عودة أهالي بلدة بريف حماة هجّرهم الإرهاب منذ 6 سنوات
خبير عسكريّ سوريّ: قد نصحو على رحيل الاحتلال الأميركيّ من شرقي البلاد
اعتبر الخبير العسكري، العميد الركن المتقاعد عبد الحنان المحيمد، أن تصاعد عمليات استهداف القواعد الأميركية وجيوش دول ما يُسمّى «التحالف الدولي» المزعوم، شرقي سورية، هو «تصاعد منطقي وشرعي لعمليات المقاومة الشعبية العشائرية في منطقة الجزيرة والفرات، وذلك بعد ارتفاع حالة الوعي والتمسك بالحقوق لدى أبناء القبائل، وقد ننام على تواجد قواعد، ونصحو على عدم وجودها ورحيلها خلال فترة قياسيّة».
وأضاف العميد الركن المحيمد بأن: «جميع مكوّنات المجتمع في منطقتي الجزيرة و الفرات شرقي سورية، اللتين تعتبران سلة غذاء سورية ومنبع الثروات الباطنية خصوصاً النفط والغاز، وصلوا إلى مرحلة الإجماع التام بأن لا بديل ولا طريق للتخلص من الاحتلال وأعوانه إلا بالمقاومة الشعبية المسلحة لأنها الطريق الصحيح والشرعي والإنساني الوحيد للتخلص من القوى الاستعمارية عبر التاريخ».
وبين العميد المتقاعد عبدالحنان المحيمد، وهو أحد وجهاء قبيلة البكارة العربية في الجزيرة، بحسب تقديراته العسكرية فإن العمليات التي تمت خلال الأيام الماضية، والاستهدافان اللذان حصلا الأحد 11 تموز /يونيو، في قاعدتي حقل «كونيكو للغاز» و»حقل العمر النفطي» كان لهما تأثير عسكري كبير على القوات المحتلة، التي تعتبر نفسها أهم وأقوى الجيوش في العالم.
وأضاف: «تمّ دكّ قواعدها وارتفعت أعمدة الدخان منها وأصيبت آلياتها مع معلومات مؤكدة عن وقوع إصابات بشرية في صفوفها باعتبارها مناطق منبسطة ومفتوحة وتقع في جغرافية سهلة عسكرياً لذلك نتائج استهدافات كهذه يكون من الجانب العسكري جسيماً وكبيراً بحسب المحيمد، حتى لو أخفى الأميركي النتائج».
وفي السياق، توقع العميد الركن المتقاعد المحيمد، وهو عضو سابق في مجلس الشعب السوري، أن عمليات الاستهداف ستستمر بحسب تقديراته العسكرية، وبأنها ستتطور إلى أكثر من ذلك وقد تصل إلى المواجهة المباشرة مع جنود الاحتلال، أو استهداف آلياتهم ومدرعاتهم بالقذائف والعبوات الناسفة، كما حدث بإدخال الطائرات المسيرة التي حققت أهدافاً مهمة في قصف أكبر قاعدة للاحتلال الأميركي في حقل العمر النفطي الذي يعتبر بدوره من أكبر حقول النفط في سورية.
وأشار العميد عبدالحنان إلى أن الجيش الأميركي «معروف بسياسته الانهزامية السريعة، وها هو ينسحب مذلولاً من أفغانستان والعراق، وهو ما سيحدث خلال الأيام والأسابيع المقبلة في سورية مع استمرار تصاعد وتيرة عمليات المقاومة التي يدعمها الرفض الشعبي الكبير لأبناء الجزيرة والفرات السورية للاحتلالين الأميركي والتركي، اللذين هما سبب مصائب الشعب السوري خصوصاً من الجانب الاقتصادي من خلال فرض العقوبات وسرقة ثروات الشعب وفق ما يسمى «قانون قيصر «الجائر» الذي هدفه خنق المواطن السوري».
وكشف مصدر في شرق سورية أن القواعد الأميركية اللاشرعية المتواجدة في كل من معمل «كونيكو» للغاز و»حقل العمر النفطي «شرقي دير الزور اللذان يقعان بالقرب من معاقل قبيلة «العكيدات» العربية في مدينة الشحيل وبلدة ذيبان شرقي دير الزور، تعرضتا للقصف والاستهداف الصاروخي للمرة السادسة على التوالي من مناطق غرب الفرات التي تقع تحت سيطرة الجيش العربي السوري والقوات الحليفة له.
ونقلاً عن مصادر أهلية، أن قاعدة حقل العمر النفطي بريف دير الزور الشرقي، غير الشرعية، التابعة للمحتل الأميركي، والتي يتواجد فيها عدد من جنود جيوش دول ما يسمى «التحالف الدولي»، تعرّضت لهجوم جديد بالقذائف الصاروخية، الأحد، بعد ساعات من تعرض معمل غاز «كونيكو» للقصف الصاروخي، حيث شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من محيط وداخل القاعدة مع حالة استنفار كبيرة قام بها جنود القاعدة وإغلاق المنطقة بشكل كامل مع تسير دوريات وتنفيذ حملات اعتقال بحق المدنيين كالعادة.
يُشار أن الهجمات العسكرية والاستهدافات العسكرية التي ارتفعت وتيرتها، جاءت رداً على التعليمات من الرئيس الأميركي جو بايدن، باستهدفت موقعين داخل الأراضي السورية، وموقع واحد داخل العراق، فيما أفادت مصادر في منطقة البوكمال، أن طفلاً قتل وأصيب 3 مدنيين آخرين خلال العدوان الذي استهدف المنطقة، مشيرة إلى أن الموقع المستهدف يحوي (كرفانات) مسبقة الصنع.
على صعيد آخر، بعد 6 سنوات من التهجير الكامل، شهدت بلدة الزارة في ريف محافظة حماة السورية، عودة العشرات من عوائلها إلى منازلها، في انتظار عودة جميع سكانها بشكل تدريجي مع استكمال بناها الخدميّة.
ولسنوات عانت الزارة من بطش المجموعات المسلحة، وهجر أهاليها بالكامل بسبب الهجمات المتكرّرة عليها وسقوط عشرات آلاف الصواريخ على منازل المدنيين فيها، ما أدى الى تدميرها بشكل شبه كامل.
محافظ حماة المهندس محمد طارق كريشاتي، قال: بتوجيهات من الرئيس بشار الأسد، تم تأمين كافة مستلزمات عودة الأهالي إلى بلدة الزارة بريف حماة الجنوبي حيث استنفرت كافة الإمكانات لدى الجهات الحكومية في المحافظة».
وأضاف كريشاتي: «تمّ البدء بإعادة تأهيل البنى التحتية وتأمين الاحتياجات الأولية اللازمة للأهالي من مياه ومرافق وخدمات صحيّة، ليتم اليوم تسجيل بدء عودة الأهالي إلى منازلهم».
وشدد محافظ حماة على أن «كافة الخدمات سوف تعود الى البلدة بشكل تدريجي، وتمّ رصد الاعتمادات الماليّة اللازمة لذلك، لتعود البلدة إلى ما كانت عليه قبل الحرب الإرهابية على سورية».
وأضاف المحافظ أن فريق عمل المحافظة يعمل ضمن خطة معتمدة لتأمين عودة كامل الأهالي المهجرين إلى قراهم وبلداتهم بعد تحريرها من قبل الجيش السوري.
وشاركت وحدة من القوات الروسية العاملة في سورية في عملية الإشراف على عودة الأهالي للبلدة وحسن استقرارهم، كما قامت بتوزيع المساعدات الإنسانية على العائلات التي عادت إلى منازلها.
وبقيت بلدة الزارة لفترة طويلة هدفاً رئيسياً للتنظيمات الإرهابية بسبب احتضانها لإحدى أكبر محطات توليد الكهرباء في مناطق وسط سورية.