إيطاليا إلى نهائيّ «اليورو» بفوزها على إسبانيا والأداء التصاعديّ سيمنحها دفعاً لإحراز اللقب
أقصى المنتخب الإيطالي نظيره الإسباني من بطولة كأس أمم أوروبا لكرة القدم، بعد التغلّب عليه في ركلات الترجيح، ليبلغ الدور النهائي من البطولة. ولجأ المنتخبان الإيطالي والإسباني إلى ركلات الترجيح بعد التمديد إثر تعادلهما 1-1 في الوقت الأصلي من مواجهتهما في نصف نهائي من بطولة كأس أوروبا لكرة القدم على ملعب ويمبلي، مساء الثلاثاء الماضي. وكانت قد تقدّمت إيطاليا عن طريق لاعب يوفنتوس فيديريكو كييزا (د60)، فيما أدركت إسبانيا التعادل عن طريق زميله في نادي السيدة العجوز ألفارو موراتا (80). وستلتقي إيطاليا في المباراة النهائيّة، يوم الأحد المقبل (11 تموز الحالي)، مع المنتصر من مواجهة إنكلترا والدنمارك، جرت المباراة بينهما مساء أمس الأربعاء.
وتعدّ هذه المرة الرابعة التي تبلغ فيها إيطاليا المباراة النهائية بعد العام 1968، عندما أحرزت لقبها الوحيد على حساب يوغوسلافيا، قبل أن تخسر في نهائي العام 2000 أمام فرنسا بالهدف الذهبي، ثم أمام إسبانيا في نهائي نسخة العام 2012. وبذلك، رفع المنتخب الإيطالي رصيده إلى 33 مباراة من دون خسارة، في حين خرج المنتخب الإسباني حامل اللقب 3 مرات (رقم قياسي بالتساوي مع ألمانيا)، والذي خاض الوقت الإضافي للمرة الثالثة توالياً في الأدوار الإقصائية من هذه البطولة من دون أن يخسر أية مباراة في الوقتين الأصلي أو الإضافي. لكن «لا روخا» دفع هذه المرة ثمن ركلات الترجيح التي ابتسمت له في الدور السابق ضد سويسرا.
وأظهرت إيطاليا قدرتها على اجتياز أكبر التحديات في بطولة أوروبا، ليقتنع الكثيرون في شبه الجزيرة بإمكانية تتويجها باللقب مساء الأحد.
وفازت إيطاليا في مبارياتها بطرق مختلفة، حيث هيمنت في ثلاثة لقاءات بدور المجموعات، أمام تركيا وسويسرا وويلز، بتسجيل 7 أهداف دون اهتزاز شباكها. وضد النمسا في دور الـ16 اضطرت لخوض وقت إضافي، أمام منافس قويّ بدنياً، لكن كان من المتوقع أن تفوز إيطاليا، ورغم افتقاد الحيوية والنشاط أظهرت مرونة مبهرة. فقد لعبت بشراسة هجومية في الشوط الأول أمام بلجيكا، في دور الثمانية، وسجلت هدفين قبل الاستراحة، مما كان كافياً للفوز بعد شوط ثانٍ متوتر. لكن أمام إسبانيا كانت المهمة مختلفة تماماً. فقد كان خط وسط إيطاليا مبهرا خلال البطولة، لكنه لم يتمكن من مجاراة خط وسط إسبانيا، بقيادة الساحر الشاب بيدري (18 عاماً)، الذي استحوذ على الكرة بنسبة 65 في المئة. وسددت إسبانيا 16 كرة على المرمى، مقابل 7 تصويبات لإيطاليا خلال 120 دقيقة، لكن فريق مانشيني تحمل الضغط وأظهر تماسكاً حتى ركلات الترجيح. وتعرضت إيطاليا لضربات طيلة مشوار البطولة، إذ فقدت أليساندرو فلورينزي للإصابة في المباراة الافتتاحية، والقائد جيورجيو كيليني في المباراة الثانية، ثم الظهير المتألق ليوناردو سبينازولا أمام بلجيكا. لكن المجموعة تكاتفت لاجتياز العقبات بطرق مختلفة. ولم يعتمد تألق إيطاليا على لاعب واحد، ويتضح ذلك من تسجيل خمسة لاعبين مختلفين هدفين، ليصبح ثاني فريق في تاريخ بطولة أوروبا يحقق هذا الأمر، بعد فرنسا في العام 2000. كانت إيطاليا مبهرة وممتعة في بعض الأحيان، لكن قدرتها على تحمل المعاناة وخبرتها في ذلك، يمكن أن تكون أهم صفاتها في نهائي الأحد أمام منتخب إنكلترا على الأرجح، أو منتخب الدنمارك المتطوّر.