريد قرارات دولية ليخاطب العالم تحت سقف الشرعية فليعد للقرار 194، فهو أسبق من سواه بالسنين، وفيه لمن لم يقرأ واكتفى بالمسموع، حكم بجعل السلاح في القدس أول الممنوع، وللاجئين حق الرجوع، واشراف دولي على الأراضي المقدسة، وبعد تطبيق القرار، يمكن البحث بأسس الحل الشامل عبر المؤسسة، فلماذا أهمل القادة هذا القرار، واحتموا بقرارات تدعو للتفاوض على الأرض والحدود وهي تعني الدول التي خاضت الحروب، ولم تكن تخص نضال الشعوب، أليست تلك هي المؤامرة لتضييع النضال، حتى الوصول الى أوسلو يكون المآل، ويصير الفلسطينيون شعوبا تتقاتل، وتصير أرضهم برقعاً مرقعاً لا يتواصل، وتضيع الأرض ويبقى الشعب في تيه التشرد، ويقطع الطريق على كل ثورة او تمرّد، والقدس اليوم تنادي، اتحاد القلوب والأيادي، لرد الاعتبار للقضية من الأساس، واستعادة وحدة الأرض والناس، وليقف كل مؤمن صادق، بعيداً عن كل وصولي منافق، وليفتح الباب للنقاش حول الأولويات، فكفى تزييفاً للأساسيات، والدم هو الحكم، وهو الوسم في العلم.

} 1-7-2021

صباح القدس للشام الأصيل، وقد سرقوا الاسم لشام بديل، أطلقوه على لقاء هزيل، فكل لقاء تحت عنوان الشام ولو حضرته دول عظام، يبقى لغواً في الكلام، ما لم تكن الشام بقاسيون وبردى، أصل الصوت والصدى، ثم ما معنى أن يلتقي العراق والأردن ومصر، ويتحدّثون عن تحديات العصر، ويتجاهلون نافذتهم على البحر، ونقطة القطع والوصل مع عناوين الاختلال، فالحرب على الإرهاب فرع من أصل، رفعه كسيف دون نصل، ما لم تكن المواجهة مع الأميركي والتركي والكيان كعناوين للاحتلال، ولذلك لا يصدق من يدّعي انها أهداف الأحلاف، ما دام يخاف، وما دامت سورية غائبة، لأن الأسئلة الصحيحة تكشفها الأجوبة الصائبة، وهي وحدها في هذه الساحات اللاعبة، ويكفي ما تحكي التضحيات بالمناسبة، فما السر إذن في استبعاد سورية عن الحلف الجديد، وما سر التسمية بالتحديد، ما لم يكن الحلف قطبة مخفية، للعبة خفية، تريد تشديد الحصار، وما لم يكن أصل القرار، وهم تشبيك مصالح يحمي حلف التطبيع، بأنابيب النفط والغاز وشبكات الكهرباء، لإقامة عازل بين الشمال والجنوب، في زمن الحروب، والا فما السر في التسريع، بجعل الأردن داء ودواء، بالبحث عن مصادر مال لملء الجيوب، والرهان هو بخلق مصالح جديدة، تسكت مصر عن خسائر قناتها عن جعل الكيان مركز التجارة، وتأمين بديل عن إيران للعراق بالكهرباء والغاز، وجعل الأردن نقطة تقاطع الشبكات، وفي قلب هذه الشبكات العديدة، يراهن الأميركي وهو يرعى هذه الاستدارة، على تجهيل سر هذه الألغاز، وتضييع الأساسيات، فلا ينتبه الناس التواقون لكل وحدة بين العرب، أن وحدة يرعاها الاحتلال خراب موحد، كالحلف بوجه اليمن، وإلا فما هو السبب، حتى تستبعد سورية وهي ليست مجرد عدد، عن حلف يزعم مواجهة المحن، فعبر سورية تتجذر الحرب على الإرهاب التي زعموا، ومع سورية تتكامل الأسواق، وبدون سورية لا يُصدّ العثماني عن الأطماع، فلماذا النفاق، ما لم يكن هناك سر لا يذاع، والسر في الطربوش لا يعلمه إلا الكوى كما يقول أهل الشام، فهو مَن يعرف مكان الدبوس ويكويه ويعيده للهندام، فهل تتذاكون على صاحب حارة السقايين، وتبيعون الماء، ألا تعلمون أن الشعوب ستقيس فعل الجيوش، بموقع قادتها من فلسطين، وحسن تدبيرهم بوجه الأعداء، فقل لي من عدوّك أقول لك من أنت، وإلا فخير لك الصمت، وقبل أن تعلنوا حلفكم باسم ليس لكم، والشام اسم مقدس، تذكروا كيف لاحقت لعنة الشام من قبلكم، من قامر وأفلس، وتذكروا انكم بالشام تكبرون، وبدونها أنتم صغار، كالتين والزيتون يحرسه الصبار، فكيف ان كانت الشام كل المواسم والبساتين، والحارس الأمين، وقلعة فلسطين. فقط تذكّروا، قبل أن تقامروا وتخسروا.