أخيرة
الوطن والطائفة
} يكتبها الياس عشي
لو خُيّر اللبناني بين وطنه وطائفته، لاختار طائفته بدون تردّد! فاللبناني، منذ أن بدأ يتلمّس محيطه، تعامل مع الرموز الدينية التي ينتمي إليها بقوّة الوراثة.
كانت البداية من منزل رعى طفولته واهتمّ بتنشئته تنشئة دينية تؤكدها صور القديسين، والآيات القرآنية الكريمة، وحكم الوعّاظ، المالئة جدران هذا المنزل الذي منه سينطلق إلى المدرسة، وبعدها إلى الجامعة، اللتين اختارهما له أبواه، ومن ثَمّ إلى الحيّ والشارع اللذين يدافعان عن حضوره الطائفي.
ضمن هذه المربعات الثلاثة عاش معظم اللبنانيين، ومن استطاع أن ينتفض منهم، وأن يفكّر، خرج من المستنقع الطائفي، وأسّس لبحيرات دافئة يتساوى فيها الجميع في حقّ المواطنة، وبدأ العدّ العكسي للدخول إلى نادي الحضارة.