القاتل والشهيد
} يكتبها الياس عشّي
المربّع الثاني 8 تموز
من يصدّق أنّ رجلاً كسعاده كتب “نشوء الأمم” و “الإسلام في رسالتيه”، يُحاكَم ويُعدَم في أربع وعشرين ساعة؟
حتى في اللحظات الأخيرة، والبنادق مصوّبة إلى صدره، لم يتخلَّ عن وقفات عزّه، وعن إيمانه بأمته وشعبه، فأعلن بوضوح:
“ أنا أموت أمّا حزبي فباقٍ”.
اليوم وقد مرّت كلّ السنوات على هذه الملحمة، ما زال المفكرون والأدباء والمثقفون الأحرار، ينهلون من فكر هذا الرجل. ويخطئ الكثيرون إذا اعتقدوا أنّ سعاده هو لمحازبيه فقط، فمئات الكتب والدراسات التي وضعت بعد استشهاد سعاده، والتي تحدّثت عن دوره النهضوي، وعن منهجيته، وعن نظرياته الفلسفية، لم يكتبها قوميون، بل كتبها مفكرون أحرار اكتشفوا هول الجريمة وبشاعتها، فانبروا، بما كتبوا، يعيدون للبنان وجهه المشرق في الدفاع عن العقول المبدعة.
أيها السادة… لقد آن الأوان لإعادة طرح “قضية محاكمة سعاده”، أو على الأقلّ حان للمهتمّين بشؤون الأدب والفلسفة أن يعلنوا براءة الزعيم، ولو في محاكمة صوريّة، وأن يرفعوا له أقواس النصر.