أخيرة
العودة إلى طريق الحرير
} يكتبها الياس عشّي
بالعودة إلى تاريخ الحضارات نتعرّف على اثنتين منها تكوّنتا في حوضين نهريين هما: حوض الفرات وحوض النيل. وضمن هاتين الحضارتين تحوّل الإنسان من «لاقط» لغذائه إلى «منتج» له، ومن «الصورة» إلى «الكتابة»، ومن «الترحّل» إلى «الاستقرار»، ومن «الصدفة» إلى «التخطيط».
ضمن هاتين الموقعين من العالم المتوحّش القديم، برزت المشاريع الزراعية، ونشطت التجارة، وسادت الكلمة المكتوبة بدءاً من المسمارية، مروراً بالهيروغليفية، وانتهاءً بالحروف التي قضت على أسلوب «الصورة».
والحروف أسّست، بدورها، لأبجدية سهّلت العقود التجارية، والرسائل الديبلوماسية، ثم صارت لغة الفلسفة والشعر والإبداع .
حدث كلّ ذلك من بوّابة البحر السوري الذي كان حارساً لطريق الحرير، وقد آن الحين لإعادته إلى الواجهة مرّة أخرى .